بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف...
ماذا قال صلى الله عليه وآله في خطب الوداع الست؟ في مكة يوم التروية، وفي خطبة عرفات ، وفي خطبة منى يوم العيد ، وفي خطبة اليوم الثاني ، وفي خطبة مسجد الخيف يوم النفر .. وفي خطبة غدير خم ؟
مع أن المصادر نقلت القليل من الخطب النبوية الخمس في مكة وعرفات ومنى ، وخلطت بين مضامينها .. لكنا نجد في رواياتها المتعددة أنه صلى الله عليه وآله طرح كل الأمور المهمة التي تحتاج إليها الأمة من بعده .. وسنقوم بنقل جزء من خطبة الوداع والذي هو
موضع بحثنا قال ابن شعبة الحراني المتوفى حدود سنة350 ، في تحف العقول ص 30 في نهاية خطبته صلى الله عليه وآله في حجة الوداع :أيها الناس : إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ، ولا تجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر .
من ادعى إلى غير أبيه ، ومن تولى غير مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، والسلام عليكم ورحمة الله).
لقد تضمن هذا المقطع من الخطبة مبدأ لعن من ادعى إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه,,وهي عقوبة أخروية ، تتناسب مع مسؤولية النبي صلى الله عليه وآله في التبليغ ، والشهادة على الأمة .. وقد جاءت شديدةً قاطعة ، بصيغة قرار من الله تعالى بلعن المخالفين لرسوله صلى الله عليه وآله في أهل بيته ، وطردهم من الرحمة الإلهية ، وحكماً بعدم قبول توبتهم نهائياً واستحقاقهم العذاب في النار.
وربما يزيد من شدتها، أنها كانت آخرفقرة من خطبته صلى الله عليه وآله!!
وقد تقدم نص هذه اللعنة النبوية في رواية تحف العقول من مصادرنا ، وقد نصت مصادر السنيين على أنها صدرت من النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع . ففي سنن ابن ماجة : 2/905 :
عن عمرو بن خارجة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم وهو على راحلته ، وإن راحلته لتقصع بجرتها ، وإن لغامها ليسيل بين كتفي ، قال : ... ومن ادعى إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لايقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ . أو قال : عدلٌ ولا صرفٌ .
وفي سنن الترمذي : 3/293 :
عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته عام حجة الوداع : .. .. ومن ادعى إلى غير أبيه ، أو انتمى إلى غير مواليه ، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة .
وفي مسند أحمد : 4/239 :
عن عمرو بن خارجة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى على راحلته ، وإني لتحت جران ناقته، وهي تقصع بجرتها ، ولعابها يسيل بين كتفي، فقال : ألا ومن ادعى إلى غير مواليه رغبة عنهم ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
ورواه أحمد : 4/187 بلفظ : ( ألا ومن ادعى إلى غير أبيه ، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً أو عدلاً ولا صرفاً ) . انتهى . ورواه بعدة روايات في نفس الصفحة والتي قبلها ، وفي ص 238 و186. ورواه الدارمي في سننه : 2/244 و344 ومجمع الزوائد : 5/14 ، عن أبي مسعود ، ورواه البخاري في صحيحه : 2/221 ، و4/67 .
ولعلك تسأل : ما علاقة هذه اللعنة المشددة المذكورة في خطب حجة الوداع وغيرها بوصية النبي صلى الله عليه وآله بأهل بيته ؟! فهذه تنصب على الذي ينكر نسبه من أبيه وينسب نفسه إلى شخص آخر ، وعلى العبد الذي ينكر مالكه ويدعي أنه عبد لشخص آخر، أو ينكر ولاءه وسيده الذي أعتقه، ويدعي أن ولاءه لشخص آخر ! فهذا هو المعنى المعروف ( من ادعى لغير أبيه أو تولى غير مواليه ) !
والجواب : أن مقصود النبي صلى الله عليه وآله بالأبوة في هذه الأحاديث الشريفة : أبوته هو المعنوية للأمة ، وبالولاء : ولايته وولاية أهل بيته عليها ، وليس مراده الأبوة النسبية ولا ولاء المالك لعبده !
