[الشيخ مرتضى الحسون]

الزميل الفاضل احبك يا حسين ..
ارجو ان تعذرني لتاخري عليكم بالرد وذلك لانني كنت في عافية وكانت عندي مراجعة للطبيب ولذا تاخرنا بالرد عليكم
قبل ان نسرد القصة لابد من تقديم مقدمة منهجية وهي ان اي قضية او لنقل جريمة قتل تحدث فان الاراء والروايات سوف تتعدد وكل يرويها من حسب وجهة نظره ويزيد وينقص ولذا فان الاخبار التي وصلت الينا عن استشهاد الزهراء روايات قليلة لانها تعرضت للاخفاء المتعمد من قبل البعض والذين لهم مدخلية في تلك الحادثة وخاصة اذا عرفنا انهم كانوا السلاطين انذاك
وهذا امر محتمل ووارد فهاك مثلا ما يجري في كثير من الدول العربية من قمع وارهاب ولكن مع ذلك حينما تتكلم اذاعات السلطة تصور الواقع وكانه جنة في حين انه الجحيم بعينه وتكذب تلك الاذاعات صوت الاقلية الرافضة لرايهم .
ولكن مع ذلك كله فان واقعة الزهراء قد نقلت لنا من طرق السنة والشيعة بروايات لا يستهان بها تعطينا بمجموعها السيناريو لتالي والذي سنذكره بطريقة سردية واي نقطة تتوقف فيها و لا تتقبلها نفسك وتريد الدليل عليها اشر اليها بردودك وسوف نبينها باذن الله ونذكر مصدرها :
مرض الرسول الاعظم محمد( ص) مرضا شديدا ولمدة ثلاثين يوما ابتداء من يوم 28 محرم الى 28 صفر وكان خلال هذه الفترة يكثر من التبليغ بحق ال البيت وخاصة الامام علي وفاطمة الزهراء عليهما السلام ويذكر المسلمين بفضائلهم وكان كثيرا ما ينعى نفسه للامة ليعلمهم انه سوف يغادر هذه الدنيا وينتقل الى الرفيق الاعلى
وفي يوم من الايام نعى الرسول نفسه وكانت الزهراء جالسة عنده فبكت وقالت قول جدها ابي طالب :
وابيض يستسقى الغمام بوجهه **** ثمال اليتامى عصمة الارامل
فقال لها النبي لاتقولي هكذا بل قولي : ( وما محمد الا رسول ...الخ الاية ))
ثم قربها اليه فاسر لها سرا فبكت ثم اسر لها سرا فتبسمت وفرحت
ولما سالت عن ذاك بعد فراق ابيها اجابت بانه اخبر انه راحل عن الدنيا فبكت لذاك واخبرها انها اسرع اهل بيته لحوقا به فسرها ذلك .
وبالفعل فان النبي يفارق الدنيا سريعا كما اخبر الزهراء بذلك ويبقى النبي مسجى في داره وامير المؤمنين مشغول بتجهيزه وتغسيله واستقبال المصلين عليه لمدة ثلاثة ايام في حين ان جماعة من اصحاب النبي تركوا النبي مسجى لم يقبر بعد ولم يحضروا الصلاة عليه بل راحوا الى مكان يسمى سقيفة بني ساعة واجتمعوا فيه ليختاروا من يتسلط على الامة وياخذ بكظمها وتناسوا بذلك وصايا النبي بالاسراع بتجهيز الميت كائنا من يكون فكيف بالميت وهو النبي فبالله عليك ايها القارئ لو كنت انت موجودا في تلك الايام اكنت تترك الصلاة على النبي وتذهب الى السقيفة؟!!
وماذا تسمي ترك النبي مسجى والذهاب الى السقيفة اليست خيانة ليشخص النبي وتنكرا لحقه؟!
وفي هذه الاثناء انطلق ثلاثة من المهاجرين فلان و فلان وفلان والتحقوا بجمع الانصار في السقيفة ودار بينهم عراك وتصاول وتجاول بالالفاظ وتهديد بالقتل لبعض الاطراف وتمخض ذلك الصراع في السقيفة عن اختيار فلان خليفة على مضض من الانصار وتجاهل للمهاجرين وعدم اخذ رايهم واقصاء لال البيت واحتقار لجنازة الرسول
فوصل الخبر الى ابي الحسن فقال ما كنت لاترك جنازة النبي
فقام الامام ودفن اكرم من في الوجود النبي الاعظم
(ص)
لا يزال قبر النبي رطبا لم ييبس بعد حتى جاء حزب فلان لطلب البيعة من الامام ومن كان معه من الصحابة وبني هاشم كالزبير وابن عباس وسلمان ومقداد الخ فرفضوا فجاء فلان يطلب البيعة من الامام فرفض الامام ذلك وذكرهم بانه الاولى بالخلافة من غيره
فكرر فلان دعوته فلم يستجب الامام وحينها نزل بنو اسلم وهم قبيلة موتورة يكرهون النبي لما فعله بهم ايام جاهليتهم كانوا مشهورين بقطع الطريق فايدوا خلافة فلان ودعموا فلان عسكريا وجاؤوا ونزلوا ازقة المدينة واحاطوا بدار الامام فحينها تشجع فلان فارسل فلان ومعه جماعة من الصحابة كقنفذ العدوي واسيد بن حضير وخالد واخرين فهددوا باحراق الدار ان لم يخرج الامام للبيعة وفي ذلك يقول حافظ ابراهيم:
وقولة لعلي قالها عمر*** اعظم بمسمعها اكرم بملقيها
حرقت دارك ان لم تخرج***تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير ابي حفص بقائلها *** في وجه فارس عدنان وحاميها
فرفض الامام البيعة ووقفت الزهراء خلف الباب لعل الصحابة ومن بينهم فلان يرجعون ان سمعوا صوت الزهراء بنت الرسول وهي تنادي يا ابتاه يا رسول الله ماذا لقينا من ابن ال...... من بعدك اسمك على المنابر ورسمك في المقابر
فما كان الرد من فلان الا ان قال ما ذاك بمانعي ان احرق دارك فقالت الزهراء والله ليمضين الى ما قاله
وبالفعل يقوم فلان بدفع الباب محاولا الدخول وكانت الزهراء لائذة خلفه تخاطب الصحابة بصوت ابيها الدافئ فما اكن من الباب الا ان ينطبق على جسد تلك الزاكية ويكون في الحائط مسمار يخرق صدرها كما خرق الوليد القران فتسقط منادية شاكية الى ابيها ويسقط قبلها جنينها المسمى محسن فلما تفيق تجد ان القوم اسروا كل من في الدار ولم يبق الا الاطفال فسالت اين بعلي امير المؤمنين فقالوا اخذ اسيرا بحبائل الوصية من النبي قبل حبائل السيف اذ كان النبي اوصى عليا ان يصبر مهما جرى عليه
فخرجت الزهراء وهي الجندية المدافعة عن امامها قبل ان يكون زوجها فنادت خلو عن ابن عمي فما كان من فلان الا ان امر قنفذ العدوي ان يرجع اليها فيضربها بالسوط فضربها على عضدها فاثر فيها ولذا قال الصادق (ع) لقد ماتت جدتي فاطمة وفي عضدها مثل الدملج
ولكنها لم ترجع فرجع اليها خالد فضربها بالسيف وهو مغمد في خاصرتها
ولم ترجع فرجع اليها فلان فلطمها على عينها فازرقت عينها ولذا الامام الصادق كان ينى الرجل ان سمى ابنته فاطمة ان يظلمها او يلطمها
ثم اخذوا عليا فنادت خلوا عن ابن عمي او اكشف بالدعاء راسي فتدخلت يد الميكوت يقول سلمان المحمدي فارتفعت حيطان المسجد وان الرجل ليمر من تحتها فتيقنا الهلاك فصاح الامام عم يا سلمان ارجع فاطمة وقل لها لقد بعث ابوك رحمة فلا تكوني نقمة
فرجعت الى بيتها ورجع بعلها من دون ان يبايع بعد هدد من قبل فلان بالقتل فرفض الامام البيعة
رجعت فاطمة لكن باي حال بضلع مكسور وعين محمرة وجنين مفقود وبيت اعتدي عليه ودين منتهك من قبل من كان الناس يظنون بهم خيرا فظلت تبكي على ابيها
وتبث شكواها وهي مريضة فقال فلان للامام ان زوجتك تاذي اهل المدينة ببكائها فبنى لها الامام بيت الاحزان خارج المدينة فهدمه فلان ثم جعلت تستظل بظل اراكة فقطعها فلان وكانت تكثر الذهاب الى قبر ابيها وتشم ترابه وتقول
ماذا على من شم تربة احمد *** الا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو انها *** صبت على الايام صرن لياليا
فتجمعت غصص الزهراء على قلبها الابيض الصافي
غصة فقد ابيها
وتضييع سنته
وانقلاب صحابته
وسلب حقها في فدك
وانتهاك حرمة بيتها
وتضييع وصية النبي في زوجها
واسقاط جنينها
وتصفيتها جسديا
فما لبثت الا يسيرا حتى فارقت الدنيا شاكية الى الله ورسوله
ولذا قبل الوفاة اوصت ان تدفن ليلا
و ان لا يحضر جنازتها من اذاها
وماتت وهي واجدة غاضبة على فلان و فلان كما ذكر ذلك البخاري نفسه
فهذه باختصار شديد مجموع ما وجد من روايات السنة والشيعة في وفاة الزهراء عليها السلام
من يرفض هذا فلياتنا برواية هو يراها صحيحة في وفاتها وسنقبلها بغض النظر عن اي اعتبار
ننتظر ردكم بفارغ الصبر