فتاوي تدعو إلى هدم ضريح الأمام الحسين والسيدة زينب علي
بتاريخ : 09-08-2007 الساعة : 12:53 PM
في السعودية فتاوى تدعوالى هدم ضريح الامام الحسين والسيدة زينب عليهما السلام ولجان تطوع لطلبة جامعة محمد بن سعود للتحريض على هدم كافة المراقد في العراق
خاص/ عاجل
تسود الجماعات السلفية الوهابية في السعودية موجة من الحماس بعد الاعتداء الارهابي الثاني على المرقدين الطاهرين للامام علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام بتفجير مأذنتي المرقدين ، بعدما ظلتا شامختين رغم شدة وعنف التفجير الارهابي للمرقدين المطهرين في الثاني والشرين من شباط فبراير العام الماضي .
وشهدت مدن المملكة السعودية حملة مسعورة لتكثيف نسخ فتاوى علماء الوهابية وتوزيعها والتي تدعو الى هدم الاضرحة والقبور لانها رمز للشرك وعبدة الاصنام !!، وخاصة بعدما ادت حالة الفرح والسرور بتفجير المرقدين في سامراء للمرة الثانية وتبادل التهاني والتبريك والدعاء للمجرمين الذين نفذوا هذه العملية الارهابية ، الى تزايد الشعور بالقدرة على " ازالة معالم الشرك من بلاد المسلمين " على حد زعمهم .
الجديد في تحرك علماء الوهابية ، هو في تشجيعهم على هدم بقية الاضرحة في العراق وخاصة ضريح سيد الشهداء الامام الحسين بن علي عليه السلام ، لانهم حسب رايهم هو راس اضرحة الشرك في العراق وفي العالم ، والحسين عليه السلام برئ من شرك الرافضة !! كما تنقل الاخبار المنتشرة في المنطقة الشرقية في السعودية .
وعلى هذا الصعيد بدأ طلاب في جامعة محمد بن سعود ، منذ شهرين وبعد اسبوع واحد من التفجير الثاني الذي تعرض له مرقدي سامراء في الثالث عشر من تموز الماضي ، في تشكيل لجان من الطلبة المتطوعين للمشاركة في عطلة الصيف هذه في ترويج فتاوى علماء الوهابية لهدم الاضرحة في العراق ، التي سموها بالاصنام وتسويتها بالارض.
ونقل طلاب في هذه الجامعة عن عدد من علماء الوهابية لديهم الحث على هدم بقية الاضرحة في العراق ، وخاصة في كربلاء واكدوا بان مجموعة من العلماء باركوا كل جهد يؤدي الى محو اثار الشرك من بلاد المسلمين وخاصة في العراق . ومن هؤلاء العلماء فتوى للشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ ممدوح الحربي والدكتور ناصر العمر،وابن جبرين ،والدكتور سفر الحوالي والعالم الوهابي الكويتي حامد العلي .
وكشف موظفون عرب يعملون في الجامعة ، ان عشرات الطلبة وخاصة طلاب المرحلة الاخيرة في كلية الشريعة في جامعة محمد بن سعود، تطوعوا للعمل على نشر ماأسموه ب "ثقافة التوحيد الخالص في صفوف الامة وخاصة في العراق ، للتخلص من الاضرحة وقبور الاولياء وتطهير بلاد المسلمين منها " !!،وجرى ذكر ضريح الامام الحسين بن علي عليه السلام في كربلاء وضريح الامام علي عليه السلام صراحة وعلنا ، كمثال ليكونا الهدف المقبل للـ " الموحدين المجاهدين " ليصيروهما على غرار سامراء .! وسيكون عمل هذه اللجان في مواقع الانترنت وفي الدورات الصيفية للطلبة ، والعمل على تشكيل لجان مشابهة في دول الخليج وبقية الدول العربية .
وحسب هؤلاء فان اضرحة اخرى جرى تسميتها للتشجيع على هدمها وتخليص المسلمين من وقعهم بالشركيات ، وقد جرى ذكر ضريح السيدة زينب عليها السلام في الشام ، وضريح السيد البدوي في مصر . والجدير ذكره ان الوهابي سفر الحوالي ، قد سئل صراحة عن ضريحي السيدة زينب والسيد البدوي ، فاجاب " يجب القضاء على هذه الشركيات وهذه الاصنام المعبودة من دون الله تبارك وتعالى ".
