الفترة الزمنية التي عناها حذيفة بن اليمان بقوله (اليوم) هي خلافة الثلاثة(ابي بكر وعمر وعثمان) مابعد عهد النبي الى مقتل عثمان لأن حذيفة توفي في السنة التي قتل فيها عثمان او التي بعدها 35 أو 36 من الهجرة.
فتكون خلافة الثلاثة هي العصر الذهبي لمحترفي النفاق ( المرض الاخطر) على الاسلام وأهله.
لسائل ان يسأل لماذا كان المنافقون يسرون في عهد النبي فهل كانوا مختارين ذلك أم مجبرين عليه؟
الجواب
ان تبنيهم السرية في نفاقهم كان نتيجة حتمية لعظيم جهاد النبي وشديد مقاومته لهم أمتثالا منه لأمر الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم : 9]
السؤال الكبير :
لماذا لم يتأسى الخلفاء الثلاثة بسيرة النبي والاقتداء به في بذله غاية الجهد في مقاومة المنافقين والتشديد عليهم والخشونة معهم والتشريد والاخراج لعتاتهم ؟
ولماذا فعلوا العكس حتى ارجعوا من طرده النبي واطلقوا العنان لمن ألجمه النبي فصاروا يسرحون ويمرحون في
حرية من الاجواء يمارسون ما(مردوا عليه) وأحترفوه من نفاقهم؟
والمفروض كان ان يحصل خلاف ذلك فان المنافقين صاروا اكثر شرا(كما صرح حذيفة)وهذا يستلزم زيادة في المقاومة والمجاهدة.
ولعل اشد مايثير علامات الاستغراب هو موقف عمر من المنافقين في عهد رسول الله المتشدد
الذي أوصله الى ان يظهر قلة ادبه وعدم احترامه للنبي الاكرم
في قضية صلاة النبي على عبد الله بن ابي حين أخذ بثوب النبي وجذبه منه ونهاه عن الصلاة عليه
فأين ذهبت مواقف عمر المتشددة تلك؟
والان بعد ان عرفنا سيرة الخلفاء الثلاثة مع المنافقين
نسأل هل كان(ابو بكر وعمر وعثمان)ا قاصرين أم مقصرين في ذلك؟
فان كانوا قاصرين فلماذا لم يتركوها لمن هو كفؤ لذلك واعني قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين؟
واذا كانوا مقصرين فلهم نصيب مما كسب المنافقون الى يوم الدين.