البحرين: تفاصيل مؤلمه جدا من تعذيب المعتقل جعفر سلمان يروي فيها بعض طرق تعذيبه الشديد
بتاريخ : 01-07-2012 الساعة : 09:38 PM
تفاصيل مؤلمه جدا من تعذيب المعتقل جعفر سلمان يروي فيها بعض طرق تعذيبه الشديد.
في يوم 15 مارس أصيب جعفر سلمان بطلق ناري شوزن أثناء قيامه بالدفاع عن بلدته سترة، حيث صرح جعفر سلمان لأول مرة عن تفاصيل رحلته الشاقة طوال فترة إصابته و اعتقاله وفيها عانى الكثير الكثير من الأشياء التي لا تخطر على بال إنسان. وتفاصيل القصة كالتالي كما رواها المعتقل:
أصيبت وأنا أحاول صرف نظر قوات درع الجزيرة من إصابة طفل عمره 8 سنوات من منطقة الخارجية من طلقات الشوزن، فاستقرت حبات الشوزن التي يقدر عددها أكثر من 70 في المنطقة العليا من الجسم حيث قال جعفر: أنه أطلقها وهو يقول خذها يا ابن الرافضية)، عندها أحسست بدوار شديد و وكأنه وجهي منفجر من الرصاص و أغمي علي بعد حملي من قبل الشباب الذين ظنوا أنني استشهدت، وحسب نقل أهلي بأنني بقيت في حالة الإنعاش لمدة 5 ساعات و محاولات كبيرة من الطاقم الطبي أفضت لعودة النبض ولاستقرار حالتي وبعدها أجريت لي 3 عمليات لإزالة الشوزن.
أول ما استيقظت ظننت أنني في عالم البرزخ حيث أنني لا أرى شيء إلا الظلام و همهمات و صوت دعاء و قرآن ففرحت بأن الله اختارني لأكون شهيدا فكون أهلل و أكبر بتمتمات بسيطة وبصوت منخفض و كلي فرح و سرور إلا أن زوجتي لمحت تمتماتي حيث سمعتها تقول (جعفر استيقظ) وهي فرحانة عندها سألتها ألم أستشهد ؟! قالت لي لا وهي فرحة و بصراحة كنت أمني نفسي بأن أكون فداء لوطني كالشهيد ابن قريتي علي المؤمن.
كنت لا أرى شيئا كنت أسمع فرحا و حمد لله ولكنني كنت مرهقا جدا من الصدمة و من العمليات التي أجريت لي عندها عرفت أنني فقدت البصر وأنا حي ! قلت لنفسي أن أبقى حيا بدون عين كأني ميتا فقد كنت أمني نفسي بالشهادة فعلاً.
اهتمام من الأطباء لقيته قبل الهجوم على الدوار، وبعد الهجوم على الدوار جاءت قوات درع الجزيرة لمستشفى السلمانية الذي كنت أقطن فيه للعلاج، و كنت أسمع الصيحات تتعالى و أصوات الطلقات تتكرر، وكنت أسمع الأخبار بأنهم سيصلون لنا، طبعا وصلوا لنا عند الساعة 11 مساء وتم طرد زوجتي من المستشفى بدون رحمة، و ظليت وحدي لأعيش فترة من أسوأ فترات التعذيب الذي عشته.
ما إن خرجت زوجي وأنا لا أرى وإذ بلكمات قوية على وجهي و بالذات عيني فقلت له يا هذا أنا لا أرى ؟! عله يشفق على حالتي، وإذ ركز ضرباته المتتالية على عيني بل أدخل صبعه في أحدى عيني حتى أحسست بأنه فقأها وهو يقول تستحقون يا (.... ألفاظ سوقية)، و تم الهجوم على من قبل مجموعة لا أقدرها بالضرب المبرح لي من كل الجهات حتى أحسست بأن عيني ينزل منها دم أو ماء و أو سائل العين حتى أن عيني تدلت من مكانها من شدة الضرب عليها، فهم من ساهم في إطفاء آخر نور ممكن أن أحصل عليه من عيني اليسرى.
بعدها ذهبوا لغيري و نفس الشتائم كانوا يكررونها لغيري لن أذكرها لقباحتها و فحشها الكبير الذي أخجل من ذكرها، بعدها عم الهدوء وسط ونات جميع من في الجناح، بعدها بساعة تقريبا جاءت دفعة أخرى لم أدركها إلا يوم انهالوا علي بالرفس و الركل حتى أسقطوني من علي سريري و أزالوا جميع الأجهزة التي علي و بالضرب و الرفس و التنكيل المؤلم في جميع أنحاء جسمي حتى أنني لا زلت أعاني من أوجاع و الآم في جميع مفاصل جسمي، وسط سباب و كلام بذيء.
