نعتاق من الدين والسياسة أم احتماء بالدين والسياسة في فلسفة القيادة والحكم
بتاريخ : 30-03-2013 الساعة : 01:45 PM
انعتاق من الدين والسياسة أم احتماء بالدين والسياسة في فلسفة القيادة والحكم ... الجزء الأول
إنه عنوان بدا لي موفقا ًإلى حدكبير وفق معطيات وتنظيرات سأحاول سردها بالـــــدلائل الواقعــــــــية الملموسة وعلى
ارض الواقع المعاش كما هي دون مبالغة أو تحيز؛لمدرسة أوتيارأو كتلةأو حزب أو قائمـــــة أو كيان بدأ يظهر بيننابعد
سقوط بغداد على يد الاحتلال الأمريكي هذا التيار ينعم بمساحة من الحضوروالاستقطاب بين جماهيره واتباعه ومريديه
ويؤكد وجوده بالفعل والقوة ولكن على اسس تجعله متأرجحا بين عمامة الدين وربطة عنق السياسة ؛ فهو حينا ًيتكأ على
الدين ويوظفه كوسيلة للوصول إلى غايته وأخرى يزيح حجره نحو السياسة لنفس الوسلة والغاية ؛ فلاندري أهو منعتق
من الدين والسياسة معا ًأم محتو ٍلهما معا وبالأرجحة التي اعتاد عليها منذعقد من السنين مدة تصديه للقيادة والحكم ...
بعد دخول المحتل الامريكي سنة 2003 ومابعدها اتخذ هذا التيار نهج المعارضة وعدم الدخول في خوض ضمارالنزاع
الديمقراطي من خلال صناديق الاقتراع لأنه رأى فيها باطلا ًبوجود المحتل ... بحجة مابني على باطل فهو باطل ولم تكن
تلك فكرته بل كانت رؤية هيئة علماء المسلمين كما صرح زعيم ذلك التيار فحتى لا تستأثرطائفة بكرسي الحكم والانتخاب
على طائفة أخرى تركوا الانتخاب مع من تركه .
بعدها ولأن التيار دفع برؤية ما انشأ له جيشا ًنحا بتسميته منحا ًدينيا ًعقائديا ًمقصودا ًكما سيتضح اختار المقاومة للمحتل
ولكن أي مقاومة؟!... المقاومة الشريفة ... كيف ومامعنى الشريفة ؟... أي تلك المقاومة التي تستهدف المحتل فقط لاغيره
وهنا بدأت معركته مع المحتل وبأسلحة تحصلوا عليها من بقايا اسلحة النظام الصدامي المقبور حرق فيها الأخضر واليابس.
ولكن ما كانت تراه المقاومة الشريفة لمن تصدى لها من من شاركوها القيادة والحكم ورضوا بالسياسة كسياسة وليس كما
رأى هؤلاء بمنظارهم للتنظير للباطل والحق من ثم القتال للمحتل الكافر المغتصب ؟!...
رأى ذلك التيار أن من يجابهه كمقاوم للمحتل فهو عميل راضخ للمحتل ومن هذا المنطلق أصبحت المقاومة الشريفة تستهدف
المحتل والعميل للمحتل ؛ بعدها تدخلت أطراف اقليمية بشكل أو بآخر لتوجد مقاومة أخرى في المناطق الغربية تمثلت بحرق
جنود الاحتلال في الأنبار؛ رغم أن الأنبار تسلمها المحتل دون مقاومة تذكر عند الدخول ... وبدأت تقاتل المحتل أيضا ًوتقاتل
العميل للمحتل ...
حتى رأت نفس تلك الأطراف خطرا ًفي اتحاد المقاومتين فافتعلت حادثة تفجير ات سامراء والتي كانت شرارة مقاومة الدفاع
عن النفس ؛ مقاومة شريفة للمحتل ؛ مقاومة شريفة للمحتل والعميل ؛ مقاومة للدفاع عن النفس وهكذا بدأ التأرجح على وترٍ
ديني محض من ثم التنزل لمرحلة الدفاع عن النفس أي أنها تحمي نفسها ولكن كيف بالمحاكم الشرعية وقتل البعثيين من كان
منهم تتلطخ أيديه بالدماء أم لم تتلطخ فحمة الغضب لا تعرف أحدا ًوالتفرد في الرؤية لا تستوعب رأي أحد ؛ من ثم بدأت حملة
لتنظيف الشارع العراقي من الخارجين عن الدين والمتجاوزين عليه والمتعاونين بشكل أو بأخر مع المحتل كناقل للبضائع و
المترجم وهذا وذاك ...
