من هي الفرقة الناجية؟
و هل صحيح إن الشيعة الإماميةهي الفرقة الناجية؟ و ما هو الدليل علي ذلك؟
إن دليلنا علي أن الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية هو إستنادنا علي دليلين: نقلي و عقلي .
أما – الدليل العقلي- فيستند إلي مقدمتين، المقدمة الأولي :
أن قول رسول الله (ص): ( افترقت أمة أخي موسي إحدي و سبعين فرقة ، فرقة ناجية و الباقون في النار.و افترقت أمة أخي عيسي إلي إثنين و سبعين فرقة ، فرقة ناجية ، و الباقون في النار. و ستفترق أمتي من بعدي ثلاث و سبعون فرقة ، فرقة ناجية و الباقون في النار ) .
راجع سنن أبي داوود 3/896 ، صحيح الجامع الصغير للسيوطي 1/156، مشكاة المصابيح 1/61 ، الدر المنثور 2/286.
و قد ورد هذا الحديث في هذه المصادر بألفاظ مختلفة و بمعني واحد .
و معني ذلك أن النبي (ص) قد أشار إلي حدوث إختلاف من بعد تفترق فيه أمته إلي ثلاث و سبعين فرقة ، و (فرقة ناجية ) . هذه هي المقدمة الأولي.
أما المقدمه الثانية : فلابد من تشخيص الفرقة الناجية ، و تشخيصها هكذا : لما كان المسلمون قد افترقوا إلي عدة مذاهب ، كلها تقول بإمامة أبي بكروكونه هو الخليفة من بعد رسوالله (ص) و إختلفوا فيما بينهم بالجزئيات ، عدا الفرقة الإمامية الإثني عشرية فإنها إختلفت معهم في تقديم علي ( عليه السلام) و يتلوه أحد عشر إماما ، يتبين إتفاق جميع الفرق علي مشترك واحد و هو تقديم أبي بكر علي علي (عليه السلام) ، فقد تبيّن لنا تمييز فرقة واحدة تختلف مع بقية الفرق ، و هو نتيجة قول رسول الله (ص) أن هناك فرقة واحدة لابد أن تختلف مع الجميع وهي الفرقة الناجية ، فثبت أن الإمامية الإثني عشرية هي المختلفة مع الجميع و بذلك ستكون هي المشار أليها في قوله (ص) و الكل يري في أيامنا هذه عند إستقصاء جميع المذاهب الإسلامية فسيجد انها تقول بإمامة أبي بكر إلا إنها تختلف في الجزئيات عدا المذهب الإمامي الذي لايقول بإمامة أبي بكر أبدا ، بل يقول بإمامة علي (عليه السلام) و الأحد عشر من بعده .
أما بقيه الفرق الشيعيه ، فتلك أكثرها منقرضة غير موجودة فهي ليست داخلة في مصداق الحديث الشريف و ما بقي منها كالإسماعيلية و الزيدية فهي غيرمتفقة مع الإثني عشرية .
فثبت أن المذاهب الإمامي هو الذي يختلف عن المذاهب الإسلامية الأخري و ليس له معها أي مشترك آخر في الإمامة ، و هي الحقيقة التي نشاهدها الآن ، فإن جميع الفرق تقول بمشروعية غيرها ، و جميع الفرق في نفس الوقت تختلف مع الإمامية الإ ثني عشرية.
فثبت أن الفرقة التي أشار النبي (ص) و المختلفة مع غيرها مطلقا هي الإثنا عشرية ، فهي إذن الفرقة الناجية . أما الدليل النقلي : إن الأحاديث التي رواها السنة علي اختلاف فرقهم صرحت بنجاة الشيعة ، بينما لم يرووا في كتبهم أحاديث تدل علي نجاتهم هم فقد رووا عن النبي (ص) قوله : ( شيعة علي هم الفائزون) .
