[كربلائية حسينية]

بسمه تعالى

فيصل نور المدلس الكذاب ينقل منه العديد من الوهابية شبهاته وتدليساته فيقعون فيما لا يحمد عقباه ..

الشبهة الأولى قال الوهابي :


إثبات كفر أبي طالب من كتب الشيعة
يطعن الكثير من الشيعة في روايات كفر أبي طالب التي في الصحيحين, وهذا الطعن مردود إذ مبني على التعصب والهوى المذهبي ، وعلى عدم الأمانة العلمية وإذا اجتمع التعصب وعدم الأمانة في النقد أصبح البحث أو النقد مردودا لا قيمة له ..
وهذه كتبهم تشهد بذلك, ففي تفسير القمي : علي بن إبراهيم في تفسيره قوله تعالى: { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [ القصص : 56 ] ، قال: نزلت في أبي طالب فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: يا عم قل لا إله إلا الله أنفعك بها يوم القيامة ، فيقول يابن أخي أنا أعلم بنفسي فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تكلم بها عند الموت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما أنا فلم أسمعها منه وأرجوا انفعه يوم القيامة .. تفسير القمي (( 2 / 142 )) , (( القصص ص: 56 )) والبرهان (( 3 / 230 )) .


الرد :

1- لقد دلس و بتر الوهابي لأننا بالعودة لتفسير القمي وجدنا كلمة قد حذفها الوهابي لأنها تغير المعنى تماماً الكلمة هي : (( بالجهر )) فرسول الله طلب من أبي طالب أن يجهر بكلمة التوحيد كما أن الوهابي قام ببتر التعليق بالهامش الذي يبطل كل مدعاه :


تفسير القمي - الجزء الثاني - سورة القصص - الصفحة 142
وقال علي بن ابراهيم في قوله: (اولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) قال الائمة عليهم السلام، وقال الصادق عليه السلام نحن صبرنا وشيعتنا أصبر منا وذلك إنا صبرنا على ما نعلم وهم صبروا على ما لا يعلمون وقوله: (ويدرؤن بالحسنة
السيئة) اي يدفعون سيئة من أساء اليهم بحسناتهم (ومما رزقناهم ينفقون وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه) قال اللغو الكذب واللهو الغناء وهم الائمة عليهم السلام يعرضون عن ذلك كله، واما قوله: (انك لا تهدي من أحببت) قال نزلت في ابي طالب عليه السلام فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول يا عم قل لا إله إلا الله بالجهر نفعك بها يوم القيامة فيقول: يا بن اخي أنا أعلم بنفسى، (وأقول بنفسى ط) فلما مات شهد العباس بن عبدالمطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله انه تكلم بها عند الموت بأعلى صوته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما انا فلم اسمعها منه وأرجو ان تنفعه يوم القيامة
وقال صلى الله عليه وآله: لو قمت المقام المحمود لشفعت في ابي وامي وعمي وأخ كان لي مواخيا في الجاهلية(1)
الهامش :
(1) يقول الله مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله: إن الهداية ليست حسب مشيتك بل انها تتعلق بمشيتي فلا تصر على إجراء كلمة التوحيد من لسان ابي طالب إذ هو مؤمن سرا وسيظهر الايمان جهرا فيما بعد ومما يدل على كونه مؤمنا كون رسول الله محزونا شديدا عام وفاته حتى سمى ذلك العام بعام الحزن وفي هذه الرواية ايضا ما يشعر بكونه كاتما لايمانه وهو قوله: " يابن اخي ! أنا أعلم بنفسي " يعني اعلم بنفسي من انني مؤمن.
وفي ذيل الآية ايضا ما يؤيده وهو قوله تعالى " وهو اعلم بالمهتدين " وقد مضى الكلام في قوله صلى الله عليه وآله: لو قمت المقام المحمود لشفعت في ابي وامي وعمي من انه جواب تنزيلي فراجع ص 25.ج.ز. انتهى


2 - الرواية مرسلة كما هو واضح فالقول لعلي بن ابراهيم كما نقلنا أعلاه و لو قبل القمي هذه الرواية
فهي لأنها تنفي كفر أبي طالب لأن رسول الله طلب منه الجهر بكلمة التوحيد ( طبعا على فرض قبول القمي لها )


3 - كتاب تفسير القمي نفسه لم يثبت نسبته للشيخ القمي قدس سره :

كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٣١٦

ثم إن الاعتماد على هذا التفسير بعد هذا الاختلاط مشكل جدا، خصوصا مع ما فيه من الشذوذ في المتون.
وقد ذهب بعض أهل التحقيق إلى أن النسخة المطبوعة تختلف عما نقل عن ذلك التفسير في بعض الكتب، وعند ذلك لا يبقى اعتماد على هذا التوثيق الضمني أيضا، فلا يبقى الاعتماد لا على السند ولا على المتن.

