مع تخبطات البيهقي في "تأويل" حديث الموالاة للإمام علي
بتاريخ : 20-03-2013 الساعة : 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن أعدائهم
مـن كـنت مـولاه فهـذا عـلي مـولاه
هذه الكلمات النبوية العظيمة أرقت مخالفينا كثيراً ..
و منذ مدة طويلة و هم يبحثون عن كل ما من شأنه سدل الستار و لو قليلا عن معناها ..
بل و راحوا يختلقون مناسبات عديييييدة في ما قاله رسول الله كي يبعدوا عوامهم عما يصرح و يؤكد على ولاية أمير المؤمنين ..
و كثرتها أول دليل على أختلاق العديد منها ..
فمرة قالوا ان رسول الله صرح بها بعد أن شكى له بريدة جفوة الإمام علي عليه السلام له حينما كان أميرا على جيش اليمن
و مرة قالوا بل لأن بريدة كان يبغضه لأن نصيب أمير المؤمنين في الخمس أكثر
و مرة أن ابا سعيد الخدري شكى أمير المؤمنين عند رسول اله لما لقوا من من تضييق و سوء صحبة ..!
و مرة قالوا ان رسول الله قالها حينما علم صلى الله عليه و آله غضب عمرو بن شاس الأسلمي على الأمام علي و بغضه له ..
و مرة قالوا بأن أربعة أصحاب شكوا أمير المؤنين عند رسول الله ..
و مرة بأن وهب بن حمزة هو الذي شكى الأمام علي عند رسول الله بعد سفرة له معه الى مكة ..
و مرة بأن الجيش العائد الى مكة شكى بأكمله امير المؤمنين عند رسول الله لأن منعهم من حلل البز التي كانت معه ..!
و هكذا يذكرون تصريح الرسول بحق الأمام علي عليهما و آلهما الصلاة و السلام
في مناسبات عدة و لكن كلٌ يختلق له سببا كي يبعد الأضواء قدر الأمكان عن مسألة ولاية أمير المؤمنين على كل مؤمن و مؤمنة و يغض البصر عن مسألة الولاية العظيمة التي كانت السبب في ما قاله رسول الله ..
و من جملة التأويلات الواهية لتصريح الرسول صلى الله عليه و آله بولاية الأمير ما قاله البيهقي فهو غريب و فريد من نوعه ..!!
الإعتقاد و الهداية الى سبيل الرشاد - ص 497
وأما حديث الموالاة فليس فيهإن صح إسنادهنصٌّ على ولاية علي بعده ، فقد ذكرنا من طرقه في ( كتاب الفضائل ما دلّ على مقصود النبي (صلى الله عليه [و آله ]وسلم) من ذلك، وهو أنه لما بعثه إلى اليمن كثرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه فأراد النبي (صلى الله عليه [ و آله ]وسلم) أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته فقال :" من كنت وليه فعلي وليه "، وفي بعض الروايات : "من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" ، والمراد به : ولاء الإسلام ومودته ، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا .
الوثيقة ..
فنسأل اولا ان كنتم تقولون بأن السبب في تصريح الرسول هو بغض بعض الصحابة او بغض الجيش بأكمله لأمير المؤمنين مع علمنا جميعا بأن بغضه نفاق .. اليس هذا دليل على إن من الصحابة من كانوا منافقين ..؟؟؟
نوضح أكثر ..
بغض بعض الصحابة لعلي + بغض علي نفاق = بعض الصحابة منافقون
~~~~~~~~
لكن من الطريف ما ذكره البيهقي في آخر الصفحة عند محاولته تصريف حديث رسول الله في غير معناه ..
حيث قال في توضيحه للمراد من تصريح الرسول لولاية أمير المؤمنين ما نصه :
" والمراد به : ولاء الإسلام ومودته ، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا "
فأقول إن كان هدف رسول الله في ما قاله هو لولاء المسلمين و تحابهم بعضا لبعض بعد أن أدرك بغض بعض الصحابة له
فلماذا لم يصرح رسول الله بالتصريح نفسه بولاية عبد الرحمن بن عوف حينما سبه خالد بن الوليد أمامه كما تنقل كتبكم ..؟؟!
لماذا لم يقل الرسول ما قاله في زينب حينما سبتها عائشة او في عائشة حين سبتها زينب كما تقولون ..؟؟! فعلى المسلمين ان يوالي و يحب بعضهم بعضا ..!
لماذا يصرح الرسول بولاية للصحابي الذي رماه جابر بالنفاق - كما تقولون - ..؟؟
سنن ابن ماجة -ج 1 - 315
عن جابر قال: صلّى معاذ بن جبل الأنصاري بأصحابه صلاة العشاء فطوّل عليهم، فانصرف رجل منّا، فصلّى، فأُخبر معاذ عنه فقال: إنّه منافق، فلمّا بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله صلى الله عليه [ و آله ] فأخبره ما قال معاذ، فقال النبيّ صلى الله عليه [وآله] أتريد أن تكون فتّاناً يا معاذ؟ إذا صلّيت بالناس فاقرأ بالشمس وضحاها وسبّح اسم ربّك الأعلى واللّيل إذا يغشى واقرأ باسم ربّك
..... الخ من سب بعض الصحابة و بغضهم لبعض ..
فلماذا لم يقل عن أحدهم في كل موقف فهذا فلان مولاه ..؟!
لماذا فقط ولاية الامام علي عليه السلام تكون من أجل تحاب المسلمين و موالاتهم لبعض ..!!!!
و لو ان البيهقي اوقع نفسه في تخبطات كثيرة بهذا الصدد الا اننا نكتفي بهذا القدر ..
"يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "