الكل يتحدث عن الطائفية و يعلن رفضه لها و يستنكر الاصوات الداعية إليها ,, لكنني أرتأي أن اطرحها اليوم أمامكم على طاولة النقاش لتتناولها مباضع أقلامكم بالتجريح و التشريح لعلنا نتوصل الى قراءة نتفق عليها كشيعة نحدد على أساسها موقفنا من الانتخابات المصيرية القادمة ,,
هنالك مساران للتعاطي مع الطائفية في العراق ,,
أولهما المسار السني ,, و هو مسار يملك عمقاً تأريخياً يمتد بجذوره الى مؤسس الدولة القومية السنية في التأريخ الاسلامي و أقصد به إمام البغي معاوية بن أبي سفيان صاحب عام السنة و الجماعة الذي نجح في ترويض المجتمع العربي المسلم و تربيته و مسخ كل بقايا الاخلاق و القيم و ألبسه ديانة الاعراب بكل تفاصيلها لدرجة أنهم لم يعودوا عُرُباً كما يزعمون فآل أمرهم بعد عقدين من حكمه أن إجتمعت كلمتهم على قتل ابن رسول الله صلى الله عليه و آله و سبي حرمات الله و رسوله و حرق خيامه كي لا يبقوا من معالم الرسالة الحقة الخاتمة أي أثر بحسب مخطط إجتثاثي وضعوه ليستبدلوا دين السماء الذي ذبحوه عطشانا عند شاطئ الفرات و سحقوا صدره بحوافر الخيل بدينٍ يستبيح الفروج المحرمة و يغتصب الاعراض و يشرب الخمرة و يلعب بالنرد و القرود ثم يصلي بهم جماعة في مساجدهم العامرة بالفسقة الفجرة الذين لا يعترفون بأية قيود دينية و أخلاقية تردعهم عن ظلم العباد و تقتيل الاتقياء ,,
و هذا المسار اليوم يلعب ورقة الطائفية بحرفة متقنة لدرجة الابداع فيها ,, فهو يجند الالآت الاعلامية في ربوع الارض ليجعل منها حائط مبكى يستعرض عليه مظلوميته التي يلاقيها من ساسة الشيعة في العراق الذين ألبسهم بمشيئتهم أو بعدمها عباءة الطائفية ,,
و في نفس الوقت يحرك أوكاره و شوارعه بمشروع التحزب و التزيل و الحشد الطائفي بقطاعاته المسلحة و المجردة ليدعوا الى قيامة سنية لا يقف زحفها إلا في طهران لقطع رأس الافعى التي خرجت من قم فعشعشت و باضت و فرخت في العراق و لبنان و البحرين و جميع بقاع الدنيا عندما شاءت حكمة الله أن يقود الإسلام المحمدي الاصيل اليوم أولاد رسول الله بعد ألف و أربعمئة عام من ذبح آبائهم و سبي نسائهم و سحق صدر الوحي الالهي بحوافر الخيل ,, لأظهار الطرف الشيعي ,, المالك التأريخي لأرض الرافدين التي تعود ملكيتها الى سيد آباء بني هاشم إبراهيم الخليل صلوات الله عليه قبل أن تلوث أقدام الاعراب ترابها بآلاف السنين ,, مظهر الغريب الغاصب للتراب و الماء و الهواء القادم من خارج الحدود ...
و المسار الثاني في عملية التعاطي مع الطائفية هو المسار الذي يعتنقة شيعة العراق ,, و هذا المسار مع شديد الاسف لا يزال من ناحية التقييم السياسي الواعي يدور في فلك حواضن الخدج السياسية على مستوى التطبيق الفعلي في ساحة الصراع السياسي و على مستوى الاعلام بل و حتى على مستوى التعاطي الاجتماعي و لأكون أكثر وضوحاً أقول حتى على مستوى المؤسسات الدينية الأكبر في العراق ,,
فالتعاطي الشيعي مع الطائفية لا يزال تعاطياً خجولاً فقيراً خافتاً لا يرتقي الى مستوى التحدي أبداً ,, الامر الذي ولد سلسلة من التنازلات السياسية و الاجتماعية لدرجة أن راح بعض الدخلاء على علم السياسة و عملها يحنون ظهورهم العريضة أمام أقدام الثائر السني ليمتطيها كما تمتطى البهيمة بدعوى الدفاع عن المظلوم الذي لا تزال أنيابة تقطر من دماء الشيعة ,,
لذا فأن أحداث المستقبل القادم من خلف الضباب ,, أو الغبار الاصفر ,, لا فرق ,, تنذر بنتائج قد لا تقل عن نتائج حكومة يزيد بعد تخاذل الناس عن نصرة الحسن صلوات الله عليه ,, ما خلا فاجعة كربلاء ,, و قد لا تقل عن نتائج ثورة العشرين التي أعلن بعدها الملك فيصل الاول أن العراق خلق ليحكمه السنة العرب ,, و لا عن نتائج تقاعس شرائح المجتمع بمختلف صنوفها و مستوياتها عن نصرة السيد الشهيد محمد باقر الصدر فكان أن ثبتت مخالب صدام النجس الرجس في ملك العراق و فٌتحت أبواب جهنم على شيعته فأستعر أتون حرب الثمان سنوات و ما تلاها و الذي قضى على ملايين الشيعة في حين ما كنا لنخسر واحداً من ألف لو كنا ثائرين بوجه نغل تكريت ,,
و عليه فأن المرحلة القادمة هي مرحلة مفصلية في تقرير المصير الشيعي في العراق فأما أن نثبت أننا اصحاب الارض التي تعود ملكيتها التأريخية لأبراهيم الخليل الاب الصلبي لأئمتنا الذين نتشيع لهم و أننا الاكثرية الكاثرة في العراق و أن من يشغل منصب رئيس الوزراء بغض النظر عن هويته هو شيعي لا يتزحزح من منصبه لمجرد أن أعراباً في الغربية إرتأوا أن يزيحوه بالرقص الاسلاموي الداعر ,, و من يملك حق إزاحته و إبقائه في منصبه هم بنو ملته من شيعة آل محمد و لا يزاح إلا بصناديق الاقتراع و ليس بالثورات التي تمزق صفنا و تفت في عضدنا ,,
و إما أن نبدأ بحفر المزيد من القبور الجماعية إستعداداً ليوم الثأر السني القادم على إعدام طاغية الاعراب و زبانيته الانجاس و على مجرد جرأتنا في حكم العراق و التطاول على كرسي قعد عليه المستكلب السني قروناً من الزمان راصفاً جماجم آبائنا و أجدادنا طرقاً معبدة تحت قدميه ,,
فكما أن أسلافهم من كلاب بني أمية طالبت الحسين صلوات الله عليه بدماء الكفرة الفجرة من عتاة المشركين الذين قتلهم إمام المتقين في بدر و حنين فأن أحفاد هند و ميسون و أولاد خندف و صبحة لمطالبيكم بثأر طواغيت العوجة ..
فإلى كل شيعي عراقي يمقت الطائفية حد السقم أغمض عينيك قليلاً و تجرع كأسها لمدة ساعة واحدة تذهب فيها الى مراكز الاقتراع لتنتخب بدافع الطائفية و الطائفية فقط ثم افتح عينيك بعدها و عد لمقت الطائفية من جديد و عش سعيداً بكل أحلام الوطنية بيقظتها و نومها ..