ماذا لو قرر أغلب شيعة العراق مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات في نيسان القادم ؟؟؟..
و طبعاً هذا من حقنا كأبسط رد على تردي الوضع الخدمي و الامني و السياسي لدرجة أن دويلة مثل قطر صار لها أجندة في العراق و لها مشروع مخابراتي كبير و باتت تلعب دوراً خطيراً على أرض عمرها المدني و الحظاري سبعة آلاف عام حينما كانت قطر و بعض دول الخليج جزءاً لا يتجزأ من قاع البحر سكانها الاسماك و الاخطبوطات بدلاً من البشر !!!!...
و من حقنا كضحايا التردي و الترهل في الاداء الحكومي أن نعبر عن نقمتنا على قادة العملية السياسية من الساسة الشيعة لأنهم كذبوا على ناخبيهم و استأثروا بالمناصب و الامتيازات التي قننوها لخدمتهم و خدمة أهليهم و أقاربهم و حواشيهم معتبرين أن باقي الشعب هم مواطنون من الدرجة الثانية و منهم من لا درجة له أساساً و أن كان جده سرجون الاكدي و لا مكان له في أرض سومر و آشور و أكد و بابل إلا في مكبات النفايات حيث تقبع بيوت الصفيح التي تحولت الى أحياء التنك و أحياء التجاوز في كل محافظات العراق بما فيها عاصمة الدولة الاسلامية الأقوى في التأريخ أيام عهد بني العباس المظلم ,, بل و في عاصمة ألاسلام المحمدي الاصيل حيث حكم خليفة الله في أرضه و سمائه الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في الكوفة ...
طبعاً من حقنا أيها الاخوة ,, لننم في بيوتنا قريري أعين و لنعتبر يوم الانتخابات يوم أجازة رسمية نقضيه بالتسلية مع عوائلنا أو نتزاور فيه بيننا و نجتمع على موائد الوان الطعام و من ثم نتصفح التويتر و الفيس بوك لنستمتع قدر المستطاع بالعطلة ,, و ليأت أخواننا أهل السنة الذين سوف يمارسون حقهم الديمقراطي في الانتخاب و الذي كفله لهم الدستور من كل حدب و صوب جالبين معهم كل قادر على التنفس من بني ملتهم شريطة أن يكون قد أكمل الثامنة عشر ,, حتى المرضى على أجهزة الانعاش القلبي عليهم الامتثال لهذا الواجب المصيري المقدس ,, بل حتى الذي أكمل الثلاثين بعد المئة و في حالة احتضار .. فخبرتهم العريقة في فن الادارة تعود الى الف و أربعمئة عام تعلموها من أبيهم الروحي و خالهم النسبي معاوية بن أبي سفيان تدفعهم الى أخذ حقوقهم كاملة غير منقوصة من غير منة من أحد ..
و طبعاً يمكننا أن نستأنف حياتنا الطبيعية فنذهب الى دوائرنا و أماكن عملنا و قد استبدلت أسماء أعضاء مجالس المحافظات التي يشكل فيها أخواننا أهل السنة و لو نسبة ضئيلة بأسماء جديدة فبدلاً من أن تسمع بالسيد عبد الحسين الموسوي مثلاً كعضو في مجلس محافظة بغداد تجد قد حل مكانه السيد عمر العيثاوي ,, و بدلاً من الاستاذ عبد الزهرة المياحي كعضو في مجلس محافظة الكوت تجد الاستاذ عثمان السعدون ,, الامر في بدايته مجرد تغيير أسماء ,, بل لن نجد منهم غير الخير و النعمة و لسوف تسير الامور الادارية تحت أيديهم بأكمل وجه و أفضل أداء ,, فهم أصحاب باع طويل في تسيير أمور البلد .. بل لربما يشاركوننا مواكب التعزية في أيام محرم الحرام و يسخرون إمكانات المحافظات لخدمة زوار الحسين عليه السلام ,,
أتوقع أن أخواننا أهل السنة أذا ما استلموا زمام المحافظات بعد مقاطعتنا نحن الشيعة للأنتخابات سوف يجهدون أنفسهم هذه المرة في خدمة المحافظات التي فازوا بمجالسها لا سيما بغداد و بابل و الكوت و الناصرية و البصرة و الديوانية و حتى كربلاء المقدسة ,, و لسوف يدعمهم أخوتهم في المصير المشترك من البعثيين الذين سوف يكونوا على رأس الحكومات المحلية في المحافظات التي لا وجود سني فيها تقريباً كالنجف الاشرف و لربما العمارة أن كانت معلوماتي صحيحة ,, و لسوف يحصدون القلوب الشيعية العراقية و التي تعاني دائماً من فقدان ذاكرة ,,
حتى إذا ما جاءت الأنتخابات البرلمانية القادمة ,, عمد إخواننا أهل السنة و قد امتلكوا مقدرات محافظاتنا المادية و البشرية الى العمل على القاعدة الشيعية الكبرى التي أصبحت تدين لهم بالعرفان و تتغزل بأنجازاتهم الخدمية الكبرى وفق محورين هما محور التنفير من الانتخابات التي سوف يظهرها الاعلام العروبي السني على أنها قنبلة هيدروجينية سوف تفتك بالوحدة الوطنية العراقية و تقتل روح الاخوة و تعرقل المسيرة البنائية التي يقود زمامها أهل السنة في المحافظات العراقية ,, و المحور الثاني كسب الاصوات الشيعية التي أصبحت واثقة بالقيادة السنية في العراق الجديد تحت شعار الاخوة و انعدام الفوارق المذهبية و محاربة الطائفية و التنازل للآخر كتعبير عن حسن نية و إبقاء الناجحين في مناصبهم لديمومة النجاح ,, و في يوم الانتخابات البرلمانية سوف يكون عرساً سنياً دولياً تشترك فيه المنظومة السنية العروبية في عموم بلدان العالم السني و لسوف تنصب كل الجهود من أجل إتمام العملية الانتخابية بنجاح منقطع النظير لن يكون له مثيل في شفافيته على ربوع الارض بفعل الآلة الاعلامية العملاقة التي لسوف تحشد فيها جميع المصالح العروبية و التركية و الغربية و الشرقية لأعادة التوازن الكافر بكل مقاييس العدل حيث يعود المستأسد السني الذي حكم العراق قبل ألف و أربعمئة عام ليحكمه من جديد ..