والدليل على ذلك : لو أن ولداً هرب من أبيه ، وسجل نفسه باسم والد آخر ، ثم تاب من فعلته وصحح هويته ، واستغفر الله تعالى .. فإن الفقهاء جميعاً يفتون بأن توبته تقبل! ولو أن عبداً مملوكاً هرب من سيده ولجأ إلى شخص ، وادعى أنه سيده، وبعد مدة رجع إلى سيده واستغفر الله تعالى .. فإن الفقهاء يفتون بأن توبته تقبل .
بينما الشخص الملعون في كلام النبي صلى الله عليه وآله مصبوب عليه الغضب الإلهي إلى الأبد ! ( فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) . والصرف هو التوبة ، والعدل الفدية ، وقد فسرتهما الأحاديث الشريفة بذلك . فهي عقوبة إلهية لاتصلح إلا لحالات الخيانة العظمى ، مثل الإرتداد وشبهه، ولا يعقل أن يكون الاسلام شرعها لولدٍ جاهل يدعو نفسه لغير أبيه ، أو لعبد مملوك أو مظلوم يدعو نفسه لغير سيده ! ويؤيد ذلك أن بعض رواياتها صرحت بكفر من يفعل ذلك ، وخروجه من الإسلام ! كما في سنن البيهقي : 8/26 ، ومجمع الزوائد : 1/9 ، وكنز العمال : 5/872. وفي كنز العمال : 10/324 : ( من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه . أحمد عن جابر ) . وفي /326 : ( من تولى غير مواليه فليتبوأ بيتا في النار . ابن جرير عن عائشة ) . وفي / 327 : ( من تولى غير مواليه فقد كفر . ابن جرير عن أنس ) . وفي : 16/255 : ( ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله على رسوله ).
ولا نحتاج إلى تتبع هذه الأحاديث في مصادرها وأسانيدها ، لأنها مؤيدات لحكم العقل القطعي بأن مقصوده صلى الله عليه وآله يستحيل أن يكون الأب النسبي ، ومالك العبد .
ويؤيد ذلك أيضاً : أن بعض رواياته كالتي مرت آنفاً وغيرها من روايات أحمد ، ليس فيها ذكر للولد والوالد ، بل اقتصرت على ذكر العبد الذي هو أقل جرماً من الولد ومع ذلك زادت العقوبة واللعنة عليه ، ولم تخففها !
ويؤيد ذلك أيضاً: أن هذه اللعنة وردت في بعض روايات الخطب الشريفة بعد ذكر ما ميز به الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام من مالية خاصة هي الخمس، وحرم عليهم الصدقات والزكوات ! ففي مسند أحمد : 4/186: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته فقال : ألا إن الصدقة لاتحل لي ولا لأهل بيتي ، وأخذ وبرة من كاهل ناقته ، فقال : ولا ما يساوي هذه ، أو ما يزن هذه . لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه . انتهى . ورواه في كنز العمال : 5/293 وفي كنز العمال: 10/235 : ( ومن تولى غير مواليه ، فليتبوأ بيتا في النار. ابن عساكر عن عائشة ) . انتهى .
أما في مصادر أهل البيت عليهم السلام فالحديث ثابتٌ عنه صلى الله عليه وآله في خطب حجةالوداع في المناسك . . وهو أيضاً جزء من حديث الغدير . . ففي بحار الأنوار : 37/123 : عن أمالي المفيد ، عن علي بن أحمد القلانسي ، عن عبد الله بن محمد، عن عبدالرحمان بن صالح، عن موسى بن عمران،عن أبي إسحاق السبيعي، عن زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم يقول: إن الصدقة لاتحل لي ولا لأهل بيتي ، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ، لعن من تولى إلى غير مواليه ، الولد لصاحب الفراش وللعاهر الحجر ، وليس لوارث وصية .