وبعد أن صبغ اللون الأحمر سماء زرقاء وبرز اللون الاسود يلوح على الحيطان للندب والعزاء ولفظ الطب العدلي جثث القتلى
مرارا ًوتكرارا ً، وبعد أن وجدت المقاومة الشريفة نفسها عاجزة عن قتال المحتل انبثقت فكرة أخرى للتأرجح هذه المرة نحو
التجميد للمقاومة وجيشها وفق شروط بدت لا بأس بها لخوض غمار السياسة ...
والسياسة في عرفها وايدلوجيتها بل ستراتيجيتها لا تعترف بالمثاليات والاحكام المطلقة بالمقارنة مع الدين وأحكامه وشرائعه
ومن هنا بدأت التنازلات والانعطافات وتخفيض سقوف المطلقات والصراخ بالمبادئ العالية ؛ ولكن كي يخرج ذلك التيارمن
اسسه للاستقطاب من خلال الدين فقط بدأ يوائم بين الدين والسياسة أو يرجح الدين على السياسة أو العكس وبالتبرير أوالاسقاط
كيف ...؟!...
بعد التجميد وبيع الاسلحة وتسليمها إلى عملاء المحتل ...!!!... مقابل الدولارت ؛ تنازل التيار ودخل في العملية السياسة و
خاض غمار ديمقراطية صناديق الاقتراع وبوجود المحتل مع شطب مابني على باطل فهو باطل وبررت العملية بعدم ترك
الساحة للعملاء كي يقودوا العراق الجديد..!!.. من ثم انضموا لمن وصموه بالعمالة في ائتلاف وطني ودخلوا معه معترك
السياسة وحاولوا ان يختاروا حليفا ًمن بعض العملاء وفق رؤيتهم ليصبح رئيسا ًللدولة لماذا ؟!... لأنه كان متحيزا ًلهم على
غيرهم من المقاومين المدافعين عن نفسهم ضد المحتل والعملاء... حتى فشلت مساعيهم لأن هؤلاء فرضوا لدخولهم في تلك
اللعبة السياسية الجديدة تغيير هذا الحليف المنحاز ؛ وهنا تم اختيار نوري المالكي لرئاسة الوزراء كبديل مرضي لكل الاطراف
وفيما كانت العملية السياسيةتسير وفق اللون الاحمر المعتاد سئل المتحدث الرسمي للتيار عن وجود البعثيين في تياره فقال في
ذلك المضمارما اعتمد كوجهة وقاعدة للعهر السياسي وإصابة الآخربل وإقعاد الجميع على نفس بساط العورات السياسية ...
قال :- " كل الكتل والاحزاب مخترقة من قبل البعثيين " ...!!!... وهذا اعتراف صريح باختراق البعث لذلك التيار ماأفاد ذلك
التيار في نسب أكثر الاعمال المنحرفة عن الخط الديني والاتفاق السياسي في قواعده وجيشه وحزبه للمندسين تحت عباءة
التيار...
من ثم اصبحت هيئة علماء المسلمين ورئيسها الضاري بعد أن كانت مجاهدة وبلسان زعيم التيار إلى معادية وحليفة للقاعدة
والبعث ؛ واصبح المنشقون عن التيار من المقاومة غير الشريفة تقتل الجميع دون استثناء ...!!!... ولكن الذي يبدأ بالتنازل
ويحاول أن يصل للقيادة والحكم مع الظهور بالثوب النظيف أو بأقل الأدران لن يتخلى عن طموحه بتلك الســـــهولة فكان أن
أصبح الحليف خصما ًوخرج من دائرة المماشاة التي اعتادوها من سابقه ؛ فعادت الاسلحة للظهور هذه المرة دفـــاعاً عن
النفس وتثبيتا ًلحقوق موهومة والتبيع مع من يتبع والتواجد على الساحة يفرض القتال بين من يتشارك في العملية السياسية
فلا مندوحة من التذكير بالجيش وسلاحه وفتكه وقوته ...
بعد ذلك بدأت السنين تمضي لتوصلنا إلى استحقاق انتخابي آخر ظهر فيه التيار كقائد للمقاومة التي تحدثنا عنها وكقائدلحزب
سياسي موفور الأتباع ما جعله يغتر بالدخول في العلية السياسية بمفرده ...