منذ مدة ليست بقصيرة قلت بأن ما يحصل من حراك "عراك" سياسي هو مفتعل..
وأن ما يحصل من شد وجذب وإختلاق للتوترات السياسية ماهي إلا معارك على المصالح التي تقاسمتها أطراف أريد لها أن تكون متحكمة في مستقبل العملية السياسية من خلال لعبة الإنتخابات التي قام "الإحتلال الإرهابي الماسوني" بهندستها وفرضها كأمر واقع على الساحة السياسية العراقية..
فإفرازات الإنتخابات وردود الأفعال من جراء (((التزوير))) لنتائجها هو السبب بكل ذلك وأن نسبة فوز قوائم معينة بنسب عالية كان شيء قد دبر تحت جنح الظلام ...!
ومنها فوز (قائمة المالكي وقائمة علاوي) بأعلى نسبة من مقاعد البرلمان حيث وضع هذا التقسيم بقية الأطراف السياسية بين خيارين لا ثالث لهما
إما أن يكون علاوي "قائد للحكومة" أو "المالكي" وفي الحالتين فالأمريكان يعرفون كيف يحققون مصالحهم وأن الطرفين ((متشابهين من حيث الصفات والإمكانيات والأخلاق)) لذلك وقع الإختيار عليهما وأيضاً حتى يبقى المشهد السياسي العراقي معقد وتشوبه الأزمات ويبقى مفكك وعلى هذا الأساس إضطرت كتل للقبول بالمالكي كحل وسط وإنهاء الأزمة التي طالت لأشهر عجاف،فتمخض ذلك عن قبول (الأكراد بيضة القبان) ب(المالكي) والقبول بشرط خضوعه لمطالبهم و"المالكي" قبل شروطهم ومنها إدخال "علاوي" كطرف مؤثر في الحكومة من خلال إعطائه "منصب معين".
وجلس الفرقاء الثلاث واتفقوا على أشياء كشف عنها مؤخراً لكن الذي كشف عنه هو ظاهر الإتفاق وليس اصله وأعني بأصله هو ((ما عبرت عنه حنان الفتلاوي صاحبت مقترح السيارات المصفحة لأعضاء البرلمان)) الفتلاوي وفي زلت لسان منها غير محسوبة ويبدوا أن الضغوط أصابت "حزب المالكي" بهستيريا أثرت على طريقة تعاطيهم فصاروا يتخبطون بتصريحاتهم.
تصريح الفتلاوي يمثل الفقرة واللغز لفهم ما يجري على الساحة وحقيقة الصراع الدائر فبعد جدال مع "نائبة كردية" التي طرقت "الفتلاوي" بحقيقة يعرفها الشعب وهي تكاليف قطاع الكهرباء التي بلغت 32 مليار دولار... لم تستطع الفتلاوي تجاوز الموقف فزل لسانها ليكشف عن حقيقة الأمر في محاولة منها للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه .. فردت الفتلاوي (((بأننا تقاسمنا الكعكة معكم))) وتقصد بمعكم أي(برزاني وعلاوي) لان الحوار كان فيه طرف ثالث وهو عضوا من قائمة علاوي...
وبهذا أعلنت "الفتلاوي" بفلتت لسان عن حقيقة لطالما أراد (المالكي وحزبه) دفنها لكي يستمر في لعبته ويستمر في خداع البسطاء..خصوصاً أولئك الراكضين وراء دعاياته وظهرت حقيقة المالكي وأن كل ما قال ويقوله نواب قائمته هو مجرد خداع...فإن كان المالكي قد تقاسم ((الكعكة)) مع علاوي فعلام كل هذا اللف والدوران وهيجانهم الإعلامي وثورة التخوين للأطراف هم تحالفوا معهم وقبلوا بشروطهم.... !!! هل كل هذه الزوبعة من أجل عدم كشف الحقيقة التي زل لسان الفتلاوي بها... ؟ ولماذا الإصرار على تخويف "البسطاء" بمشروع ((البعث)) والمالكي يدخلهم بيت الدولة مرة تحت ضوء النهار وأخرى تحت جنح الظلام...!!!
وبهذه الفلته التي أوضحت ما أخفي من الأطراف الثلاث نستنتج أن المالكي هو أحد الأطراف الأساسية في النزاع الدائر من خلال موافقته على ((إتفاقية أربيل من اجل القبول به كرئيس للوزراء)) وهو الذي وضع مسار العلمية السياسية على المحك وان حساباته وحسابات مستشاريه "الأفذاذ" كلها خائبة وخاطئة وغير مصيبة ولم يكن في يوماً من الأيام حرصاً على هذا الشعب ولا على الفقراء كما يدعي هؤلاء الذين حاولوا إخفاء الحقيقة عن الشعب، ولكن مهما حاول هؤلاء من إخفاء للحقائق فلابد أن تظهر (مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ ) وسبق وأن نوهت إلى (مشاهدة لقاء قناة المالكي الرسمية قناة العراقية) والتركيز على ما قاله المالكي لكي يكتشف البعض انهم ضحيا ألاعيب المالكي
وإقتتاله على ((الكعكة))..لا لأجل "التشيع" كما يدعي البعض بل لأجل "مصالحه" ومن أجل ضمان بقائه "لاطشاً في الكرسي"..هذه هي الحقيقة التي قالتها الفتلاوي وهي (((أنهم تقاسموا الكعكة مع كل من علاوي وبرزاني))) المدعومان من "الكيان الوهابي الغاصب" وبتقاسم المالكي معهم وقبوله شروطهم فهو قد أصبح طرف ثالث للمشروع "المزعوم" من أجل تأزيم الأمور وصار أدات لتدمير العراق ومن أجل أن يبقى "محافظاً على الكرسي" ولذلك يجب أن يرحل، ويجب أن تعمل الكتل السياسية والأحزاب العراقية على تصحيح مسار العملية السياسية وتعديل فقرات الدستور وأولها "مدة ولاية رئيس الوزراء" وبقية الفقرات التي جعلت الطائفية والمحاصصة أساس لهذا النظام السياسي القائم وبدون هذه التعديلات سوف لن يتحقق شيء لانه ليس من الحكمة أيضاً أن يزاح "المالكي" ويأتي آخر يعمل على نفس النهج والأسلوب ويقع في مصيدة المحاصصات لذا يجب على كل الأحزاب التخلص من الأنانية والإسراع بتفكيك حكومة المحاصصات وإلا...سنبقى محلك سر .
حنان الفتلاوي وفلتت اللسان التي كشفت المستور..!
العرض الشجري