حينما استشار رسول الله (ص) المسلمين قبيل معركة بدر ، فقد نقل مسلم عن أنس أن رسول الله (ص) شاور أصحابه حين بلغه إقبال أبي سفيان قال : " فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ثم تكلم عمر فأعرض عنه فقام سعد بن عبادة فقال : إيانا تريد يا رسول الله ؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها " (1) . المصدر:
(1) صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر، رقم الحديث: 3336
لماذا أعرض رسول الله(ص) عن رأي عمر بن الخطاب الجواب ..؟!
قال عمر : " يارسول الله ، إنها قريش وعزها ، والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت ، والله لتقاتلنك فتأهب لذلك " (2) . المصدر:
(2)الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة١٦٦، تاريخ الإسلام - المجلد الخاص بالسيرة النبوية - ص106
فرأي عمر لا يخلو من تخويف للمسلمين في تلك المرحلة الحاسمة وكأنه يشبه من قال فيهم الله تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
آل عمران : 173
إذاً أين شجاعته - المزعومة - التي تدعونها ونيل الشهادة في سبيل الله ..!
الجواب
أما عمر فاعترف بأنه رأى العاص بن سعيد بن العاص في بدر فهرب منه:« رأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه ، فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته وزُغت عنه! فقال إلى أين يا ابن الخطاب». المصدر:
(ابن هشام: 2/464).
ثم أنزل الله هذه الآية في معركة بدر:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلامُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَاْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }.(الأنفال: 15-16).