ألا وقد سمعتم مني ، ورأيتموني .. ألا من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار .
ألا وإني فرطكم على الحوض ومكاثر بكم الأمم يوم القيامة، فلا تسودوا وجهي .
ألا لأستنقذن رجالاً من النار ، وليستنقذن من يدي أقوامٌ .
إن الله مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة . ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه. انتهى . وروى نحوه في / 186 ، عن بشارة الإسلام . وقال ابن البطريق الشيعي في كتابه العمدة / 344 :
وأما الأخبار التي تكررت من الصحاح من قول النبي صلى الله عليه وآله : لعن الله من انتمى إلى غير أبيه ، أو توالى غير مواليه ، فهي أدل على الحث على اتباع أمير المؤمنين عليه السلام بعده ، بدليل ما تقدم من الصحاح من غير طريق ، في فصل مفرد مستوفي، وهو قول النبي صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم قال مؤكداًً لذلك : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
فمن كان النبي صلى الله عليه وآله مولاه فعلي مولاه ، ومن كان مؤمناً فعلي مولاه أيضاً ، بدليل ما تقدم من قول عمر بن الخطاب لعلي لما قال له النبي صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر : بخ بخ لك يا علي ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة . وفي رواية : مولاي ومولى كل مؤمنة ومؤمن .
وهذه منزلة لم تكن إلا لله سبحانه وتعالى ، ثم جعلها الله لرسوله صلى الله عليه وآله ولعلي عليه السلام بدليل قوله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ...
وقوله صلى الله عليه وآله : من انتمى إلى غير أبيه ، فالمراد به : من انتمى إلى غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الولاء ، مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنا وأنت أبوا هذه الأمة ، فعلى عاق والديه لعنة الله . انتهى .
كما ورد في مصادر الفريقين أن هذا الحديث جزء مما كان مكتوباً في صحيفة صغيرة معلقة في ذؤابة سيف النبي صلى الله عليه وآله الذي ورثه لعلي عليه السلام.. فقد رواه : البخاري في صحيحه : 4/67 ، ومسلم : 4/115 ، و216 ، بعدة روايات ، والترمذي : 3/297 . . ورواه غيرهم أيضاً ، وقد أكثروا من رواية هذا الحديث لأن الراوي زعم فيه على لسان علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله لم يورث أهل بيته شيئاً من العلم ، إلا القرآن وتلك الصحيفة المعلقة في ذؤابة السيف ! ورووا فيها لعن من تولى غير مواليه !!
وقد وجدنا في مصادرنا مناسبة رابعة لإطلاق النبي صلى الله عليه وآله هذه اللعنة ، وذلك عندما كثر طلقاء قريش في المدينة ، وتصاعد عملهم مع المنافقين ضد أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وقالوا : ( إنما مثل محمد في بني هاشم كمثل نخلة نبتت في كبا : أي مزبلة ) فبلغ ذلك النبي فغضب ، وأمر عليا أن يصعد المنبر ويجيبهم !! فقد روي في بحار الأنوار : 38/204 :
عن أمالي المفيد ، عن محمد بن عمر الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن موسى بن يوسف القطان ، عن محمد بن سليمان المقري ، عن عبد الصمد بن علي النوفلي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن الأصبغ بن نباتة قال :
لما ضرب ابن ملجم لعنه الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، غدونا نفر من أصحابنا أنا والحارث وسويد بن غفلة ، وجماعة معنا ، فقعدنا على الباب ، فسمعنا البكاء فبكينا ، فخرج إلينا الحسن بن علي فقال : يقول لكم أمير المؤمنين : انصرفوا إلى منازلكم ، فانصرف القوم غيري فاشتد البكاء من منزله فبكيت ، وخرج الحسن وقال : ألم أقل لكم : انصرفوا ؟ فقلت : لاوالله يا ابن رسول الله لاتتابعني نفسي ولا تحملني رجلي أنصرف حتى أرى أميرالمؤمنين عليه السلام .
