العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.09 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي تفسير {اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
قديم بتاريخ : 27-10-2012 الساعة : 02:40 PM


تفسير {اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
ايمن رجاء النخلي

لابد على الإنسان المؤمن أن يكون سالكا ومجتهداً في طلب الهداية إلى الصراط المستقيم، والطريق القويم. فالمولى عز وجل فرض الفرائض وشرع الشرائع وأنزل الآيات والبراهين لكي يعبد كما أمر، ويطلب من حيث ما أراد. وأعطى الإنسان وسائل المعرفة كالسمع والأبصار والأفئدة ليعرف خالقه وكيفية حمده، وقليل هو شكر الإنسان لهذه النعم، واجتهاده في حمد خالقه.

فتفتح أبواب القرب لأهل الطلب، والساعين للجذب، ويحجب السمع والبصر والفؤاد عن الباغين المنغمسين في ملذات الدنيا.

فجعل اتباع شرعه حمد وعباده، وأثاب على ذلك بالجنة. وجعل مخالفة أمره عصيان وكفر وفسوق ينال به صاحبه النيران.

فصلاح الأمة الإنسانية بالشريعة السماوية، من قبل بها دخل الجنة، ومن كفر بها دخل النار. فعلى الإنسان المؤمن السالك لحمد الخالق أن يؤمن بوجود الصراط المستقيم والطريق القويم ليحمد خالقه وعليه أن يجد في الطلب، ويسأل الخالق الهداية وفتح الأبواب والقبول وشرح الصدر لمعرفة هذا الصراط المستقيم ومن ثمّ اتباعه. وأن لا يكون دينه بالظن أو اتباع الهوى، أو طاعة إنسان ليس له حجة من الله أباً كان أو سيداً.

فحجة الهداية هو العقل، به يحاسب الإنسان وعليه يكافأ. ولولا العقل لما اهتدى المهتدون، ولما عبد العابدون. «إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ «18» فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ «19» ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ «20» ثُمَّ نَظَرَ «21» ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ «22» ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ «23» فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ «24» سورة المدثر.

القبول والطلب

تمثل الآية بداية النصف الثاني من سورة الحمد، فالحمد قبول واعتراف بالخالق المنعم، وهذا أمر بديهي وأقام عليه المولى عز وجل الحجج والآيات «وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ «20» وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ «21»، سورة الذاريات. والحمد طلب لشكره عز وجل على نعمته العظمى بالوجود وفتح أبواب معرفته والهداية إلى شريعته المثلى وهي صراط محمد وآل محمد. فمن شكر نعمة الهداية إتباع صراطه المستقيم.

فبعد الإيمان بالله وتوحيده والإقرار له بالعبودية المطلقة، فإن تمام حمده يكون بالطلب للهداية واتباع الصراط المستقيم، وإن عدم الطلب والسعي لاتباع الصراط المستقيم فإن ذلك كفران بتمام النعمة، وبالتالي كفران بالحمد. فجعل المولى عز وجل تمام حمده باتباع محمد وآل محمد والإقرار بالرسالة والإمامة «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا» سورة المائدة - آية 3.

وفي حديث الإمام علي بن موسى الرضا عأن المولى عز وجل قال: «لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي» ثم قال ع: «بشرطها وشروطها وأنا من شروطها». فمن شروط التوحيد لله عز وجل هو حمده تعالى، ومن شروط حمده عز وجل هو الإقرار برسالة الرسول الأعظم وولاية الأئمة عليهم الصلاة والسلام واتباع النور الذي أنزل معهم، ومن ينكر ذلك فما هو بحامد لله عز وجل. فالحمد توحيد وخضوع لله عز وجل بالعبادة، واستقامة على الشريعة الإلهية، واتباع سبيل الله «إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا «29» سورة الإنسان.

الطلب والجهاد

لقد خلق المولى عز وجل الإنسان كما خلق بقية المخلوقات، وأعطاه كل أسباب المعرفة والبصيرة من عقل وسمع وبصر، وكذلك جعل له أسباب الهداية من شرائع ورسل وأنبياء وكتب وأوصياء «قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى «50» سورة طه.

