إنتخاب مجالس المحافظات لسنة 2013 بين التردد والقرار
بتاريخ : 25-03-2013 الساعة : 08:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل ممد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنتخاب مجالس المحافظات لسنة 2013 بين التردد والقرار
بعد حرب 2003 للعراق ظهرت مجموعة من الأحداث والثقافات في الساحة العراقية لم يكن المواطن العراقي معتادا عليها نتيجة لسنوات القمع الوحشية التي عاشها المواطن بين المطرقة والسندانة بقيادة حزب البعث الظالم, وهي بدورها انعكست على البلد خلال السنوات العشر الماضية.
وبما أن البلد كان عرضة للتقسيم المخطط له مسبقا ـ حسبما نشرته وسائل الاعلام وتداوله رجال السياسة والمراقبون للوضع ـ فقد انبرى العديد الشخصيات في العراق للمحافظة على العراق أرضا وشعبا, وكان من بينهم أو أبرزهم سماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله, فوقف بوجه التيار وحافظ على ما يقدر الحفاظ عليه فكانت الانتخابات والدستور وغيرها من القرارات التي كان للسيد المرجع توجيهات وارشادات لظهورها بالشكل الاوفق بحسب ظاهر الأمور.
وقد انصرمت تلك الحقبة بكل ما حملته من آلام ومحن وصراعات سياسية وطائفية وعداء علني للعراق والعراقيين من قبل الكثير, حينها بدأت سمفونية التسقيط والخذلان تُعزف بكثرة في أروقة مختلفة تنادي بإجهاض العملية السياسية تارة وبمخملية الدستور تارة أخرى وبعدم إمكانية الرجال الذين تصدوا للعمل أول الأمر من إكمال المسير تارة ثالثة وهكذا دواليك, وكل يجر النار الى قرصه, أما في ساحات الجدّ والعمل فينطبق عليهم بيت دعبل الخزاعي عليه الرحمة انطباق الغلاف على الورقة:
{إني لأفتح عيني حين أفتحها ..... على كثيرين ولكن لا أرى أحدا}
وازدادت النغمات سعة واتساعا ثم تحولت الى صراخ فرح وصياح حزن لتأخذ الأرض والسماء بتسويق مبتغاها والتي يقف من ورائها أقوام زينوا صورهم وحسّنوا أشكالهم وهذبوا كلامهم ورغم هذا وذاك أظهروا سوءتهم كما أظهرها عمر بن العاص في صفين حينما أذاقهم أمير المؤمنين عليه السلام نكير سيفه وجحيم بأسه.
فوصل الحال الى مقاطعة الانتخابات لمجالس المحافظات لهذه السنة (2013) وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا فبمقاطعتهم للانتخابات يعتقدون ان العملية السياسية ستتوقف, أو سيأتي من هو خير من الموجود, أو سيلبي ساسة العراق مطالب الشعب, أو ...........
ويتناسون أنهم اذا قاطعوا الانتخابات تسلط على رقابهم أهل العهر والفجور الموجود نموذجهم في ساحات الذلة والخيانة في المنطقة الغربية, لست أدري هل اشتاق البعض الى الجلاّد الصدامي وحنّ الى ايامه؟ أم يعجبه المشي الى زيارة الحسين عليه السلام متخفيا بين قصب البردي يخاف ان يتخطّفه الناس من حوله؟ أم اشتاق ان يكون مرتب الموظف عُشر مرتبه الحالي؟ وكم هي الامثلة التي يختزنها الكثير من ابناء الشعب حول الظلم والاضطهاد الذي عاشوه إبّان النظام البائد, ولا أدري أيّ زهايمر مبكر أصيب به بعض أبناء البلد حتى راحوا يقدمون التنازلات بعد التنازلات من أجل أن يُذبحوا ذبح الخراف في اللطيفية وغيرها في المثلث المشؤوم وغيره.
هل يُعقل أن من بين آلاف المرشحين لمجالس المحافظات لا توجد قائمة مُرشحة للفوز تحوي على مرشح جيد! إنه من غير المنطقي القول بان الجميع لصوص وغير مهنيين وما الى ذلك من كلمات طالما ترددت في مثل هذه الأيام.
هذه الانتخابات ليست كسابقتيها لأنها هي الممهد الحقيقي لنجاح انتخابات البرلمان القادمة فاذا ما تم نجاح وانجاح انتخابات مجالس المحافظات لهذه السنة فانه يُحكم سلفا على نجاح الانتخابات البرلمانية القادمة بإذنه تعالى, والعكس بالعكس.
والقرار للغالبية المظلومة, التي شربت من كأس الظلم لعقود أربع من الحكم البعثي هل ترغب بعقد بعثي خامس بنكهة عروبية تحارب الشيعة والتشيع وضح النهار من دون ما خجل ولا حياء ولا اعتراف بالآخر.
أنا سأنتخب ليس لأنني حصلت على حقوقي كمواطن عراقي من الذين انتخبتهم بل لأني في معركة عليّ الهجوم تارة والدفاع تارة أخرى, وعليّ تقديم أقل الخسائر.
أنا لا أنتخب المرشح الكامل من كل الجهات بنسبة 100% لأنه لم يُرشح نفسه بعد!.
بل سأنتخب من فيه نسبة الصلاح لخدمة البلد أكثر من غيره بحسب ظاهره واذا ما انقلب على عقبه كما الذين خلفوه فأكون قد عرفت مرشحا لا يستحق صوتي.
ولي عودة إن شاء الله تعالى بموضوع آخر عن المرشحين لمجالس المحافظات والمرشحين لمجلس البرلمان.