مخطئ من يظن أن الفقر هو فقر الجيوب..
وإنما الفقر هو فقر القلوب..
فالجيوب الخاوية قد تمتلئ بالمال ذات يوم،
أما القلوب الخاوية فمن الصعب أن تمتلئ بالمشاعر والأحاسيس..
فقلوب بعض أبناء البشر اعتادت الفقر،
واتخذته منهج حياة ٍ تحيا به وعليه،
وتعتبره مصدر قوة وكبرياء،
بعدما أوصدت أبوابها أمام العواطف الإنسانية..
فقيرة هي تلك القلوب التي لا تنبض شرايينها، وأوردتها بالحب،
ولا تتفجر من أعماقها ينابيع العطاء،
وما هي إلا صخورٌ جرداء، لا تتفجر منها قطرة ماء،
ولا تنبت في زواياها نبتة خضراء..
وإذا ما هطلت عليها أمطارُ عواطف الآخرين، سرعان ما تنزلق عنها،
لأنها مغلقة من جميع جهاتها،
ليس بها منفذ يسمح بدخول شيء من المشاعر والأحاسيس إليها أو الخروج منها..
فقيرة هي تلك القلوب التي تجافي ولا تسامح،
فخلت من الألفة والطمأنينة والمؤانسة..
وما هي إلا حديقة ٌ تساقطت أوراق أشجارها،
وذبلت ورودها على أغصانها وغادرها شذاها، فأصبحت خاوية على عروشها..
فالقلوب التي لا تزود الآخرين بالحب،
ولا تتزود به،
هي قلوب ميتة وإن كانت تنبض بالحياة!.