ولكن على الإنسان أن يسعى ويطلب الهداية ويتبع الصراط المستقيم ليكون حامدا لله وفي ذلك كمال الإنسان، وهي شعيرة الجهاد. وهي من أصول الإيمان تتفرع منها الكثير من الأعمال العبادية والرسالية. فمن غير جهاد للوصول للهداية وطلب للحق ومعرفة المعبود، واتباع الصراط المستقيم، فإن الإنسان يخلد إلى الأرض، ويرضى بالحياة الدنيا وبالشرائع الأرضية مع معرفته لله وتوحيده. فلا يكفي توحيد الله ومعرفته، أو الإقرار له بالعبودية، بل لابد من الطلب واتباع صراطه المستقيم الذي شرعه للإنسان. فالدين توحيد وحمد، وخضوع وعباده، وجهاد في اتباع الصراط المستقيم، «أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» سورة الملك - آية 22.

أبعاد الجهاد وإقامة الدين

«وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ «69» سورة العنكبوت. من الحمد طلب الهداية واتباع الصراط المستقيم الذي يجعل الإنسان يمثل الحمد في كل شؤونه الحياتية، فتكون كل عقائده وأفعاله وسكناته تمثل الحمد.

والهداية واتباع الصراط المستقيم تحتاج إلى جهاد دائم، وإن سبر درجات القرب والثبات على الصراط المستقيم يتطلب الجهاد المتواصل في الحياة الدنيا، لأنه لابد وأن يبتلى الإنسان في الحياة الدنيا، ليعلم الله من يتبع الصراط المستقيم ومن تزل قدمه عنه. وإن إهمال الجهاد تقهقر وابتعاد عن الصراط المستقيم. لذلك فإن الإنسان المؤمن دائما ما يكون في عمل وجهاد للقرب ومحاسبة للذات وذلك من أبواب الحمد.

الهداية خصوصية إلهية

الهداية إلى الحق واتباع الصراط المستقيم هي خصوصية بيد الله عز وجل دون غيره، بل كل مافي الكون هو بأمره تعالى. ولكن كان الله عز وجل هو مقلب القلوب، يهدي من يشاء ويضل من يشاء.

لقد خص المولى عز وجل الذين آمنوا واتبعوا آوامر النبي الأمي واعتصموا بحبل الله الممدود من السماء إلى الأرض، وهو حبل الرسالة والولاية باتباع الرسول والأئمة من بعده عليهم الصلاة والسلام، أن يهديهم إلى الصراط المستقيم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ليكونوا مناسبين لدخول جنة الرضوان، ويشرح صدرهم لتقبل الحقائق الإلهية، إن الله هو الحكيم الخبير. «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا «175» سورة النساء.

المحرومون من الهداية الإلهية

إن الظالمين والكافرين والفاسقين ما كان الله ليهديهم سبيلا، ذلك لأنهم منعوا أنفسهم دون الرحمة الرحيمية للمولى عز وجل، بكفرهم بنعم الله من وجود أو رسالة أو تشريع أو ولاية، أو لظلمهم لأنفسهم بالإبتعاد عن الحق، أو ظلمهم لأئمة الحق أو للناس عامة، أو فسقهم عن الحق واتباعهم أهوائهم. فقدموا المعوقات التي تحول بين قلوبهم واتباع الحق إستكبارا من عند أنفسهم على أوامر الرسول، فالقاسط أو المارق أو الناكث عن بيعة الإمام واتباعه، كيف له أن يهتدي إلى الصراط المستقيم والإمام هو من يمثل الصراط المستقيم. ومن كفر بالإمام فقد عصى الرسول وكأنه لم يؤمن به، ومن عصى الرسول فقد عصى الأمر الإلهي.

فالظالمين الذين يصدون عن سبيل الله، أو الكافرين بنعمة الله عز وجل ونعمة الدين والهداية، والفاسقين عن أمر الله هم المحرومون من الهداية إلى الصراط المستقيم. وكيف يهتدون إلى الصراط المستقيم وهم كفروا بالصراط المستقيم وأئمته الدالين عليه. «كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ «86» سورة آل عمران.

