[زهير الخطاط]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وصحبه المنتجبين ومن والاهم الى يوم الدين
(( الصراع بين الامويين ومبادئ الاسلام ))
لقد استوقفني هذا العنوان لكتاب ألفه الدكتور نوري جعفر وقدمه الدكتور حامد حفني داود من القاهرة ونعرض اليوم فقط المقدمة التي كتبها الدكتور حامد حفني داود ليطلع المسلمون على الامويين وما فعلوه بالاسلام والمسلمين من تاريخهم الحقيقي ( من كتب أهل السنة ) الذين اوجدهم معاوية ليغيروا مسار الاسلام... واترك مقدم الكتاب يكمل الموضوع ....
(( في هذا الكتاب يقدم لنا الدكتور نوري جعفر عن عقيدة أخلصها وأصفاها لمبادئ الاسلام العديد من مساوئ بني أمية التي كانت ثلمة لاترأب في صرح الاسلام المجيد . وهي لاتزال الى اليوم وصمة في تأريخهم منذ أمسكوا بزمام الحكم حتى سقطت دولتهم على يد العباسيين سنة 132 هجرية.
انه وثق كل ما جاء من مواقف بني أمية ضد مبادئ الاسلام السمحاء بالعديد من الروايات المبثوثة في المصادر والمراجع كما أتحف هوامش الكتاب بالكثير من تراجم الاعلام الذين ورد ذكرهم في ثنايا كتابه.
تناول المؤلف في هذا الكتاب العديد من القضايا التي خرج فيها بنو أمية عن المثالية الاسلامية التي وضع الرسول أساسها وسار عليها الخلفاء الراشدون كل بقدر اجتهاده حتى بلغت في الخلافة على القمة التي لايعلوها قمة من أخلاقيات الاسلام ومبادئه وقيمه.لولا ان هذا النهج المثالي الذي شرعه علي وبرأ فيه نفسه عن ادعاء الكمال حينما اسندت اليه الخلافة سرعان ما هوجم من معسكر البغي والعدوان من بني أمية وأعوانهم...ان بني حرب كانوا دائما في موقف مضاد لبني هاشم الذين كانت لهم الريادة والرفادة والسدانة للكعبة والبيت الحرام..وكانت لهاشم جد هذا البيت رحلتا الشتاء والصيف وهما الرحلتان المذكورتان في سورة قريش وخص الله بهما بني هاشم قبل غيرهما..
فلما كان الاسلام تحول التنافس الى عداء شديد لا يطاق وسبب هذا العداء – كما هو معلوم ان الله ارسل نبيه من هاشم ولم يرسله من بني حرب جد الامويين.. فاخلاق الهاشميين أخلاق تعتمد على الاباء والنجدة والمرؤة والسؤدد وازدادت في الاسلام حين بعث اليه حبيبه محمدا كمالا على كمالها وارتقت اخلاقهم من مراتب النجدة والشجاعة الى مراتب الايثار ونكران الذات والعمل بما جاء من آداب المؤمنين في القرآن..
فكان النبي ومن حوله من الهاشميين وفي مقدمتهم الامام علي مركز اشعاع لهذه الاخلاق الحميدة..
أما آل حرب فكانوا الى النقيض من هذه الاخلاق على الرغم من كونهم ابناء عمهم ويجمعهم في النسب من قريش عبد مناف بن قصي والد هاشم جد هؤلاء السادة وأمية جد معاوية ابن ابي سفيان...
العداء لم يكن آتيا من الهاشميين وكيف يصدر عنهم وهم المتخلقون بأخلاق القرآن وفيهم سيد الانبياء وعلي بن أبي طالب ابن عم النبي والعباس بن عبد المطلب عم النبي... وانما كان مبعث هذا التنافر والتحدي منبعثا من آل حرب ((بني أمية)) وسبب ذلك انهم رأوا السؤدد والدين كله في ظاهره وباطنه في الهاشميين وان هؤلاء حملوهم على الاسلام حملا وقد نالوا منهم في موقعة بدر فقتلوا الكفار من آل أمية كما قتلوا أبنائهم وأعمامهم...فتحول انتصار آل هاشم على آل أمية تحت راية الاسلام في موقعة بدر الى كره عنيف وحقد دفين في قلوبهم..وتركز هذا البغض والعداء في رواسبهم النفسية، فكان ما كان من معاداة للامام علي في الصورة المؤلمة التي بسطتها كتب التاريخ...
ومن هذا المنطق العقائدي ولدت الفتن والملاحم بين الاسرتين القرشيتين...
ولقد حاول المؤلف أن يفصح عن موقف الأمويين ضد الاسلام فأفاد الكثير مما كتب..
وحق له أن يتحدث عن مساوئهم وعما عرفوا به من خيانة وغدر بالقيم واقتراف الكثير من الجرائم الاخلاقية كالزنا ومعاقرة الخمرة وارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن فضلا عن الاحتيال في الدين ونقض للعهود وكذب على الله وآل بيت نبيه واستحلالهم للعن الامام علي الذي فيه يقول الرسول:
(( من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى ))
استعرض المؤلف كل هذه الثغرات الاخلاقية التي تدين تدين بني أمية وتضعهم في موضع غير كريم من تاريخ الاسلام...
...ان الامام علي ومن حوله ومن بعده من الهاشميين كانوا يمثلون المعسكر المثالي في الاسلام الذي يؤمن بالمثل والمبادئ والقيم وهو المبدأ الذي يؤثر فيه المثاليون القيم الاسلامية على حظوظ الدنيا , بينما كان الأمويون يمثلون المعسكر الواقعي المتطرف الذي لايرى الاشياء الا بالمنظار المادي واتباع هذا المعسكر يضحون بكل شئ من أجل الدنيا ولا بأس عندهم من أن يبيعوا دينهم من أجل عرض زائل في الدنيا ولا مانع في نظرهم ايضا من اصطناع الكذب والخيانة والرشوة وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق ليصلوا الى دنياهم بالطريق غير المشروع..
والتاريخ شاهد على هذه الآثام التي ارتكبت على حساب الدين ... ))
نكتفي بهذه السطور ليطلع المسلم على التاريخ بلسان أهل السنة أنفسهم..والذي يرغب بقراءة الكتاب يمكنه كتابة العنوان على ( كوكل) ليتمكن من تنزيله كاملا... اما انا فسأكتب تلخيصا لبعض المواد المهمة من الكتاب عندما يسمح لي المجال , والله من وراء القصد..