روي ذلك سبط إبن الجوزي في تذكرة الخواص ص 56 و الخوارزمي في مناقبه الفصل 17 و أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء 1/101 و السيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالي : ( اولئك هم خير البرية) و ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص122 و ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 16 . إلي غير ذلك من مصادر السنة فضلاً عن مصادر الشيعة ، و معلوم أن قولة (ص) : ( هم الفائزون تعني هم الناجون) ، و شيعة علي هم الذين يقولون بإمامته وإمامة ولده أحد عشر أماماً و هم الإثنا عشرية . إضافة إلي ذلك حديث الثقلين المروي متواتراً في مصادر الفريقين السنة و الشيعة ، الذي يعتبر بمثابة وصية النبي (ص) لأمته و هو قوله (ص) ( إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا بعدي ابداً : كتاب الله و عترتي أهل بيتي ، و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض) ، و هذا الحديث بلغ حد التواتر ، و هو يعد وصية من رسول الله (ص) إلي اُمته ، فمن عمل بهذه الوصيّة يكون من الفرقة الناجية ، و المتمسك بهذه الوصية بحذافيرها هم الشيعة الإمامية .
و ربما قائل يقول بأن هذا الحديث روي بلفظ : ( كتاب الله و سنتي ) فنقول: إن الحديث المروي بلفظ ( كتاب الله و سنتي ) ضعيف ضعّفه علماء السنة و قالوا في سنده ابن أبي اُويس و أبوه الذي قال عنه الحافظ ابن حجر : لايُحتج بشي ء من حديثه و قال عنه النسائي : ضعيف ليس بثقه .
و قال عنه اُبو حاتم الرازي : ضعيف الحديث ، منكر الحديث جداً ، كثير المنكير عن الثقات . و قال عنه الذهبي في (الميزان 2/302 ) حديه هذا في ترجمته... علي أنه من منكراته.
وضعّفه آخرون نترك ذكر هم للإختصار . و علي فرض صحة هذا الحديث ، فما هي سنتّة رسول الله (ص) ؟ و نحن نسأل لماذا قال عمر بن الخطاب لرسول الله (ص) في رزية يوم الخميس عندما قال ائتوني أكتب لكم كتاباً لم تضلوا بعده أبداً فقال عمر : حسبنا كتاب الله ؟
و الجمع بين الحديثين أولي من طرح أحدهما ، حيث يكون الجمع في علم الحديث بقبول الفظين و حمل لفظ : ( وسنتي ) علي كون النبي (ص) يوصينا بالتمسك بالسنّة الحقيقية المتمثلة بعترته صلوات الله عليهم اجمعين .و للمزيد من الإطلاع إن حديث الثقلين بلفظ : ( كتاب الله و عترتي ) قد رواه اكثر من ( 18 ) نفر من الصحابة منهم الإمام علي و الإمام الحسين ( عليهما السلام ) و ابوذر و سلمان و جابر ،و كذلك من رواته فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) و ام سلمة و ام هاني اخت الإمام علي ( عليه السلام ) ، و كذلك رواه المئات من مشاهير الأ ئمة في مختلف القرون .
قال المناوي في فيض القدير3/15 : في هذا الحديث تصريح بأنهما ( أي : القران و العترة ) كتوأمين خلّفهما و اوصي امته بحسن معاملتهما و ايثار حقهما علي انفسهم و الإستمساك بهما في الدين .
و قال الزرقاني المالكي في شرح المواهب 7/5 : و اكد تلك الوصية فقواها بقوله : ( فانظروا بم تخلفوني فيما بعد وفاتي ) ، هل تتبعونهما فتسروني ، اولا فتسيئوني .
و من الأدلة علي كون الشيعة الإمامية هي الفرقة الناجية الحديث المشهور المروي في مصادر السنة و الشيعة : ( يكون بعدي اثنا عشر اميراً كلهم من قريش ) صحيح البخاري 9/101 كتاب الأحكام ، باب 51 ، مسند احمد بن حنبل 5/90 ، 95، دلائل النبوة 6/519 ، و بلفظ قريب من ذالك في صحيح مسلم 3/1452 كتاب الإمارة ، باب الناس تُبّع لقريش ، و الخلافة في قريش . و الفرقة الوحيدة التي تعتقد بإثني عشر خليفة و اميرهم الشيعة الذين عرفوا ( بالإثني عشرية ) .