فالاستكبار في الأرض عن أوامر الرسول، يحرم الإنسان من الهداية إلى آيات الله التي تهدي إلى سبيله، وأعظم الآيات التي تهدي إلى الله واتباع الصراط المستقيم هي الرسول الأعظم والأئمة الأطهار من بعده ع. فالمولى عز وجل يصرف المستكبرين عن معرفة الأئمة واتباعهم، والذين يكذبون بالآيات ولقاء الآخرة فإنه يحبط عملهم، ويضرب مثلا على ذلك في بني إسرائيل الذين لم يتبعوا وصي موسى وهو هارون عليهما السلام، واتخذوا من دونه عجلاً لا يهدي إلى صراط مستقيم.

«سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ «146» وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ «147» وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ «148» سورة الأعراف.

فالملاك في إتباع الإمام أو الخليفة من بعد الرسول هو الهداية إلى صراط مستقيم. فالذي يهدي الناس إلى الحق وينطق بالصواب والحكمة هو الأولى بالإتباع. وإن الإمام الذي لا يهدي إلى الحق لا يجب إتباعه مهما حسّنت صورته، أو أعطي من قدسية أو كان مصنوعاً من الذهب كعجل بني إسرائيل. «قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ «35» سورة يونس. فالرسول أو الإمام المنصّب من قبل الله هو الذي يهدي إلى الحق بإذن الله. «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ «73» سورة الأنبياء.

تعريف الصراط المستقيم

الحمد ليس فقط قول باللسان، بل هو عقيدة في القلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح. فلابد أن تكون جميع تصرفات الإنسان وأحواله وأفعاله هي مظاهر حمد المنعم، وأن لا يخرج عن مقام الحمد طرفة عين، وذلك هو الصراط المستقيم. أما إذا لم يظهر الحمد على أفعال الإنسان، فإنه لا يكون حامداً لله. وإن جميع ما يتلفظ به من حمد هو مجرد لقلقة لسان. فالعقيدة هي ما يظهر على الفعال، وبقدر ظهور الحمد في أفعال الإنسان وحركته أو سكونه، بقدر درجته في الحمد. لذلك فإن أحمد الخلق هم محمد وآل محمد ص، وجعل المولى عز وجل إتباعهم هو الصراط المستقيم، ليصبح الإنسان حامداً لخالقه، ويصل إلى درجات الحمد.

الصراط المستقيم هي الشريعة التي يرضى بها الله عز وجل عن الإنسان، وهي الشريعة التي شرعها المولى عز وجل للإنسان ليكون حامداً له، ويصل إلى مقامات القرب. وإن الإنسان الذي وصل إلى مرتبة الإمامه ونصّب من قبل الله عز وجل، هو الذي يهدي الإنسان ويرشده إلى الصراط المستقيم لكي لا تتفرق به السبل والغايات، ولا يتبع الظن أو ما تهوى الأنفس.

الجزء الثاني: {اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}

أبعاد الجهاد وإقامة الدين

الحمد يبدأ بمعرفة الله، وكماله الدعوة إلى معرفة الله، وكما يصطلح عليه العرفاء الهجرة من الخلق إلى الحق، ثم الهجرة من الحق إلى الخلق. فيبدأ الحمد بطلب معرفته عز وجل والقربى منه، وتوحيده على مستوى الذات فلا يعدده، وتوحيده على مستوى الوجود فلا يشرك معه غيره، ويوحده في الألوهية والربوبية، والعبودية. ثم تمام الحمد بالهداية باتباع الإمام لمعرفة الصراط المستقيم، ثم نصرة الإمام لإقامة الحق والعدل، وإقامة دولة التوحيد الإلهي. وباتباع الإمام، وهو مظهر العدل والصراط المستقيم، تصبح جميع أفعال الإنسان وعباداته ومعاملاته هي مظهر الحمد.

