من البديهي ان من احب شخصا فانه يحرص على عدم أيذائه و يعز عليه ان يراه متألما .
ومن الطبيعي ان غيرةالمرأة تسبب آلاما نفسية كبيرة وأذامعنويا شديدا لها.
بعد هاتين المقدمتين
نقول:
أشد أسباب غيرة عائشة اللا محدودة هو حب النبي لخديجة وذكره لها كما صرحت عائشة بذلك على الرغم من عدم رؤيتها لخديجة.
وعليه يكون أشد مايؤلمها ويؤذيها هي تلك المناسبات التي يحصل فيها ذكرالنبي لخديجة او ما يظهرمنه صلى الله عليه وآله من علامات حبه ومودته لها عليها السلام.
تعالوا لنرى كيف تعامل النبي الأكرم مع هذه النقطة الحساسة عند عائشة.
مستدرك الحاكم
7339 - كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بشيء يقول : اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت تحب خديجة
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه K صحيح
فنقول: كم تكررت هذه المناسبةو كم كان النبي يوتى بأشياء ؟ أكيد الجواب : كثير
مستدرك الحاكم
7340 - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
هذا حديث صحيح على شرط مسلم لم يخرجاه K على شرط مسلم
فنسأل : كم تكررت هذه المناسبة وكم كان النبي يذبح لوجه الله تعال؟ الجواب ايضا كثير.
صحيح البخاري
3610
استأذنت هالة بنت خويلد، أخت خديجة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، فقال: (اللهم هالة).
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: فضائل خديجة رضي الله عنها، رقم: 2437.
(فعرف استئذان خديجة) تذكره، لشبه صوتها بصوتها رضي الله عنهما.
(فارتاع لذلك) تغير واهتز سرورا بذلك.
(اللهم هالة) أي اجعلها يا الله هالة
هنا لنا وقفة قصيرة مع شرح الحديث.
نقول عندما دخلت هالة كان النبي عند عائشة وهي كما يزعمون أسعد لحظات عمر النبي وأفضلها على الاطلاق
و أن من دخل عليه هي هالة أخت خديجة وليست خديجة نفسها.
فهل هذا الأهتزاز من السرور والفرح وتمنيه ان تكون هي هالة مبررا منه صلى الله علي وآله؟!
فكان المفروض منه وهو عند أحب الناس اليه كما يزعمون ان يكون رد فعله طبيعيا ولا يطغى على شوقه وحبه لعائشة لامقدم هالة ولاغيرها.
ونتسائل اذا كان هذا كله لأخت خديجة فلو كانت خديجة هي من دخل عليه هل كنا نتوقع ان تبقى لعائشة باقية؟
المستدرك للحاكم
40 - قلت : يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال : إنها كانت تأتينا زمن خديجة
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد اتفقا على الاحتجاج برواته في أحاديث كثيرة وليس له علة K على شرطهما وليست له علة
نقول: هذا النبي يقبل على العجائز ويتجاذب أطراف الحديث فتستغرب عائشة وتتسائل عن السبب فيأتيها الجواب بما يشعل نار غيرتها فيصرح النبي انها (ذكريات أيام خديجة)
الحاصل مما ذكرناه:
ان النبي كثيرا ما تسبب في أشعال نار غيرة عائشة بسبب كثرة ذكره لخديجة .
فهو أما انه لم يكن يدري بما كان يسببه لها من الأذى ويكون عندها جاهلا بأمرواحدة من أزواجه ؟ حاشاه وألف حاشاه.
وأما انه صلى الله عليه وآله كان عالما بأذاها وشاعرا بألمها .
فنقول لو كان النبي يحب عائشة الحب الذي تزعموه
هل كان سيستمر في أيذائها و يمضي قدما تأجيج معاناتها كل هذه المعانات
غير آبه بها وبما تعانيه؟.
فما هو جوابكم ياأبناء عائشة؟ أن كان عندكم جواب!