وقام مكتب الوعظ والارشاد التابع لجامعة الامام بن سعود الوهابية بترويج فتاوى ابن جبرين وناصر العمر وسفر الحوالي والبراك والحربي ،وغيرهم من علماء الوهابية لهدم الاضرحة والمراقد المقدسة منذ التفجير الاول الذي وقع في سامراء للمرقدين الطاهرين للامامين علي الهادي والحسن العسكري في الثاني والعشرين من شباط فبراير الماضي ، كما قام هذا المكتب بمباركة عشرات العمليات التي نفذتها المجموعات الوهابية التكفيرية في المدن العراقية بهدم وتفجير مراقد الاولياء ومراقد ذرية ال الرسول الاكرم صلى الله عليه واله .
ونقلا عن مصادر مطلعة مقربة من اساتذة الجامعة في جامعة محمد بن سعود، فان اعداد من الطلبة اختفوا عن المقاعد الدراسية خلال السنوات الثلاث الاخيرة، وقاموا بالالتحاق للمجموعات الارهابية في العراق ، كما سجلت حالات جديدة من الغياب عن المقاعد الدراسية لطلبة سعوديين في جامعة محمد بن سعود الوهابية خلال الشهور الاخيرة ، اختفوا من الجامعة ، وبعضهم تم التعرف عليهم في قائمة من قتل في معارك مخيم نهر البارد مع الجيش اللبناني حيث قاتلوا في صفوف حركة فتح الاسلام التكفيرية التي تنتهج النهج الوهابي السلفي .
وتاتي هذه التقارير في وقت وصلت معلومات استخباراتية الى السلطات الامنية في بغداد منذ اكثر من اربعة شهور ، وصفت بانها " موثوقة وعلى درجة عالية من الصدقية " ، تشير الى ان المجموعات التكفيرية تعد العدة لتنفيذ عمل ارهابي يطال الضريح المقدس للامام الحسين بن علي عليهما السلام ، ، والذي زاد هذه الملعومات توثيقا ، هو اكتشاف الاجهزة الامنية في محافظة كربلاء المقدسة ، صاروخي من نوع غراد موجهين الى مركز المدينة قبل اسبوعين معدان للاطلاق في منطقة "الوند " التي تبعد 25 كيلومترا عن مركز المدينة ، كما ان هذه الاجهزة رصدت معلومات خطيرة تؤكد وجود خطط ارهابية للاعتداء على الضريح المقدس للامام الحسين وضريح اخيه الشهيد العباس بن علي عليهما السلام .
والملفت للنظر ، هو ان كل هذا التحرك الوهابي وفتاوى التكفير القديمة والجديدة ، وذكرهم لضريح الحسين عليه السلام وضريح السيدة زينب في الشام عليه السلام صراحة وعلنا، لم يزل يواجه ، حالة من اللامبالاة في صفوف عدد غير قليل من رجال الدين والسياسيين العراقيين ، ولولا التظاهرات التي شهدتها واشنطن واوسلو ،وامستردام وبعض العواصم الاخرى ، فان حجم المطلوب من العمل للضغط على الحكومة السعودية وتحميلها مسؤولية الفتاوى التكفيرية القديمة والجديدة ، اقل بكثير عما هو مطلوب عمله واتخاذه في هذا الشان .
بل ان الموقع الرسمي للرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء التابع ، لدائرة الافتاء السعودية ، مازالت وحتى كتابة هذا التقرير،ينشر فتوى مفتي المملكة الوهابي ابن باز ودعوته الى هدم الاصنام ورموز الشرك من الاضرحة والمراقد . وهذا يعطي دليلا دامغا على ان الحكم السعودي مازال يقدم لهذه الفتاوى مناخا مناسبا ومشجعا على الانتشار ، ولعله يستهدف بالفعل زيادة مشاعر العداء والكراهية في الوسط الديني الوهابي ضد الشيعة في العالم بشكل عام ، وفي العراق بشكل خاص ، ولعل ما ذهب اليه سياسي عراقي قبل ايام بان السعودية تستغل هذه الفتاوى لتشجيع الشباب السعودي الذي يملك استعدادا للانخراط بعمل عسكري بفعل هذه الفتاوى لمغادرة الاراضي السعودية للتخلص منه ، وبذلك يؤدي هذا العمل هدفين اثنين ،في ان واحد ، فمن جهة يسارع الى الانتحار بقيادة المفخخات فيتخلصون منه ومن الخطر الذي قد يشكله داخل المملكة ، ومن جانب اخر يقوم بقتل العشرات من الشيعة في العراق ،فيسبب انحسارا في عوامل قوة الشيعة ويقوي موقف التنظيمات السنية الطائفية المعارضين والمناوئين للشيعة في العراق.