ومن مظاهر كمال الحمد للخالق هم الرسل والأنبياء والأئمة، الذين عرفوا الخالق ثم دعوا إلى حمده، فهم يدعون إلى حمد الله بأمر الله «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى «8» فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى «9» سورة النجم. فجعل المولى عز وجل من الإنسان إماماً يهدي إلى حمده عز وجل، ولذلك أمر الملائكة بالسجود لآدم ع، وكذلك أيضاً جعل النبيين والمرسلين بشراً ولم يجعلهم ملائكة «وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً «94» سورة الإسراء. فالذي يدعوا إلى الحمد لابد وأن يكون قد هاجر من الدنيا إلى الحق، وعاد إليها بالحق، وتكون جميع حالاته هي مظهر الحمد، لذلك لابد وأن يكون بشراً رسولا.

الإمام يمثل الصراط المستقيم

إن الشريعة الإسلامية تتكون من طرفين، كتاب الله الذي يوضح الأحكام الإلهية، والإمام الذي يقيم الدين ويأمر بعدل هذه الأحكام ليعصم الناس من التحريف والهوى والفسوق والعصيان والضلال عن أمر الله. فالإسلام كتاب وإمام يحكم بالكتاب كما قال ص: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي».

فالإمام هو الذي يمثل الصراط المستقيم ويمثل شريعة القرآن عملياً ويطبقه على الواقع. وهو الذي يوضح العدل ويقيمه عندما تلتبس الأمور على الناس. فتعريف الإمام من قبل الله هو أنه الذي يهدي بالحق ويأمر بالعدل. فهو يهدي الإنسان إلى شريعة الحمد، ويأمر بالعدل في الأحكام بين الناس. وإن أئمة الضلال هم الذين لا يهدون إلى الحق، ولا يأمرون بالعدل، ويضلون الناس عن سبيل الله، كعجل السامري «وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ «148» سورة الأعراف. وهناك في المذهب الجعفري إيمان بالقرآن الكريم واتباع للعالم الفقيه بالأحكام الشرعية أو ما يسمى بالمرجع، فهو يحقق طرفي الدين وهما الكتاب والإمام.

الإمام هو الهادي

«وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» توضح الآية الكريمة أن الهداية الإلهية التي يريدها لبني البشر هي باتباع الأئمة الهادين إلى صراطه المستقيم. وأن هؤلاء الأئمة هم وحدهم سبل النجاة. وكذلك توضح الآية الكريمة أن الأئمة هم غير الرسول الأعظم وإن كان صهو أشرف وأعلى مرتبة. فالآية تخص الرسول صبأنه منذر، وأن هناك هداة لكل قوم أو جيل أو زمن.

ولكي يصبح الإنسان عادل وعلى صراط مستقيم عليه أن يتبع الإمام الذي يهدي بالحق ويأمر بالعدل. ولا يمكن للإنسان أن يصبح عادلاً من دون اتباع الإمام العادل.

الأئمة هم الآيات

عبر القرآن الكريم عن الأئمة الهداة بالآيات، لأنهم من آيات الرسول الأعظم صالذين يهدون إلى الحق من بعده، ويدلون على الله عز وجل وتوحيده، ويؤمرون بالحق وبه يعدلون. وهم أعظم الآيات التي أنزلت الى الأرض. فالآيات في الأمم السابقة تظهر فقط بعض صفات المولى عز وجل كالقدرة أو الرحمة، كناقة صالح ع، أو مائدة بني إسرائيل. ولكن الأئمة عفإنهم يرشدون إلى معرفة حمده عز وجل وإلى معرفة أسمائه وإلى صراطه. لذلك كان الإمام علي عوالأئمة من بعده هم آيات الرسول الأعظم الذين يهدون إلى سبيله.

«وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» فالآية الكريمة توضح بأن الأئمة هم الآيات التي تدل على معرفة الله. لأن الكفار طالبوا بآية تدل على معرفة الله أو قدرته أو صراطه المستقيم، فأخبرت الآية الكريمة أن الأئمة عليهم الصلاة والسلام هم الآيات التي ترشد إلى معرفة الله وإلى الهداية إلى صراطه المستقيم.

