إن الهدايا على مقدار مهديها!!
هناك فرق كبير بين ثلاثة مصطلحات، الهدايا والعطايا والجوائز وكثير من الناس صغاراً وكباراً يدركون ما معنى جائزة أو ما معنى عطيّة لكنهم يخفقون في معرفة مدلول «الهدية»، وليس من معنى ترتبط به «الهدية» مثل «الحب» ويكذب من يقول بأن يتكلف أن يهدي لغير هذا المعنى، والحب الذي أعنيه هنا هو حب القلب والذي قد يكون قائماً على علاقة، والعلاقة هذه تحدد اتجاهها النية فمن كانت علاقته مع الآخر من باب الحب في الله فإنه يقدر لمن يحبه في الله تلك العلاقة ويكن له حباً يجعله لا ينساه من هدية الحد الأدنى فيها أن يتذكره في المناسبات، وهناك حب علاقة بشرية كمن يحب والديه أو أبناءه والهدايا من هذا النوع له طعمه و«مذاقه»، وهناك علاقة حب قلبية صادقة قامت على المودة وبنى أكنافها عشق وغرام وأسس أركانها نظرات وهيام وهو ما قد يصعب معه البواح وما قد تدمع من أجله الجراح، إنه حب الرومنسية والزوجية، ولجميع تلك الأنواع من الحب وجه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: «تهادوا تحابوا».
إن عظم الهدية تكون من عظم من يهديها، وليس هناك من هدية أعظم من هدايا الله سبحانه وتعالى لخلقه وتكون هداياه سبحانه وتعالى على شكل نعم ومنن كما عبر عن ذلك الشاعر يحيى توفيق في أحد ابتهالاته التي تدل على صدق مشاعره وقدرته على صوغ مشاعره بتلقائية وجمالية في حالة توهجه الروحي حيث يقول:
أعصي وتغفر في ملم وترحمني
والروح تبكي وتشقيها معاصيها
إن العيد يجمع كل أنواع الهدايا، فالله جعله يوم العيد يوم توزيع الهدايا على عباده، وهو يوم أي العيد يجب أن «يفك» فيه الإنسان القادر الكيس ويخص زوجته أو خطيبته بهدية وقبلها والديه، كل واحد منهما بهدية، وبعدها أبناءه ذكوراً وإناثاً بهدية، ومن تربطه بأخ له في الله رابطة أخوة صادقة ففي العيد مناسبة، والهدية عادة ما يكون وقعها كبيراً على النفس بغض النظر عن سعرها لكن تبقى الهدايا على مقدار مهديها في ذوقه واختياره، وكل عيد وأنتم بخير وهدية.