مع تقدم الجيش العربي السوري على محور المنصورة- كفر داعل في ريف حلب الغربي أعلنت التشكيلات المسلحة فيه النفير العام لتعويض أعداد المقاتلين الفارين وعناصر «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة والتي جرى التضحية بها لنفور السكان منها على خلفية تجاوزات وتعديات.
وعلممن مصادر أهلية، أن تعاون السكان في الإرشاد إ لى أماكن تمركز «النصرة» وأوكارها في الريف الغربي مكن الجيش من تسديد ضربات موجعة ومحكمة ضدها في مواقع حدودية مع تركيا قرب بلدة سرمدا ومعبر باب الهوى في ريف إدلب ومدينة دارة عزة في ريف حلب أدت إلى مقتل 50 شيشانياً في ثلاث غارات جوية. وطلبت ما تسمى «المجالس المحلية الثورية» في ريف حلب الغربي من جميع السكان «من القادرين على حمل السلاح أن يلتحقوا بالمعسكرات التدريبية استعداداً للنفير العام»، وناشدت أيضاً المهجرين إلى المنطقة من مدنيين وعسكريين والشبان المغتربين «العودة إلى وطنهم فوراً وحمل السلاح والالتحاق بالمعسكرات»!، بعدما تداركها الخطر جراء إصرار الجيش العربي السوري على تطهير كل المنطقة من المجموعات المسلحة وتحقيقهم تقدماً بادياً في مستهل معركته. وعن سوء العلاقة التي تحكم مقاتلي «جبهة النصرة» بالسكان المحليين، قالت المصادر: «استقرت أعداد كبيرة من المسلحين الأجانب التكفيريين في منطقتنا وخصوصاً الشيشانيين منهم، وراحوا يفرضون هيمنتهم على الفصائل المسلحة المحلية ووصلت تجاوزاتهم بحق الأهالي إلى حد لا يطاق حيث لم يعد بمقدور أحد تحمل عبء وجودهم الذي يفرض علينا تقديم الطعام قسراً لهم تحت تهديد السلاح في الوقت الذي نعاني فيه من الفقر والبطالة وشح المواد الغذائية عدا عن تهديدهم لأمن قرانا وبلداتنا، فما كان من شرفاء المنطقة إلا أن مدوا الجيش بمعلومات حساسة عن تحركاتهم وأماكن أوكارهم لتلقى أعداد غفيرة منهم حتفها على يد الجيش».
وكانت قرى ريف إدلب المتاخمة لريف حلب الغربي لفظت أيضاً عناصر «النصرة» بعدما أساؤوا للتقاليد والقيم الاجتماعية باختيارهم فتيات للزواج منهم من دون رضاهن أو قبول ذوي أمورهن، الأمر الذي تسبب باشتباكات بين الكتائب والألوية المسلحة مع مقاتلي «جبهة النصرة» أودت بضحايا من الطرفين وأفقدت الأجانب البيئة الحاضنة لهم نهائياً أسوة بريف حلب الغربي.