_______________

بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٤٠
الهامش :
(3) فيه شناعة شديدة، وغرابة عجيبة، نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم بل نظن قريبا انه من زيادات غيره، لان التفسير الموجود ليس بتمامه منه قدس سره، بل فيه زيادات كثيرة من غيره، فعلى أي هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة أذيال أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) مما ذكر، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها أمير المؤمنين على (عليه السلام).

___________________________

الشبهة الثانية قال الوهابي :

وقال فضل الله الراوندي (الشيعي) في كتابه " نوادر الراوندي " (ص10): ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهون أهل النار عذاباً عمي أخرجه من أصل الجحيم حتى أبلغ به الضحضاح عليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه ).


الرد :

1 - بتر و تدليس آخر قام به الوهابي فلو نعود لكتاب الراوندي نرى أن التعليق على هذا الكلام ينفي كون أبي طالب عليه السلام في النار و العياذ بالله ..

النوادر - فضل الله الراوندي - الصفحة ١٠٦
- قال عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أهون أهل النار عذابا عمي (1)، أخرجه من أصل الجحيم حتى أبلغ به الضحضاح، عليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه، وابن جدعان، قيل: يا رسول الله وما بال ابن جدعان أهون أهل النار عذابا [بعد عمك] (2)؟
قال: إنه كان يطعم الطعام (3).
الهامش :
(١). إن كان المقصود أبا طالب عليه السلام فهو كذب واضح من أعداء أمير المؤمنين عليه السلام، كذب به على رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن كان المقصود أبا لهب، فله وجه.
(٢). أثبتناه من الجعفريات.
(٣). الجعفريات: ١٩١ بإسناده عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه وآله. انتهى


2 - أئمة اهل البيت عليهم السلام قد كذبوا روايات الضحضاح التي تقول بها مدرسة الصحابة من العامة .. و هذه بعض الأدلة :


الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٨٥

وأخبرني: الشيخ أبو عبد الله محمد بن إدريس رحمه الله سنة ثلاثة وتسعين وخمسمائة، قال: أخبرني الشريف أبو الحسن ابن العريضي رحمه الله قال: أخبرني الحسين بن طحال المقدادي، عن الشيخ أبي علي الحسن ابن محمد الطوسي رحمه الله عن والده الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله، عن رجاله، عن أبي بصير ليث المرادي (2) قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:
سيدي أن الناس يقولون إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلى منه دماغه. فقال (ع): كذبوا والله. إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان، وإيمان هذا الخلق في كفة ميزان لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم ثم قال: كان والله أمير المؤمنين يأمر أن يحج عن أبي (1) النبي، وأمه وعن أبي طالب (2) حياته، ولقد أوصى في وصيته بالحج عنهم بعد مماته (3).
موقفنا من الحديث:
فهذه الأخبار المختصة بذكر الضحضاح من نار، وما شاكلها من متخرصات ذوي (4) الفتن، وروايات أهل الضلال وموضوعات بني أمية، وأشياعهم الناصبين العداوة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وهي في نفسها تدل على أن مفتعلها والمجترئ على الله بتخرصها متحامل غمر جاهل، قليل المعرفة باللغة العربية التي خاطب الله بها عباده، وأنزل بها كتابه، لان الضحضاح لا يعرف في اللغة إلا لقليل الماء، فحيث
عدل به إلى (1) النار ظهرت فضيحته، واستبان جهله وتحامله.

___________________

الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٨٢
روى الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه، بإسناده له ان عبد العظيم (2) بن عبد الله العلوي الحسني، المدفون بالري (3) كان مريضا "
يكتب إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام:
عرفني يا بن رسول الله عن الخبر المروي ان أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، فكتب إليه الرضا عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد فإنك إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار (1).
وبالاسناد إلى الكراجكي عن رجاله، عن أبان، عن محمد بن يونس (2)، عن أبيه (3)، عن أبي عبد الله (ع) أنه قال:
يا يونس ما تقول الناس في أبي طالب، قلت: جعلت فداك يقولون هو في ضحضاح من نار، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أم رأسه.
فقال: كذب أعداء الله أن أبا طالب من رفقاء النبيين، والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " (1). انتهى


3 - الراوندي نقل عن كتاب الجعفريات ( الأشعثيات ) غير معتمد عند الشيعة الإمامية ..