الهداية هي الولاية

إن الهداية في القرآن تعني الهداية إلى العدل باتباع الصراط المستقيم، والإمام هو من يمثل الصراط المستقيم، فالمعنى الحقيقي للهداية هو الولاية. فالولاية هي إتباع الإمام الذي يمثل العدل وشريعة الحمد وهو على صراط مستقيم، وجعله أولى بالإنسان من نفسه وهواه وعشيرته لأن الإنسان لا يعرف الأصلح له، وقد يضل عن العدل إلا باتباع الإمام، وهذا ما وصى به الرسول الأعظم صفي غدير خم. ولو أن الأمة اتبعت قول الرسول صفي غدير خم لما اختلفوا، ولكنهم اختلفوا بعد إذ جائهم الحق بغيا بينهم ولا يزالون مختلفين.

فالهداية هي خاصة بالولاية فهي تأتي بعد الإيمان بالله وتوحيده والإيمان بالآخرة وإفراده بالعباده، ولذلك تقدمت هذه الإيمانيات في الآيات السابقة. وإلا فإنه لا يصح أن يطلب الإنسان الهداية إلى التوحيد والإيمان بالمعاد بعد أن أقر بها كما تفيد الآيات. فالآيات توضح إن على الإنسان بعد أن يؤمن بالله ويوحده، ويؤمن بالمعاد، ويفرد الله عز وجل بالعباده، عليه أن يؤمن بالولاية ويتبع الإمام الذي يمثل الصراط المستقيم «قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ» سورة البقرة - آية 38.

الهداية الى الصراط المستقيم

توضح آيات الحمد أن على الإنسان بعد توحيد الله، والإيمان بالمعاد، وإفراد الله بالعباده، عليه أن يصبح عادلاً ويتبع الصراط المستقيم، وطلب الهداية هنا هو طلب التوفيق للإيمان بالإمامه واتباع الأئمة عالذين هم يمثلون الصراط المستقيم.

فبعد توحيد الله على مستوى العقيدة، والإيمان بالآخرة، وإفراد الله بالعباده، وهذه كلها عقائد لا تقليد فيها لأنها تقوم على بديهيات، وإنما يؤمن بها الإنسان بعقله وباجتهاده. فالحمد بديهي، وتوحيد الخالق والإيمان بالمعاد وإفراد الله بالعباده كلها عقلي. وبعد ذلك يأتي الجانب الآخر من الحمد وهو الجانب التشريعي الذي يجعل كل تصرفات الإنسان في الحياة الدنيا مظهر العدل، وذلك هو الصراط المستقيم، والعدل هو مصداق الحمد. وعلى مستوى التشريع فلابد للإنسان أن يتبع الإمام الهادي إلى الحق الآمر بالعدل، ولا يتصرف كيف يشاء ويظن أنه عادل أو حامد لله حسب هواه، أو يتبع من ليس له من الله برهان ولم ينصبه المولى عز وجل إماماً. فالتشريع لا يكون بالظن بل لابد وأن يكون كما شرع الله عز وجل لكي يحقق الإنسان العدل. وهذا هو تمام الحمد باتباع الصراط المستقيم «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» سورة الأنعام - آية 153.

فالهداية في القرآن هي التوفيق لاتباع الإمام والإيمان به واتباع سبيل العدل. وإن أبواب الهداية وأبواب حكمة الله هم الأئمة ع، فهم تراجمة وحي الله ومعادن كلماته وخزان علمه، وتالين كتاب الله أي يتبعون أحكامه، وهم الذين يأمرون بالعدل ويقيمونه «وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ» سورة الأعراف - آية 181. وكما روي عنه ص: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»

تفسير {اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} «3»

تعريف الصراط المستقيم

الحمد ليس فقط قول باللسان، بل هو عقيدة في القلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح. فلابد أن تكون جميع تصرفات الإنسان وأحواله وأفعاله هي مظاهر حمد المنعم، وأن لا يخرج عن مقام الحمد طرفة عين. وحتى تكون جميع تصرفات والإنسان وأفعاله حمد لله، لابد وأن يكون الإنسان عادلاً في جميع شؤونه وذلك هو الصراط المستقيم. فالبعد عن كل انحراف والمحافظة على العدل هو الصراط المستقيم.