بعد ساعتين أيضا جاءت دفعة أخرى ونفس الأسلوب تكرر معنا لمدة يومين لم أعش فيها طعم النوم وحتى الماء كانوا يقذفونه في أفواههنا نفس (الحيوانات) أعزكم الله، وبدون أكل وبدون سباحة أو حتى الصلاة تم منعنا منها حيث كنت أطلب الوضوء للصلاة فيأتون لي بالماء الحار فيقذفونه على وجهي وسط استهزاء يا رافضي أن لا صلاة لك و اللهجة سعودية بحتة !.
بعد كم يوم لا أعرف مقدارها حيث لا أرى و لا أعلم أنحن في النهار أو المساء تم نقلنا لطابق آخر عرفنا بعدها أنه السادس وبعد مدة من الأيام جاءوا لنا وأنهالوا علينا بالضرب بالأهواز و الحديد لنقلنا لمكان آخر وكما يبدو أنه مركز شرطة النعيم، وفيه مسلسل آخر من التعذيب الوحشي الذي لم أكن أصدقه لو لم أعشه، فقد كانوا يقذفون على مسيلات الدموع في غرف مغلقة و كنت نرجع الماء الذي في بطوننا لدرجة أغمي علي من شدة الرائحة الخانقة.
رجعت للحياة وأنا في مستشفى عرفت أنه العسكري، و بعدها مباشرة تم نقلي لمكان آخر أجهله والتحقيق معي من قبل شخص حيث مارس هذا الشخص كل ما يملك من التعذيب (صعق كهربائي، ضرب هروات، فيلقه، ماء حار .. كل شيء لا يخطر على عقل إنسان فقط أعترف من كان معك يوم الواقعة)!
من شدة التعذيب كنت أحس بالموت أمامي وكنت أطلب الشهادة في كل فينة و الأخرى لأن ما حل بنا كبير و كبير جدا و نفسي رخيصة لأفدي بها وطني و شعبي.
طبعا حوالي 3 أسابيع أو أقل أو أكثر لا صلاة ولا سباحة وأكل قليل وكان طعمه سيء للغاية ولا ندري ما يضعون فيه، وصبرنا وكنا لانعلم عن أي شيء في البحرين، بعدها جاء الفرج و لله الحمد وتم نقلي للسجن وحدي لمدة من الزمن حتى نقلوني مع مجموعة من الشباب عندها قم من قاموا بالاهتمام فيني و نقلي لدورة المياه و السباحة و كانوا يؤكلوني وعرفت عندها أنه شهر 25/4 أي شهر وربع من التعذيب وعدم الصلاة والحبس الانفرادي، بعدها تم عرضي على طبيب وأخبرني خبر مفرح بأن عيني اليمنى سترى منها لأن حبة من الشوزن هي من تسد الرؤية عني فقد أجروا لي عملية واحدة عندها أبصرت النور ولكن أي نور نور ضعيف جدا لا أميز به أحد ولكن عيني الثانية لا أمل لعلاجها، والثانية تضعف الآن أكثر و أكثر.
جاء موفود لجنة بسيوني وقد بكى من هول ما سمع ولكن لم نرى تغييرات أو إفراجات، ولكن الحالة تحسنت في السجون كثيرا حتى تم الحكم علي بسنتين بتهمة التجمهر.
أنواع كثيرة عانيتها في التعذيب حتى أن يوم من الأيام قلت لهم أن عيني لا أرى منها قام أحدهم بوضع سائل حار لم أعرفه داخل عيني وكان هو عقيد و عرفت اسمه وسأنشره فور خروجي من السجن إن شاء الله، فقد كان يسبنا باستمرار و يوجه الإهانات اللفضية و الجسدية علينا باستمرار.
عندما كانوا يعذبوني كنت لا أرى أي أنني كنت أتفاجأ من ألم لا أعرف مصدر حيث كنت أطوي نفسي لكي أحمي وجهي حيث كنت مكبل بالأصفاد و اللطمات تنهال من جهات لا أراها حيث كل ضربة أتفاجأ بها كنت أعيش جوء مرعبا، و الهلوسات تتناغم في ذهني (الآن سيأتون الآن سيضربون أي أنني طوال شهر ونصف كنت أترقب ضربا مبرحا فجأة في كل دقيقة وهذا ما أتعبني كثيرا جدا).
ولكن أخبركم يا شعبي بأنني لا زالت صامدا خلف القبضان و أطالب بما تطالبون به و أنا معكم قلبا و قالبا، و شكرا لكم على وقفتكم الأخيرة معي جميعا، فقد وصلتني أخباركم و روحي و دمي فداء لكم و لصبركم في الميدان و الله لأتحسر بأنكم في الميدان و أنا في القبضان فأنا معكم قلباً فاصبروا و الله ناصرنا.