روايات التحريف عند السنة فهي كثيرة جداً أو صحيحة أيضاً ولكنهم يعتذرون عنها غالباً بكونها تحكي نسخ التلاوة تارة وتعدد القراءات تارة أخرى وأنها على حرف من الحروف السبعة ثالثة.
ولكن يشكل عليهم رأي ابن مسعود الثابت حتى في البخاري من كونه ينكر قرآنية المعوّذتين! وكذلك يشكل عليهم وعلى أجوبتهم وجود البسملة في القرآن الكريم في جميع سور القرآن إلا براءة، ويشكل عليهم رواية البخاري عن أبي أيوب الأنصاري بأنه كان يقرأ سورة الليل هكذا: (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَى, وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى, والذَّكَرَ وَالأُنثَى), وعندنا في القرآن هكذا (( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى )) (الليل:3)!
وهذا لا يستقيم عليه الجواب بالنسخ لعدم وجود معنى ومقتضي وحكمة من نسخ كلمة واحدة (ما خلق) ولا يستقيم أيضاً مع جوابهم بأن ذلك من تعدد القراءات لأن القراءات لا تعني حذف كلمة أو كلمتين وإنما هي كيفية لفظ كلمة .
ولا يصح إبدال كلمة بكلمة أخرى مرادفة هنا ليصح الاعتذار بأن القرآن نزل على سبعة أحرف لعدم وجود كلمة بديلة هنا، وكذلك لوجود كلمة (خلق) في كل الحروف السبعة في الكثير من مواضع ورودها في القرآن الكريم دون حذف أو تبديل، فدلَّ ذلك على عدم صحة الاحتجاج بالحروف السبعة أيضاً! فبطل كل ما يعتذر به عندهم من عذر نسخ التلاوة إلى القراءات وتعددها إلى الحروف السبعة المختلفة التي نزل بها القرآن لو سلّمنا بكل ذلك، وكله محل إشكال وتأمل أصلاً مع أن نفس القول بنسخ التلاوة يستلزم التحريف.
المصدر:موقع aqaed