قال : فبكيت ، ودخل فلم يلبث أن خرج ، فقال لي : أدخل ، فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء ، قد نزف واصفر وجهه ، ما أدري وجهه أصفر أو العمامة ؟ فأكببت عليه فقبلته وبكيت . فقال لي : لاتبك يا أصبغ ، فإنها والله الجنة .
فقلت له : جعلت فداك إني أعلم والله أنك تصير إلى الجنة ، وإنما أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين . جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول الله، فإني أراك لاأسمع منك حديثاً بعد يومي هذا أبداً . قال : نعم يا أصبغ : دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله يوماً ، فقال لي : يا علي انطلق حتى تأتي مسجدي ، ثم تصعد منبري ، ثم تدعو الناس إليك ، فتحمد الله تعالى وتثني عليه وتصلي علي صلاة كثيرة ، ثم تقول :
أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم ، وهو يقول لكم : إن لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه أو ادعى إلى غير مواليه ، أو ظلم أجيراً أجره .
فأتيت مسجده وصعدت منبره ، فلما رأتني قريش ومن كان في المسجد أقبلوا نحوي فحمدت الله وأثنيت عليه ، وصليت على رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة كثيرة ، ثم قلت : أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم ، وهويقول لكم: ألا إن لعنة الله ولعنة ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي، على من انتمى إلى غير أبيه ، أو ادعى إلى غير مواليه ، أو ظلم أجيراً أجره .
قال : فلم يتكلم أحد من القوم إلا عمر بن الخطاب ، فإنه قال : قد أبلغت يا أبا الحسن ، ولكنك جئت بكلام غير مفسر ، فقلت : أُبْلِغُ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله .
فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته الخبر ، فقال : إرجع إلى مسجدي حتى تصعد منبري ، فأحمد الله وأثن عليه وصل علي ، ثم قل : أيها الناس، ما كنا لنجيئكم بشىء إلا وعندنا تأويله وتفسيره ، ألا وإنس أنا أبوكم ألا وإني أنا مولاكم ، ألا وإني أنا أجيركم . انتهى .
وقد وجدنا لهذا الحديث مناسبة خامسة أيضاً . فقد روى فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره /392 ، قال : حدثنا عبد السلام بن مالك قال : حدثنا محمد بن موسى بن أحمد قال : حدثنا محمد بن الحارث الهاشمي قال : حدثنا الحكم بن سنان الباهلي ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين : أخبريني جعلت فداك بحديث أحدث ، واحتج به على الناس .
قالت : نعم ، أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله كان نازلاً بالمدينة ، وأن من أتاه من المهاجرين عرضوا أن يفرضوا لرسول الله صلى الله عليه وآله فريضة يستعين بها على من أتاه ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا : قد رأينا ما ينوبك من النوائب ، وإنا أتيناك لتفرض فريضة تستعين بها على من أتاك . قال : فأطرق النبي صلى الله عليه وآله طويلاً ثم رفع رأسه فقال : إني لم أؤمر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئاً ، إنطلقوا فإني لم أؤمر بشيء ، وإن أمرت به أعلمتكم .
قال : فنزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد إن ربك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك ، وقد أنزل الله عليهم فريضة : قل لاأسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى .
قال فخرجوا وهم يقولون : ما أراد رسول الله إلا أن تذل الأشياء ، وتخضع الرقاب ما دامت السماوات والأرض لبني عبد المطلب .
قال : فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل : أيها الناس من انتقص أجيراً أجره فليتبوأ مقعده من النار ، ومن ادعى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار ، ومن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار ! قال : فقام رجل وقال : يا أبا الحسن ما لهن من تأويل ؟ فقال : الله ورسوله أعلم .
فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره ، فقال رسول الله : ويل لقريش من تأويلهن ، ثلاث مرات ! ثم قال :
يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الأجير الذي أثبت الله مودته من السماء ، ثم أنا وأنت مولى المؤمنين ، وأنا وأنت أبوا المؤمنين . ..
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين..