لم يكن غريباً سقوط الضحايا، وبهذه الاعداد والمواقع.. واستمرار العمليات الارهابية وسقوط المزيد من الشيعة والسنة وقوات الدولة.. فالشيعة استهدفوا قبل التغيير، كما استهدف الكرد والتركمان واهل السنة وغيرهم..
لذلك عندما يأتي بعضهم اليوم ويتكلم عن معركة مفتوحة، فهو يجهل انها مفتوحة منذ امد غير قصير..وان ايقاف اذى صدام لم يتم بقتل من يحمل هويته المذهبية.. وتدمير جغرافيته.. بل كانت بتعزيز جهاديتنا ومجاهدينا، وبعزل صدام وتجريد قوته من استغلال دولة وشعب ودين ومذهب.. وتطويقه بالحلفاء الوطنيين، وبالتناقضات الاقليمية والدولية. هذا كان العمل الحاسم الذي انهى الظلم.. وليس ما دار من دعوات جرت في وقتها ايضاً لقتل الابرياء بالابرياء.. وقوله تعالى"ولا تزر وازرة وزر اخرى".
فلا جديد "فالقتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة".. اما الجديد فهو دعوات هذا الطرف او ذاك لحرب مفتوحة شيعية/ سنية.. وهو ما رفضه ائمتنا وسلفنا ومراجعنا وعقلاؤنا بشدة، ليس عن ضعف وخوف.. بل ايماناً وحكمة وشجاعة وحسن مآل..فالباطل لا يضرب بالباطل بل بالحق.. وخلافه سقوط في منطق الظلم والارهاب ليس الا.
لم يكن من يعذبنا ويعتقلنا ويهجرنا ويقتلنا عناصر صدامية من السنة فقط، بل كان الكثير منهم من الشيعة وغيرهم.. فنحن لا ننظر لهوية الفاعل بل ننظر لظلمه وفعله. اما بعد التغيير فالارهاب والقتل استهدف الجميع ايضاً.. ولاشك ان نصيب الشيعة اكبر لاغلبيتهم اولاً، ولانتقال قواهم لمراكز الدولة والحكومة ثانياً.. فاستُهدف شهيد المحراب (قدس سره)ونفذت العمليات الارهابية بكل قسوة، وما زالت.. رغم ذلك رفضت المرجعية ورفضنا حرباً طائفية.. واملنا ان يرفض جمهور كل طرف هذه الحرب، لنحارب سوية الارهاب والظلم دون النظر لهوية الفاعل.
فما لم نراجع خططنا السياسية، وتوفر الدولة الامن للمواطنين دون استثناء.. وتسعى لحل الاشكالات ومنع التصعيد.. والاعتداء على الابرياء ومن اية جهة كانوا.. فسيكسب الارهاب بتعزيز حواضنه.. والاهم سيفكك شرعية ومنطق الدولة، ويدفعها للتصرف معه كمنظمة وعصابة، شأنها شأنه.. فيحقق هدفه الاساس بهزم منطق الدولةوشرعيتها وقانونيتها.. فان فشلت الدولة في حماية مواطنيها بغض النظر عن دينهم ومذهبهم وقوميتهم.. عندها سيلجأ المواطنون، للدفاع عن عرضهم ومالهم واهلهم ومعتقداتهم، للتجييش ورفع السلاح..في معركة سيموت منا ومن غيرنا اكثر فاكثر.. وسنخسر نحن وغيرنا اكثر فاكثر.