أما إذا لم يظهر العدل على أفعال الإنسان أو معتقداته أو عباداته أو جميع شؤونه فإن أعماله لا تمثل الحمد، وبالتالي لا يكون الإنسان حامداً لله. وإن جميع ما يتلفظ به من حمد هو مجرد لقلقة لسان. فالعقيدة هي ما يظهر على الأفعال، وبقدر ظهور العدل على أفعال الإنسان وحركته وقراراته، بقدر درجته في الحمد. لذلك أنزل الإنسان إلى الدنيا لكي يبتلى أيكون حامداً أو يكون كفورا. وكذلك يبتلى المؤمنون بدرجة حمدهم فيميزون، وكان أحمد الخلق هم محمد وآل محمد ص، وجعل المولى عز وجل إتباعهم هو العدل وهو الصراط المستقيم، ليصبح الإنسان عادلاً في جميع شؤونه، حامداً لخالقه، ويصل إلى درجات الحمد. «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ «76» سورة النحل.

ماهية الصراط المستقيم

الصراط المستقيم هو العدل، والعدل يتحقق باتباع الشريعة التي يرضى بها الله عز وجل عن الإنسان، وهي الشريعة التي شرعها المولى عز وجل للإنسان ليكون حامداً له، ويصل إلى مقامات القرب. فبعد أن آمن الإنسان بالآخرة وبالحساب والجزاء، وجب عليه العدل. فمظهر الإيمان بالحساب هو العدل «وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ «61» سورة الزخرف. وبمعنى آخر فإن الإيمان بالحساب يستوجب طلب الهداية إلى صراط مستقيم. فمن تمام الحمد لله عز وجل وحمده على الحساب والجزاء هو العدل، والعدل لا يتحقق باتباع الهوى أو بالغلو، وإنما باتباع نهجه القويم وشريعته التي لا يشوبها أي انحراف.

«إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ «56» سورة هود، المولى عز وجل عادل، ولابد أن يطبق العدل في الدنيا ويحاسب عليه في الآخرة، ويشرع العدل لعباده، ويأمر بالعدل. فمن حمده عز وجل على عدله، وعلى شريعته للعدل هو اتباع صراطه المستقيم. ومن يبغ عن الصراط المستقيم ويرفضه فقد أنكر عدل الله، ومن أنكر عدل الله لم يوحده ولم يحمده، بل كفر به.

إتباع الإمام هو الصراط المستقيم

إن من حمد الله عز وجل بعد توحيده والإيمان بيوم الحساب، هو العمل على صراط مستقيم، وهو أن تكون جميع أعمال الإنسان هي مظهر الحمد، فتظهر الجوارح الحمد القلبي، فتتوافق جميع أفعاله مع الحمد فتمثل الصراط المستقيم، وذلك هو حقيقة حمد الخالق وليس مجرد التلفظ بذلك.

والإمام هو من يمثل حمد الخالق وهو يمثل الصراط المستقيم، لأنه الأعلم بأحكام الدين، وهو الذي يهدي إلى الحق بأمر الله كما سبق ذكره، وعنده علم الكتاب، وآتاه الله من لدنه علما، فأصبح إتباع الإمام شرط من شروط الحمد، وأصبح إتباع الإمام هو حمد الخالق، وأصبح إتباع الإمام هو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم.

إن الإمام هو مصداق حمد الخالق وهو الذي يرشد البشرية بكيفية الحمد، وهو خليفة الله في الأرض، وهو الذي يهدي إلى العدل، والخليفة لابد وأن يطاع، لذلك فإن إتباع الإمام الذي يعمل على تكامل جهود الصالحين هو حقيقة الحمد الكلّي لأعمال الإنسان، بل هو حقيقة الحمد الكلي للبشرية. فتصبح جميع أفعال البشر تدور في نفس فلك العدل الذي يرسمه خليفة الله في الأرض للبشرية لكي تحقق بأجمعها حمد خالقها، ولذلك خلقهم، والحمد لله رب العالمين.

«وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ «30» - سورة البقرة.