_____


الشبهة الثالثة : قال الوهابي :

وقال المجلسي نقلاً عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: اختلف الناس في إسلام أبي طالب فقال الإمامية والزيدية: ما مات إلا مسلماً وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك منهم : الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما، وقال أكثر الناس من أهل الحديث والعامة ومن شيوخنا البصريين وغيرهم: مات على دين قومه ويرون في ذلك حديثاً مشهوراً : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عند موته: قل يا عم كلمة أشهد لك بها غداً عند الله تعالى، فقال: لولا أن تقول العرب أن أبا طالب جزع عند الموت لأقررت بها عينك، وروي إنه قال: أنا على دين الأشياخ ! وقيل: إنه قال: أنا على دين عبد المطلب وقيل غير ذلك .
وروى كثير من المحدثين أن قوله تعالى:{ مَا كَانَ لِلنَّبِىّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلىِ قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَـبُ الْجَحِيم وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَهِيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبِيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لّلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [ التوبة : 113-114]، أنزلت في أبي طالب لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغفر له بعد موته .
ورووا أن قوله تعالى:{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} نزلت في أبي طالب .
ورووا أن علياً(ع) جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! بعد موت أبي طالب فقال له: إن عمك الضال قد قضى فما الذي تأمرني فيه ؟ واحتجوا به لم ينقل أحد عنه أنه رآه يصلي، والصلاة هي المفرقة بين المسلم والكافر، وأن علياً وجعفرا لم يأخذا من تركته شيئا .
ورروا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله قد وعدني بتخفيف عذابه لما صنع في حقي وإنه في ضحضاح من نار . ورووا عنه أيضاً إنه قيل له: لو استغفرت لأبيك وأمك فقال: لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب فإنه صنع إليّ ما لم يصنعا ،و أن عبد الله وآمنة وأبا طالب في حجرة من حجرات جهنم . انظر كل ذلك في البحار (( 35 / 155 )) .



الرد :

1 - المجلسي أسمى كتابه بحار الأنوار كناية عن وجود الدر المكنون في هذه البحار و وجود الصدأ
و الفاسد في هذه البحار و لا يعني نقله لأي نص أنه يعتقد به فعلاً ..
فقد نقل المجلسي ما قاله ابن أبي الحديد المعتزلي السني و هذا الكلام هو لابن أبي الحديد و ليس للمجلسي
و قد أقر و اعترف ابن أبي الحديد بأن الإمامية يعتقدون بإيمان أبي طالب و هذا ما عليه اجماع الطائفة الشيعية الإمامية أعلى الله برهانهم

و هذا هو النص :

بحار الأنوار الجزء 35 الصفحة 155
(( أقول : ] وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : اختلف الناس في إسلام أبي طالب فقالت الامامية وأكثر الزيدية : ما مات إلا مسلما ،

فواقعاً هذا الاستدلال الذي أتى به الوهابي هو لصالح الشيعة و ضد
المخالفين لهم فابن أبي الحديد المعتزلي نقل أقوال العامة بكفر أبي طالب و أقر و اعترف بإيمانه عند الإمامية ..
فما ذكره من تفاسير آيات و روايات هي من أقوال العامة و احتجاجتهم على الآخرين بها و هي ليست حجة علينا أبداً و هي لم تثبت عندنا بحيث تشكل علينا حجة فتأمل ..!

2 - المجلسي أفرد باباً في بحاره عنوانه :
باب 3 : نسبه وأحوال والديه عليه وعليهما السلام (( بحار الأنوار - الجزء 35 )
فلو كان المجلسي يعتقد حقاً بكفر أبي طالب كيف يورد باب بهذا العنوان و يقوم من خلاله بايراد الروايات الدالة على إيمان أبي طالب عليه السلام .. ؟

أخيراً أقول : لا يستطيع أحد من مدرسة الصحابة و السقيفة أن يثبتوا معتقدهم إلا بالكذب و التدليس
كما رأينا و نرى دائماً .. فلله در شيعة محمد و آل محمد احتار بهم عدوهم حتى لجأ للتدليس الكذب .

و الحمد لله رب العالمين