بسم الله والصلاة والسلام على اشرف الخلق واعز المرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابا القاسم محمد بن عبد الله وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم اخوتي اخواتي في الله ورحمة الله وبركاته .
هي تذكرة لنفسي ووعظ لها اسأل الله ان اكون من من يسمعون القول فيتبعون احسنه والحمد لله رب العالمين.
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع ) في نهج البلاغة : من عظمت الدنيا في عينه وكبر موقعها في قلبه آثرها على الله تعالى ، فانقطع إليها وصار عبداً لها . ولقد كان في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كاف في الأسوة. ودليل لك على ذم الدنيا وعيبها وكثرة مخازيها ومساويها . إذ قبضت عنه أطرافها ووطئت لغيره أكنافها وفطم عن رضاعها وزوي عن زخارفها .
نسأل الله عزوجل ان يبعدنا عن حب الدنيا فلا يجتمع في قلب المؤمن حبان اما حب الدنيا واما حب الله .
قال امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام
إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك ، قد انسللتُ من مخالبك ، وأفلتُّ من حبائلك ، واجتنبت الذهاب في مداحضك. أين القرون الذين غررتهم بمداعبك؟ أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك؟ هاهم رهائن القبور ومضامين اللحود . والله لو كنت شخصا مرئياً وقالباً حسياً لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني ، وأمم ألقيتهم في المهاوي ، وملوك أسلمتهم إلى التلف ، وأوردتهم موارد البلاء ، إذ لا ورد ولا صدر . هيهات من وطأ دحْضك زلق ، ومن ركب لججك غرق ، ومن ازْوَرَّ عن حبائلك وُفق ، والسالم منك لايبالي إن ضاق به مناخه ، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه . أُعْزُبي عني ، فوالله لا أذلُّ لك فتستذليني ، ولا أسلس لك فتقوديني .
نسألكم الدعاء لهذا العبد الذي اسود وجهه من ذنوبه وقد غرق في متاهات الدنيا .