مستشعرات «انتحارية» دقيقة تدمر ذاتها بعد انتهاء مهمتها
بتاريخ : 05-03-2013 الساعة : 10:04 PM
أهلا وسهلا بكم في عالم المستشعرات الانتحارية.. إذ لا تفكر وكالة أبحاث الدفاع المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركي (داربا) في إنتاج طائرات، أو سفن حربية، تذوب في لجة من المعدن الذائب، حالما تخرج بدائلها من خط الإنتاج، بل إنها ترغب - من بين أمور كثيرة - في تطوير مستشعرات صغيرة ونظم إلكترونية معقدة دقيقة الحجم جدا، تلوث ساحات الحرب، ومن ثم تدميرها، مثلما يقع عند انسحاب القوات العسكرية التي ليس لديها وقت كاف لجمع معداتها. وبهذا فإن «داربا» ترغب في أن تمهد الطريق نحو عصر «الإلكترونيات الوقتية المتحولة «زائلة المفعول transient electronics».
* مستشعرات انتحارية
* لنفترض أنك فقدت هاتفك مثلا، وبت قلقا من قيام الغرباء بالبحث والتنقيب في معلوماتك وبياناتك، فقد تشعر لماذا أن الفكرة هذه باتت تروق إلى «داربا». لذلك ستقوم هذه الوكالة خلال الشهر الحالي بدعوة العلماء والمصنعين المهتمين بهذا الأمر إلى مؤتمر يعقد في ولاية «فيرجينيا»، لإطلاق جملة أفكار لإنتاج ما يسمى «تحفيز عمليات التردي والاضمحلال» triggered degradation للمعدات وكذلك في بعض مواقع جسد الجندي.
وقالت الدكتورة إليشيا جاكسون مديرة برنامج «فابر» الموجه لهذا الغرض إنه سيقوم بالتركيز على تطوير وتأسيس مجموعة أساسية من المواد والمكونات والقدرات الإنتاجية، والمكاملة بينها، لتأسيس صنف جديد من الإلكترونيات يمكن تحديدها وتعريفها عن طريق أدائها وفعاليتها الوقتية.
ويمكن أحيانا إعادة برمجة الأجهزة والعتاد لكي تدمر ذاتها بذاتها. وفي بعض الأحيان الأخرى، يمكن للبشر التدخل والإشارة إلى الجهاز بتناسي الأمر. ومن المفترض أيضا الذهاب إلى أبعد من قيام لوحة الدارات بالانفجار إذا ما وقع في أيدي الأعداء. وهذا ليس تماما من عالم الخيال العلمي المجنون.
وكان باحثو «داربا» قد عرضوا في العام الماضي بنجاح، طبقة رقيقة من الإلكترونيات مصنوعة من السيليكون والمغنسيوم يمكن إنتاجها لتذوب بالسوائل. ويتبع البرنامج الجديد مثل تلك الدراسة، بحثا عن تطوير تقنية عن طريق عرض دارة أساسية. وتقول جاكسون في حديث نقلته مجلة «وايرد» الإلكترونية، إن فعالية القدرة التقنية التي جرى تطويرها عبر «فابر» سيجري عرضها عن طريق تشييد مستشعرات وقتية زائلة المفعول بروابط ذات ترددات راديوية، التي ستمثل ما قد يستخدم لتحسس الأحوال البيئية والطبية الحيوية، والتواصل مع المستخدم البعيد
* مجسّات للجسم الحي
* ويمكن تصور إلقاء كومة من المستشعرات حول منطقة معينة في غابة، أو صحراء، التي من شأنها نقل معلومات مهمة لفترة محددة من الوقت، قبل أن تذوي وتتحلل مع البيئة الطبيعية المحيطة.
ومثل هذه البيئة الطبيعية قد تشمل الإنسان، فالأجهزة التي يمتصها ويرتشفها جسم الإنسان، قد تثبت أنها «أجهزة إلكترونية وقتية مزروعة تساعد على الرصد الصحي المستمر للإنسان»، هذا إذا تمكنت «داربا» من العثور على مادة مأمونة يمكن امتصاصها حيويا، ويمكن زرع جهاز إلكتروني داخلها، مع جهاز للبث والإرسال، لوضع كل ذلك داخل غالبية الأجزاء الحساسة جدا من الجسم. وأحد الأمثلة على تطبيقات التطابق الحيوي الممكن في إطار استخدام الأجهزة الوقتية هو لأغراض تعقيم مواقع العمليات الجراحية بإنشاء ردهات طبية يمكن تعقيمها من البكتريا بمواد ليست من المضادات الحيوية، كما تقول جاكسون. وتعمل شركة «لوكهيد مارتن» على ما يسمى «المستشعر الأرضي غير المراقب (من قبل البشر)» الذي هو جهاز رصد مصمم لكي يبدو كصخرة طبيعية يجري شحنها بالأشعة الشمسية لجمع المعلومات والبيانات، وإعادة بثها في مناطق العمليات الحربية لفترة تدوم عقودا، حتى بعد أن تقوم القوات المسلحة بمغادرة المكان.
وإذا قدر لهذه الإلكترونيات وقتية المفعول أن تؤمن نظرة إلى ما سيكون عليه المستقبل، فقد ينتج عن ذلك على سبيل المثال إنتاج طائرات أو سفن مثلا، قادرة على تدمير ذاتها بذاتها.