وفي آية أخرى قال تعالى {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
فتعالوا نسلط الضوء على هاتين الآيتين ونعرف من هو الذي نكث عهد رسول الله صلى الله عليه واله وما هو عهد رسول الله وميثاقه ؟؟
يقول الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج 1 ص 109الذين ينقضون عهد الله: المأخوذ عليهم لله بالربوبية ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة ولعلي (عليه السلام) بالإمامة ولشيعتهما بالكرامة من بعد ميثاقه إحكامه وتغليظه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل من الأرحام والقرابات أن يتعاهدوهم ويقضوا حقوقهم وأفضل رحم وأوجبهم حقا رحم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فان حقهم بمحمد (صلى الله عليه وآله) كما أن حق قرابات الإنسان بأبيه وامه ومحمد أعظم حقا من أبويه وكذلك حق رحمه أعظم وقطيعته أقطع وأفضح .
ويقول القمي في تفسيره ص 363 ان معنى وينقضون عهد الله : يعني: في أمير المؤمنين عليه السلام وهو الذي أخذ الله عليهم في الذر، وأخذ عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم .بعد هذه الكلام من علماء مدرسة أهل البيت نأتي الأن الى روايات اهل السنة والجماعة ونرى هل وقع هناك نكث للعهد والميثاق ؟
مستدرك الحاكم - كتاب معرفة الصحابة (ر) - ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (ع) - حديث رقم : ( 4676 )
- حدثنا : أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي بمكة ، ثنا : علي بن عبد العزيز ، ثنا : عمرو بن عون ، ثنا : هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي إدريس الأودي ، عن علي (ع) قال : إن مما عهد إلي النبي (صلى الله عليه وسلم ) : أن الأمة ستغدر بي بعده ، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورواه الذهبي في تلخيصه ، وممن رواه أيضاً : ابن أبي شيبه والبزار والدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم.
وكيف غدرت به الأمه فلا بد من تحقيق كلام من لا ينطق عن الهوى ان هو ألا وحي يوحى :
فأول غدر من الأمة تجاه علي بن أبي طالب(عليه السلام) هو لما نقضت عهد رسول الله حينما اخذ عليهم الميثاق في غدير خم وقال كبار الصحابة في ساعتها لعلي بما فيهم أبو بكر وعمر يوم غدير خم بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ؟فحينما نصبه رسول الله (صلى الله عليه واله) خليفة من بعهده وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ؟؟ .
فكان أول نكث أو اول نقض للعهد مع رسول الله بعد رحيله هو نكران بعض الصحابة لخلافة علي بن أبي طالب من بعد ما أقرّ بها جميع الصحابة امام رسول الله (صلى الله عليه واله) .
وهذا المعنى وعد به القران الكريم وذكره وهو الردة على الأعقاب؟ والانقلاب !!من بعضهم في قوله تعالى :
بل نفس البخاري يقول حصلت ردة من الصحابة وسوف يدخلون النار بسبب هذه الرده :
بدليل ماجاء في صحيح البخاري - الرقاق - في الحوض - رقم الحديث : ( 6097 )
عن أبي هريرة : أنه كان يحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلئون ، عن الحوض فأقول : يا رب أصحابي فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم إرتدوا على أدبارهم القهقرى.
صحيح البخاري - في الحوض - الرقاق - رقم الحديث : ( 6099 )
- حدثنا : إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا : محمد بن فليح ، حدثنا : أبي قال : ، حدثني : هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم ، خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم فقلت : أين قال : إلى النار والله قلت : وما شأنهم ، قال : إنهم إرتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم قلت أين قال : إلى النار والله قلت : ما شأنهم ، قال : إنهم إرتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم.
فهذه الروايات صريحة ومن اصح كتاب عند أهل السنة والجماعة في ارتداد بعض صحابة رسول الله, وأكيد هذا الارتداد انهم نقضوا عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي عاهدوه عليه .
والنتيجة هي ما قاله الله تبارك وتعالى في جزاء من نقض عهد رسول الله {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }وقوله تعالى {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.