قال تعالى ( و اذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيا )
اجمع مفسري المخالفين ان المقصود في الاية الكريمة هو اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليهما السلام
نتفق معهم ان اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام كان نبيا وايضا كان صادق الوعد لكن غاب عن بالهم ان اسماعيل بن الخليل عليه السلام لم يكن رسولا ولم يرسل الى اي قوم بل مات عليه السلام قبل النبي الرسول ابراهيم الخليل عليه السلام
تفسير مذهب اهل البيت عليهم السلام
هذا إسماعيل (بن حزقيل) صادق الوعد احد انبياء بني اسرائيل بعد موسى عليه السلام بالعبرية اسمه صموئيل او شموئيل , ضحى بنفسه بعد ان كذبه قومه فقتلوه وسلخوا فروة رأسه وجلد وجهه وفي هذا الموقف والمصاب ولتعبير النفس فإن إسماعيل (عليه السلام) يذكر مصيبة الحسين (عليه السلام) ويتأسى به , فنسمعه لا يطلب النصر على الأعداء في تلك الواقعة بل يدعو الله تعالى ان يكرّه ويرجعه كما يرجع الحسين (عليه السلام) فيكون معه ويدعو ان يرجع أعداءه كما يرجع أعداء الحسين (عليه السلام) فينتقم من أعداءه في الرجعة كما ينتقم الإمام الحسين (عليه السلام) من أعداءه في الرجعة , ويشير لهذا المعنى :
أ- عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (ان إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا) لم يكن إسماعيل ابن إبراهيم , بل كان نبياً من الأنبياء , بعثه الله عز وجل إلى قومه , فأخذوه وسلخوا فروة رأسه ووجهه , فأتاه ملك فقال : ان الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت , فقال إسماعيل (عليه السلام) : لي أسوة بما يصنع بالحسين)
ب- سئل الإمام الصادق (عليه السلام) , عن إسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول : (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد) , أكان إسماعيل ابن إبراهيم .... ؟ ..... أجاب الإمام (عليه السلام) : .... (انه) إسماعيل بن حزقيل النبي , بعثه الله إلى قومه فكذبوه وقتلوه وسلخوا فروة رأسه وجلد وجهه , ..... فغضب الله عليهم , فوجه سطاطائيل ملك العذاب , فقال له : يا إسماعيل إنا ملك العذاب وجهني رب العزة إليك لأعذب قومك بأنواع العذاب , ان شئت
فقال له إسماعيل(عليه السلام) : لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل
فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا إسماعيل ؟
فقال إسماعيل (عليه السلام) : يا ربي انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية , وأخبرت خلقك بما يفعل بالحسين بن علي من بعد نبيها ....
وانك وعدت الحسين (عليه السلام) ان تكرّه (ترجعه) إلى الدنيا حتى ينتقم ممن فعل ذلك به , فحاجتي إليك يا ربي ان تكرّني إلى الدنيا حتى انتقم مما فعل ذلك بي , كما تكر الحسين (عليه السلام) . فوعد الله تعالى إسماعيل بن حزقيل ذلك , فهو تعالى يكرّه مع الحسين بن علي (عليهما السلام) .