لذلك فإن مخالفة الإمام هي مخالفة لله عز وجل وحتى لو كان الإنسان عابداً، ذلك لإنه يفسد المنظومة البشرية التي تعمل بشكل متكامل ومتعاون لحمد خالقها بقيادة خليفة الله في الأرض. وإذا كان الإنسان عاصياً لإمامه فهو لم يطع الله الذي جعل عليه خليفة في الأرض، ولم يحقق شرط أساسي من شروط حمد الخالق. وضد الحمد هو الكفر بالنعمة «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ «8» - سورة التكاثر.

إن إبليس، عليه اللعنة، لعدم خضوعه للأمر الإلهي بالسجود لآدم، والسجود هنا بمعنى الخضوع والإتباع، طرد من الرحمة الإلهية، لأنه لم يصبح حامداً بإخلاله بشرط من شروط الحمد وهو إتباع إمام زمانه وهو آدم ع، هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإنه يصبح مخل بالنظام الكوني القائم على حمد الخالق بقيادة الإمام، وهو سبب وجود الكون، وهو الحمد.

وكل نظام لابد وأن يتخلص ويطرد المخلين به لكي يستقيم. وإذا كان هذا النظام هو برحمة الله عز وجل، وهو نظام حمد الخالق، فإن معارضين النظام الإلهي القائم على حمده عز وجل، ويصدون عن شرع الله، هم مطرودون من رحمة الله «قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ «18» سورة الأعراف. ومن أمثلة الذين يصدون عن سبيل الله، هم الذين يقتلون الأنبياء والأئمة والصالحين بغير الحق، أو يستهزئون بهم ويطمسون آثارهم، أو يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس «إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ «21» - سورة آل عمران.

وفي حديث بإسناده إلى المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله ع عن الصراط فقال: هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل. وهما صراطان: صراط الدنيا، وصراط في الاخرة، فاما الصراط في الدنيا فهو الامام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الاخرة، فتردى في نار جهنم.

عليع الصراط المستقيم

إذا كان الصراط المستقيم هو إتباع التشريع الأمثل الذي يحقق حمد الخالق في كل حركات وسكنات وعقائد الإنسان، فإن الصراط المستقيم هو سبيل الله في الحياة الدنيا ولابد وأن يمثله بشر لكي تكون حجة الله بالغة. فالبشر يحتاجون لإنسان مثلهم يشعر كما يشعرون، ويألم كما يألمون، وكذلك يمثل الصراط المستقيم في كل أفعاله وأقواله، وأن لا يكون ملكاً أو خلقاً مختلفاً، بل بشراً يتبع الرسول ويمثل التشريع في حركته وهو الإمام علي عوالأئمة من ولده «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «153» سورة الأنعام.

فالرسول الأعظم يأمر الأمة باتباع الإمام علي عكمصدر وممثل للتشريع والأحكام الإسلامية حتى لا تتفرق بهم المذاهب والسبل. فعلي عهو الأعلم بالقرآن وبالأحكام وبالتشريع، وهو الأحق بالإتباع، وهو الذي يهدي إلى الحق ويأمر بالعدل وكما ورد في الحديث «علي مع الحق والحق مع علي».

وبمعنى أشمل فإن إعطاء منصب الولاية للأئمة من بعد الرسول الأعظم واتباعهم هو الصراط المستقيم. وهو أن يتبع الإنسان الإمام العادل العالم بالتشريع، ويرى أن الإمام أولى به من نفسه، لأنه يمثل خط الرسول، ولا يتبع أي سبيل آخر أو أي داعية ليس له بينة أو ليس بإمام. ففي حديث عن أبى عبد الله ع« اهدنا الصراط المستقيم » قال: «الطريق ومعرفة الامام»، وفي حديث له آخر: «هو أمير المؤمنين ومعرفته»، وفي حديث آخر «والله نحن الصراط المستقيم». فالإمام علي والأئمة من بعده هم الذين يأمرون بالعدل ويمثلون الصراط المستقيم.

ومن جهة إدارية للدولة الإسلامية حتى تستقيم، فلابد لها من إمام يأمر بالعدل ويقيم الدين، وتكن له الولاية بالاتباع ما أمر بالعدل. فإن انحرف عن العدل سقطة ولايته. وإن الأئمة الذين لا يأمرون بالعدل هم أئمة ضلال «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ «41» سورة القصص.


من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:15 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية