|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 18-03-2013 الساعة : 08:48 PM
تنزيه نوح عما لا يليق به
مسأله فان سأل سائل عن قوله تعالى: (ونادى نوح ربه فقال رب ان أبني من اهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين قال يا نوح أنه ليس من أهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين) هود 45 - 46، فقال: ظاهر قوله تعالى انه ليس من أهلك، فيه تكذيب، لقوله عليه السلام ان ابني من أهلي. واذا كان النبي (ع) لا يجوز عليه الكذب فما الوجه في ذلك؟
قيل له في هذه الآية وجوه، كل واحد منها صحيح مطابق لادلة العقل.
(أولها) أن نفيه لان يكون من أهله لم يتناول فيه نفي النسب، وإنما نفى ان يكون من أهله الذين وعده الله تعالى بنجاتهم، لانه عزوجل كان وعد نوحا عليه السلام بأن ينجي اهله في قوله: (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك إلا من سبق عليه القول) هود40 فاستثنى من اهله من اراد اهلاكه بالغرق. ويدل على صحة هذا التأويل قول نوح عليه السلام: ان ابني من اهلي وان وعدك الحق. وعلى هذا الوجه يتطابق الخبران ولا يتنافيان.
وقد روي هذا التأويل بعينه عن ابن عباس وجماعة من المفسرين.
(والوجه الثاني) ان يكون المراد من قوله تعالى: (ليس من اهلك) أي انه ليس على دينك، وأراد انه كان كافرا مخالفا لابيه، فكأن كفره اخرجه من ان يكون له أحكام أهله.
ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى على سبيل التعليل: (انه عمل غير صالح) فتبين انه انما خرج عن احكام اهله بكفره وقبيح عمله.
وقد حكي هذا الوجه أيضا عن جماعة من اهل التأويل.
(والوجه الثالث) انه لم يكن ابنه على الحقيقة، وإنما ولد على فراشه. فقال (ع) ان ابني على ظاهر الامر. فأعلمه الله تعالى ان الامر بخلاف الظاهر، ونبهه على خيانة امرأته، وليس في ذلك تكذيب خبره، لانه انما اخبر عن ظنه وعما يقتضيه الحكم الشرعي، فاخبره الله تعالى بالغيب الذي لا يعلمه غيره.
وقد روي هذا الوجه عن الحسن ومجاهد وابن جريج.
وفي هذا الوجه بعد، إذ فيه منافاة للقرآن لانه تعالى قال: (ونادى نوح ابنه) فأطلق عليه اسم البنوة. ولانه تعالى أيضا استثناه من جملة أهله بقوله تعالى: (واهلك إلا من سبق عليه القول).
ولان الانبياء عليهم السلام يجب ان ينزهوا عن هذه الحال لانها تعبير وتشيين ونقص في القدر، وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم.
وقد حمل ابن عباس قوة ما ذكرناه من الدلالة على ان تأويل قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط، فخانتاهما، أن الخيانة لم تكن منهما بالزنا، بل كانت احداهما تخبر الناس بأنه مجنون، والاخرى تدل على الاضياف.
والوجهان الاولان هما المعتمدان في الآية.
ويعلّق السيد الحيدري مستشهدا بكلام السيد المرتضى رحمه الله، في الموضوع الذي اشرنا الى رابطه (موقف مدرسة أهل البيت عليهم السلام من ام المؤمنين عائشة) اعلاه، ويقول:
ما جاء في (تنزيه الأنبياء، ص44، في ذيل بحث تنزيه نوح) لعلم الهدى أبي القاسم المعروف بالشريف المرتضى، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بعد أن ينقل رأياً من بعض المفسرين أن المراد من الخيانة هي الخيانة المرتبطة بالفحشاء والمنكر والعياذ بالله قال السيد المرتضى الذي هو علم من أعلام الطائفة:(ولأن الأنبياء) كما قالوا في الأصول أن دخول (ال) على الجمع يفيد العموم، يعني جميع الأنبياء (ولأن الأنبياء عليهم السلام يجب أن ينزهوا عن هذه الحال) يعني أعراضهم تكون ملوثة بالفحشاء (لأنها تعيير وتشيين) من الشين (ونقص في القدر وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك فما بالك بهذا الأمر) لأن هؤلاء يريدون أن يكونوا قدوا في الناس (ولقد كان لكم في رسول أسوة) كيف يعقل أن يكون القدوة والاسوة لا يستطيع أن يحافظ على أزواجه أو في عرضه لا سمح الله يوجد فحشاء ومنكر، كيف يمكن أن يكون قدوة واسوة في الأمة، أنتم لا تقبلونه لعلماء ولأي داعية ولأي مبلغ فما بالك بالعلماء فما بالك بالأولياء فما بالك الأوصياء، فما بالك بالأنبياء، فما بلك بأنبياء أولي العزم، فما بالك بسيد أنبياء أولي العزم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي يراد له أن يبقى قدوة وأسوة إلى قيام الساعة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. قال: (وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك تعظيماً لهم وتوقيراً ونفياً لكل ما ينفر عن القبول منهم وقد حمل ابن عباس ما ذكرناه من الدلالة على أن تأويل فلان أن الخيانة لم تكن منهما بالزنا بل كانت إحداهما تخبر الناس كذا والأخرى تدل الأضياف والوجهان الأولان) هذا أيضاً كلام علم آخر من أعلام مدرسة أهل البيت.
|
|
|
|
|