خلاصة :
إذا بقيت الأمور تسير وفق ما هي عليه فالنتائج لن تكون في صالح أعداء سورية في الداخل كانوا أم في الخارج، بل قد تزداد الأعباء على الدول التي تدعمهم جراء زيادة تدفق اللاجئين السوريين من جهة والعجز الميداني عن إنجاز ما يمكن البناء عليه من جهة أخرى، وواشنطن الراعية لهذه الحرب على سورية مشغولة مع موسكو في لملمة الأوضاع والحيلولة دون انفجار دراماتيكي محتم إذا قررت سورية الرد المباشر على الغارة الإسرائيلية على مركز البحوث العلمية في جمرايا، وعلى الأرجح في ظل الإنجازات الميدانية النوعية لرجال الجيش العربي السوري وتدني سقف مواقف أطراف العدوان أن�' تسارع بعض القوى المعارضة إلى ركوب الموجة والالتحاق بالحوار الذي أعلنت عنه الدولة السورية لضمان حصة في السلطة ، وما اجتماع مؤتمر جينيف إلا دليل على ذلك، فإذا كانت هيئة التنسيق المعروفة بمواقفها العدائية الصريحة من النظام وسقفها المرتفع الذي أعلتنه قد بدأت تتحدث بلاءات جديدة تحت عناوين لا للعنف ولا للقتل ولا ولا ... فهذا يدل على أن "أول الرقص حنجلة"، وأن بقية الأطراف المعارضة وبخاصة في الداخل ستبني على تجربة دخول وزراء فاعلين من المحسوبين على المعارضة في الحكومة القائمة، وهذا يعني المسارعة لركوب الموجة وترك المسلحين يواجهون مصيرهم وحيدين في ساحة المواجهة، فهل يعي أولئك الحمقى هذه الحقيقة ويسارعون لإلقاء السلاح والعودة من حيث أتوا أم ينتظرون مصيراً واحداً محتوماً ومعروفاً؟.