انا لا اعلم ما بال محمد ب يراوغ يريد اوضح من هذه
النبي يضرب عمر
المستطرف
في كل فن مستظرف
تاليف شهاب الدين الابشهي المحلي
الجزءالثاني
ص229
الباب الرابع والسبعون :
في تحريم الخمر وذمها والنهي عنها
قد أنزل الله تعالى في الخمر ثلاث آيات :
الأولى قوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَ?فِعُ لِلنَّاسِ) الآية . فكان مِن المسلمين مِن شارب ومِن تارك . إلى أن شرب رجل ، فدخل في الصلاة فهجر ، فنزل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ?لصَّلَ?وةَ وَأَنْتُمْ سُكَ?رَى? حَتَّى? تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) ، فشربها مَن شربها من المسلمين ، وترَكَها مَن ترَكَها ، حتى شربها عمر رضي الله تعالى عنه ، فأخذ بلحى بعير وشجَّ به رأس عبد الرحمن بن عوف ، ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر ، يقول :
وكائِنْ بالقليب قليب بدْرٍ *** مِن الفتيان والعرب الكرام
أيُوعٍدُني ابنُ كبشةَ أن سنحيا *** وكيف حياةُ أصداءٍ وهامِ
أيعجز أن يرُدَّ الموت عني *** وينشرني إذا بليت عظامي
ألا مَن مُبْلِغُ الرحمن عني *** بأني تاركٌ شهرَ الصيام
فقل لله يمنعْنِي شرابي *** وقل لله يمنعْنِي طعامي
فبلغ ذلك رسول الله ، فخرج مغضبا يجر رداءه ، فرفع شيئا كان في يده فضربه به ، فقال : أعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله . فأنزل الله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ ?لشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ?لْعَدَاوَةَ وَ?لْبَغْضَآءَ فِي ?لْخَمْرِ وَ?لْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ وَعَنِ ?لصَّلاَةِ ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ)
. فقال عمر رضي الله تعالى عنه : انتهينا انتهينا
والوثيقه