من الملاحظ أنّ ظاهرة الانتحار بدأت تغزو المجتمعات العربيّة، فمنذ وقت ليس ببعيد، كنّا نسمع في وسائل الإعلام المختلفة عن "الانتحار" كأمر يجري في المجتمعات غير العربيّة، بينما اليوم، أصيبت المجتمعات العربيّة بهذه الظاهرة الّتي تتعدّد أسبابها، فمن النّاس من يقتلون أنفسهم :
لعدم القدرة على الإنفاق على عيالهم،
أو لأسباب نفسيّة،
كالاكتئاب الحادّ،
أو بسبب الخلافات والمشاكل الاجتماعيّة بين الأزواج،
أو حتّى بين الأبناء والآباء،
أو كتعبيرٍ عن رفض وضع اقتصاديّ أو سياسيّ معيّن...
وتختلف وسائل الانتحار وطرائقه:
بين الإحراق أو الشنق أو إطلاق النّار،
وغير ذلك من الوسائل، وتشكّل نسبة الانتحار في المدن نسبة أعلى من الأرياف والقرى،
ويرى بعض العلماء أنّ :
ضعف الوازع الدّيني يدفع بهؤلاء إلى الانتحار،
وهذا ما يؤكّده تزايد نسبة المنتحرين خلال السنوات الأخيرة في الوطن العربي، ويطالب العلماء والباحثون الإسلاميّون أئمة المساجد والمؤسّسات التعليمية والإعلامية والرّسمية، أن يركّزوا على هذا الموضوع بشكل كبير، لتبيان مخاطره وآثاره الشرعية والاجتماعية...
ويرى بعض الباحثين الاجتماعيّين:
أنّ البعد عن الدين،
وضغوطات الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة،
والإصابة باضطرابات نفسيّة شديدة،
من الأسباب الرئيسة للانتحار، مطالبين الجهات الرّسميّة في كلّ الدّول العربيّة، بأن يوفروا لمواطنيهم جميع الاحتياجات الأساسيّة، من تعليم وصحة وسكن وخدمات، كي لا تزيد الأعباء المعيشيّة على كاهلهم...
يذكر أنّ مجلّة "ذي لانست" البريطانيّة الطبيّة، نشرت دراسةً أكّدت فيها أنّ مليون شخص على الأقلّ ينتحرون سنويّاً في العالم، أي ما يعادل حالة انتحار كلّ 40 ثانية، ويشكّل الانتحار عاشر سبب للوفاة حول العالم...
هذه الظّاهرة الّتي بدأت تظهر بقوّة في المجتمعات العربيّة، هي ظاهرة تهدّد أمنها الاجتماعيّ والأخلاقيّ والأسريّ، ما يتطلّب تضافر جهود الجميع، من العلماء والإعلام والقيّمين على الشّأن العام والرّسميّ، لمعالجة أسباب هذه الظّاهرة، ووضع الخطط والآليات العمليّة للقضاء على جذورها، حفاظاً على القيمة الإنسانيّة للإنسان، ودرء الأخطار الّتي تهدّد الأمن الاجتماعيّ...