والسؤال هو : هل سيتحرك العراقيون وبقية الشيعة في العالم ، لمواجهة خطورة هذه الفتاوى وهذا النشاط الوهابي الجديد الذي ينطلق من جامعاتهم ومساجدهم ، للتحريض على هدم ضريح الحسين عليه السلام وبقية الاضرحة المقدسة في العراق ،على غرار سامراء ، ام سيظلوا صامتين كما هم الان ، وخاصة من يهمهم الامر منهم ، من المتصدين للمؤسسات الدينية والسياسية ، ليكتشفوا – لاقدر الله ذلك – في لحظة ما ان الارهابيين الوهابيين التكفريين ، حققوا من جديد ، اغلى ما يتمونه فيقوموا بهدم المرقد الشريف للامام الحسين عليه السلام ، وليعيدوا جريمة العشرين من نيسان عام 1802 ميلادية عندما هاجموا كربلاء وقتلو اكثر من تسعة الاف من الرجال والنساء ولاطفال ، ونهبوا الضريح المقدس وما حوته خزائنه من نفائس هدايا الملوك والسلاطين ، وحرقوا المرقد الطاهر بعدما عاثوا فيه فسادا !!
وبين الصمت والانتظار ، وان تتحقق هذه الجريمة المروعة لاقدر الله .. هناك مسافات قصيرة ، اما ان تتحرك همم الشيعة في العالم وفي العراق ليتحركوا بقوة وبشكل منظم ضد هذه الفتاوى وضد الحكم السعودي الذي يعطيها الضوء الاخضر والتي تنمو وتزداد بفعل هذا الترخيص والتشجيع العلني والسري ؟ واما ان يظلوا على ماهم عليه من تواكل وتخاذل ،ليعضوا اصابع الندم اذا حلت الفاجعة، ولات ساعة مندم ، وعندها سيكون حساب الجبار شديدا على ما فرطنا بمقدسات ال البيت صلوات اله عليهم اجمعين ، ولم نكن لها حماة ولو بالقليل من النظم الاعداد وتشكيل لجان الدفاع عن هذه المقدسات في جميع عواصم العالم ، وبزيادة الضغط على المسؤولين السياسيين في العراق ليفسحوا طريقا رحبة للمواطنين ليشاركوا هم بحماية المقدسات بعدما فشلت القوات الاميركية واجهزة الشرطة والجيش من حماية المرقدين المطهرين في سامراء مرتين اثنتين الاول في الثاني والعشرين من شباط فيراير عام 2006 والثاني في الثالث عشر من شهر حزيران يونيو الماضي .
والعجب كل العجب .. ان نرى نشاطا وهمما تصدر عن الارهابين التكفيريين واعوانهم علماء الافتاء ولجان التطوع الجامعية في السعودية للحث والتحريض على هدم مرقد الامام الحسين عليه السلام وبقية مراقد اهل البيت في العراق والشام ، ولانرى الا النزر اليسير من امة صكت اسماع العالم بندائها كل يوم في مجالس الحسين عليه السلام " ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما "!! فهل الذي يتمنى لقاء السيوف والرماح سيكون صادقا في امنيته، بينما هو يهرب من القليل من العناء والتعب للذب عن حياض هذه المقدسات الطاهرة وهذه المنائر التي تصدح بالتهليل والتكبير وهذه القباب التي اختصرت طرق المجد كلها في طريق واحد وهو الدعوة الى الله باخلاص ، لانقاذ البشرية من العبودية للانظمة والحكام لتكون حرة طليقة مبدعة لكل ماهو رائع ونافع وجميل ، ولاتمتهن العبودية الا في طاعة رب السماوات والارض رب العالمين .
نعم ان في الامة مازال خير كثير .. وان شاء الله سنرى ونسمع بمن يحمل لواء هذه المشاريع في العراق وخارجه لتاسيس العشرات من لجان الدفاع عن شيعة اهل البيت عليهم السلام وعن اضرحة ومراقد ائمة الهدى .. ائمة اهل البيت عليهم السلام ، ليس فقط لحماية الموجود منها ، بل لبناء الذي هدمه الحاقدون في سامراء ولبناء مراقد ائمة اهل البيت عليهم السلام في البقيع في المدين المنورة ، ولو كره التكفيريون واعوانهم . وما ذالك على الله بعزيز ، "ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز " صدق الله العلي العظيم 40 سورة الحج .