طبعاً في اليوم التالي للأنتخابات البرلمانية سوف نذهب الى دوائر عملنا لنجد أن صور الامام الحسين صلوات الله عليه قد القيت في كومة من الشعارات الدينية الشيعية المحترقة بالنار في باحات الدوائر الحكومية فقد صدر قانون من مجلس النواب ذي الغالبية السنية بأتلاف جميع الخرافات و الاساطير و التصاوير الشيعية المستوردة من دولة الفرس المجوس ,, و قد بادر السيد عمر عثمان عمر الأموي رئيس الوزراء العراقي الجديد بأعتباره أعلى سلطة تنفيذية بتطبيق القانون بحذافيره ,, ثم نفاجأ بأن ضريح الحسين و العباس عليهما صلوات ربي و سلامه قد أحيط بهما بسياج من الكونكريت المسلح ليحصر الدخول من باب واحد لمنع أعمال الخرافة و الشعوذات و الاخلال بالامن و البدع الدينية و القضايا الشركية كركضة طويريج و المواكب الموروثة من العهد الصفوي البائد ,,
كما نفاجأ بأن محافظاتنا الوسطى و الجنوبية قد أستوردوا لها محافظين من الشرقاط و هيت و راوه و عززوهم بمدراء أمن و مخابرات من بني عمومتهم ,, و أعادو فرقة حيدر الكليدار و باقي زبانية العذاب الطاغوتي ليستلموا إدارة المراقد المقدسة ,, و يحددوا شروط الاقامة لمراجعنا الفرس المجوس ..
و من ثم لتبدأ عملية سن القوانين و فق الرؤية السنية التي تضمن عدم وصول شيعي واحد الى سدة الحكم و اقحام الأكثرية الشيعية في قالب الاقلية الى نهاية عمر العالم ,, ثم لتقنن دستورياً عملية تحويل الثروة من الجنوب المنتج الى الغرب المستهلك ,, ليتحول ابن الوسط و الجنوب الى مجرد خادم ذليل مع اسرته المكونة من عشرين فرداً في بساتين التكريتيين و الرماديين و المصلاويين ,, ليرجع الشيعي العراقي مجرد وقف لنزوات الحاكم السني المتعطش لدمه و عرضه و ماله ..
قد يدخل مثقف أعلى منا همة فيقرأ مقالي و يقول أنه سفسطة ,, وقد يأتي متفائل فيقول مبالغة ,,و قد يأتي مواطن شريف يبكي من خشوع المواطنة فيقول طائفية مقيتة ,, و قد يأتي ليبرالي متحرر لدرجة التسامي كالنفثالين فيقول جهل ,,
لكنني أقول لهم جميعاً ,, بل هو واقع تأريخي عشناه في ظل البعث الكافر ,, و عاشه أجدادنا في ظل الدولة العباسية المجرمة ,, و نعيشه اليوم مع أخواننا أهل السنة ,, فلنتخلى قليلاً عن الامية السياسية ,, و لنصنع مصيرنا بأيدينا ,, فما جهود أعداء آل محمد في العراق اليوم إلا منصبة على الاستحواذ على دورة انتخابية واحدة في مجلس النواب ليسنوا قوانينهم التي تحكمنا و تحكم أبناءنا الى المئة سنة القادمة ,, ليبدلوا مناهجنا التأريخية فيجتثوا جذورنا ,, ليجعلوا من معاوية ويزيد خلفاء رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وولاة أمر الامة و ما الحسين صلوات الله عليه إلا خارج عن أمر و لاة الامر ,, و ليس مستبعداً أن يسجلوننا في سجلات الرق و العبودية كغرباء جاؤا من بلاد الفرس و استوطنوا ارض العراق اليعربية ,, ثم ليسنوا بكل ثقة هدم قبور أئمتنا معتبرينها معابد شرك واجب زوالها كما فعلوا بقبر العسكريين صلوات الله عليهما و كما فعل آل سعود بقبور البقيع ..