|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 10-04-2013 الساعة : 08:54 AM
بيان أبناء الشيخ الفضلي في رحيله (رضوان الله عليه)
مـاذا سيكـتبُ في تأبينـكَ القلـمُ
وفي فؤاديَ أضحـى يحـفرُ الألمُ
وها هو الجـرحُ منِّي يستحيلُ لظىً
مِن المصابِ و ركنُ الصبرِ منحطمُ
يا راحلاً كم زهى بالعلمِ مجلسُــهُ
عِـبْـرَ السِّنينَ يُجَلِّـي حُسْنَه الكَلِمُ
لله درُّكَ ما أسمــاكَ مِنْ عَلَــمٍ
للعلمِ عشتَ وفيه كنـتَ تُحْـتَـرَمُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ببالغ الحزن والأسى ووقع الألم وصدى الجراح، ننعى فقيدنا الغالي سماحة الوالد العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي قدس الله تعالى روحه الزكية وتقبله بقبوله الحسن مع أوليائه محمد (ص) وآله.
إنا لله وإنا إليه راجعون، إنها الساعة التي اختارها الله (عزَّوجلَّ) ليختتم هذا الرجل العظيم حياته الزاخرة بالعلم والجهاد، بعد أن عاش مراحلها في عطاء دائم وإشراقات متواصلة لم يتوقف لحظة في مسيرته العلمية والعملية التي رسمها وأتقن العمل في إنجازها وتحقيق مشاريعه واحداً تلو الآخر.
كان في مرحلته النجفية أستاذاً ورائداً من رواد الجيل النجفي في عصره الذهبي شارك في بناء النهضة الحضارية النجفية بقلمه المبارك مع أساتذته المظفر والتقي الحكيم وتنظيره وجهاده مع أستاذه الشهيد الصدر والكوكبة المؤمنة العاملة من رفاقه، وكأن القدر أراد أن يحكي لنا عمق علاقته بأستاذه الشهيد الصدر فكان رحيله في يوم ذكراه (قدس الله نفسيهما وجمعهما عنده في الأبرار والصالحين).
وواصل بعد خروجه من العراق دوره التعليمي والتربوي والرسالي في الجامعات والمجتمعات التي سكنها فكان دوره الكبير في تربية جيل مثقف وأقلام واعدة عبر الدرس الأكاديمي والمحاضرات والندوات ومجلسه اليومي المبارك (دارة الغريين)، ويدل هذا الاسم على عمق علاقته الروحية بالنجف الأشرف.
وأهم إنجاز في مسيرته المباركة كان مشروعه في تجديد مناهج الدرس في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، والذي استمر في إكماله خطوة خطوة في كل مراحل حياته حتى أتمها (موسوعةً جامعةً) في ست مجموعات (مجموعة أصول الفقه ومجموعة المعارف العقلية ومجموعة علوم القرآن والحديث والمجموعة الفقهية ومجموعة علوم اللغة العربية ومجموعة المعارف العامة)، إضافة لمؤلفات وبحوث وتراجم في مجالات فكرية متعددة.
لم يكن سماحة الشيخ (رضوان الله عليه) يحب الظهور والأضواء مقتدياً بتواضع والده (قده) فعاش في الظل يقرأ ويكتب ويُعلّم ويعمل في سكون، ولعله أراد أن يعطي الدرس العملي للإيمان والتواضع الذي يبتعد دوماً عن زخرف الحياة وزبدها ويهتم بما ينفع الناس من فكر وعطاء.
نودعك اليوم يا أبتاه... بعد أن ملئت دنيانا بروحك الطاهرة وفكرك المنير وقامتك الشامخة التي يشعر ويفخر بها كل من انتسب إليها نسباً طبيعياً أو نسباً معنوياً، فكل تلاميذك اليوم افتقدوا فيك الأب المربي والعالم الأستاذ، وكل المجتمعات التي عشت فيها في البصرة والنجف الأشرف وجدة ومثلث البحرين الحضاري تعتبرك من رجالاتها وقادتها، وكل الحوزات والمعاهد العلمية والجامعات الأكاديمية في العالم الإسلامي تنعاك اليوم وتدعو لك بالغفران والرحمة.
فباسم كل هؤلاء وباسمنا نرفع أيدينا بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يتغمد روحك الطاهرة بواسع رحمته ونبتهل إليه تعالى أن يحشرها مع محمد وآله الأطهار وأن يلهمنا وكل أخواننا المؤمنين الصبر والسلوان.
لقد فقدت الأمة الإسلامية اليوم رجلاً من رجالات الفقه وعلومه ورجالات العربية وآدابها ورجالات الحكمة ومعارفها، أفناها في خدمة الفكر والمبدأ، وبكل ما لديه من طاقة، حتى خرج من هذه الدنيا راضياً مرضياً، لأنه قدّم بين يديه في عالمه الآخر الذي ذهب إليه هذه السيرة العطرة، وخلّف وراءه في عالمنا هذا هذه الذكرى الحسنة.
فسلامٌ عليه في هذه، وفي تلك.
أبناء الفقيد العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي
28 جمادى الأولى 1434هـ (9 أبريل 2013م)
|
|
|
|
|