بدأت في العاصمة الإيرانية طهران، الاثنين 29 ابريل الجاري، فعاليات مؤتمر "علماء الأمة والصحوة الإسلامية" الدولي والذي استغرق يومين. والأمانة الدائمة للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية تنظم هذا المؤتمر الذي من المقرر أن يستغرق يومين بمشاركة واسعة لعلماء ومفكرين وأصحاب الرأي وباحثين مسلمين من جميع أنحاء العالم في العاصمة الايرانية طهران.
وبحسب منظمي المؤتمر هنالك نحو 500 مشارك يأتي من خارج البلاد للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي كما أن هنالك 200 خبير ومفكر إيراني سيشاركون فى اعمال هذا المؤتمر وهنالك 350 مقالة قد تم إرسالها الى أمانة المؤتمر ليتم عرضها خلال مؤتمر "علماء الأمة والصحوة الإسلامية".
ولقد افتتح المؤتمر أية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي بكلمة أكد في مستهلها أن الصحوة الاسلامية تشكل أولوية للعالم الإسلامي وللعالم قاطبة. وشدد الامام الخامنئي على أن ما نشهده اليوم هو خروج الإسلام من الهامش واضطلاعه بدور في المعادلات مضيفاً ان الرجعيين والمستكبرين لا يريدون حتى التلفظ بمصطلح الصحوة الإسلامية. وأوضح الامام الخامنئي أن الشرارة الأولى للصحوة الإسلامية انطلقت عندما بدأ الاستعمار باحتلال البلدان الإسلامية؛ مبيناً أن الكثير من أسماء علماء الدين اللامعة كالإمام الخميني(ره) سطروا ملاحم في مواجهة الاستعمار؛ وإن الآلاف من علماء الدين كان لهم دور كبير في اصلاح مجتمعاتهم .واضاف الامام الخامئني على أن الصحوة الإسلامية تحظى بدعم الأمة وتزعج الأعداء؛ مؤكداً أن الصحوة الإسلامية بدأت بإزعاج الغرب لكونها ستقف بوجه غطرسته .
ولفت الامام الخامنئي بالقول: من الخطورة بمكان أن يركن العلماء لملذات الدنيا وأن تفقد الأمة الثقة بهم محذراً من أن القوى الدولية تشير إلى مرجعيات غير موثوقة وعلى علماء الدين الحذر من هذه المخططات. ورأى سماحته ان الاهداف السامية للصحوة الاسلامية والخطط طويلة الامد ستضئ طريق الامة الاسلامية مشددا على ان الحضارة الاسلامية يجب ان تكون قائمة على العدالة . وأكد على ان باستطاعتنا ان نكسر احتكار قوى الغطرسة منوها الى ان ترجمة الاهداف السامية في المجتمع الاسلامي تتطلب توظيف تعاليم القرآن الكريم ونبذ المظاهر السلبية الغربية .
وفي جانب اخر من كلمته اكد الامام الخامنئي على ضرورة استخلاص العبر من دروس الماضي منوها الى محاولات الغرب الرامية لالصاق تهم الغطرسة والظلم بالدين الاسلامي وقال "ان الذين اعتمدوا على أميركا فشلوا في حل أدنى مشكلة من مشاكلهم و الخلافات هي إحدى الاخطار التي تهدد الصحوة الاسلامية التي خسرها البعض من خلال التبعية لاميركا" .
ويتطرق المشاركون الى مناقشة 6 محاور رئيسية وهي "الأسس النظرية للصحوة الإسلامية" ، و"دور العلماء في الصحوة الإسلامية"، و"العلماء؛ والإمكانيات والتحديات في العالم الإسلامي"، و"نوع الحكومة المطلوبة في الإسلام"، و"العالم المستقبلي ومكانة الأمة الإسلامية"، و"الرسول الأعظم (ص) محور الأمة الإسلامية".
ومن الموضوعات التي يهدف المنظمون والمشاركون في المؤتمر الى مناقشتها هي "إحياء المباديء وتطبيق القيم والأهداف الإسلامية وفق الشريعة الإسلامية والقرآن الكريم"، و"إحياء تجديد العزة والكرامة الإسلامية والوطنية في الدول الإسلامية"، و"تكوين قوة إسلامية دولية وخلق حضارة إسلامية جديدة على أساس الدين والعقلانية والعلم والأخلاق"، و"خلق مناخ للتعامل بين التيارات المختلفة والشخصيات والوجهاء، ونقل التجارب والخبرات بين الحركات"، و"مواجهة التدخلات" وغيرها من الموضوعات المهمة التي ستتم مناقشتها في هذا المؤتمر خلال اليومين.
ومن المحاور الأخرى التي يتم التطرق اليها في هذا المؤتمر هي "فاعلية جبهة الكفر والاستكبار في بناء نظام سياسي جديد"، و"تقديم نموذج الديموقراطية الاسلامية بدلاً من نموذج الديموقراطية الغربية"، و"محاربة الظلم والقهر والهيمنة الأحادية"، و"الإمبريالية العالمية والصهيونية العالمية"، و"تعزيز الروح الوطنية واحترام الذات في مواجهة الدعاية الاعلامية والنفسية لنظام الهيمنة".
وتعقد اللجان المتخصصة والمكونة من علماء الدين من مختلف المذاهب الإسلامية جلساتها للبحث في آفاق وتحديات الصحوة الإسلامية والمقاومة والمقدسات والفتنة المذهبية والتخويف من الإسلام.
ويشارك في هذا المؤتمر أكثر من ستمئة وثلاثين عالماً ومفكراً من مختلف الدول والمذاهب إلى جانب ناشطين سلفيين وجماعات أخرى يطرحون وجهات نظرهم في جلسات تخصصية.
كما يتناول المؤتمر الأزمة السورية حيث يعقد العلماء والمفكرون اجتماعات عامة لمناقشة آخر مستجدات الساحة السورية.
يشار إلى أن المؤتمر سيتم تغطيته من قبل 400 مراسل داخلي وخارجي يمثلون 250 وسيلة إعلامية.