أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أنه منفتح على فكرة إجراء استفتاء خطط الحكومة المثيرة للجدل الهادفة إلى تطوير حديقة غازي في وسط اسطنبول.
وأعرب حسين جيليك نائب رئيس الحزب عن أمله في أن تنجح ما وصفها بـ"بادرة حسن النوايا" في تنقية الأجواء محذرا من أن الأشخاص الذي سيصرون على البقاء في الحديقة سيواجهون الشرطة.
وأثارت طريقة تعامل الشرطة مع المحتجين على الخطة الحكومية مظاهرات عارمة لا تزال مستمرة منذ يوم 31 مايو/ أيار الماضي.
وقال جيليك إن " ربما نطرح الخطط للاستفتاء... في الديمقراطية، فقط إرادة الشعب هي التي تهم".
وأضاف " نعتقد أنه بعد بادرة حسن النوايا تلك، سيقرر المواطنون الذهاب إلى منازلهم".
وكان دبلوماسيون أوروبيون أعربوا عن قلقهم من طريقة تعامل السلطات التركية مع الاحتجاجات.
ويتهم المتظاهرون حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بالسلطوية المتزايدة ومحاولة فرض القيم الإسلامية التقليدية على الدولة التركية التي تأخذ بالنظام العلماني.
ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول جيمس رينولدز إن تصريحات جيليك هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الحزب الحاكم علانية عن منح المواطنين حق تقرير مصير الحديقة.
وتباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت حول تصريحات جيليك ما بين مرحب بالاقتراح ومتشكك في نوايا الحكومة.
في هذه الأثناء، تناقلت وسائل الإعلام التركية تقارير عن أن اردوغان طلب من وزير داخليته إنهاء الاحتجاجات في حديقة غازي في غضون 24 ساعة.
وكان 20 نائبا معارضا في البرلمان توجهوا إلى الحديقة لمنع تدخل الشرطة.
ووقعت مناوشات مساء الأربعاء في العاصمة أنقرة بين محتجين وقوات الشرطة التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي ميدان تقسيم وسط اسطنبول، تجمع المحتجون مساء الأربعاء غير أن عددهم بلغ نصف عدد المحتجين الذين احتشدوا في الميدان الثلاثاء.
وشوهدت قوات الأمن متمركزة على أطراف الميدان الذي تم إخلاؤه والمنطقة المحيطة به من السيارات المحترقة والحواجز التي وضعها المحتجون.
وشهدت اسطنبول وأنقرة مسيرة حاشدة شارك فيها آلاف المحامين احتجاجا على تعامل السلطات مع زملائهم الذين نظموا مظاهرة المتظاهرين في حديقة غازي.
وكان أردوغان الذي حذر منذ يومين بأنه لن يظهر مزيدا من التسامح تجاه الاحتجاجات، اجتمع بمجموعة صغيرة من الناشطين ومن بينهم أكاديميون وطلاب وفنانون لبحث الأزمة.
ولم تلتق بعض المجموعات التي شاركت في حركة الاحتجاجات التي شهدها ميدان تقسيم باردوغان، بسبب عدم دعوتهم، وقالوا إن "من حضروا الاجتماع لا يمثلوننا".
من جانبه دعا الرئيس التركي عبد الله جول إلى الحوار مع المتظاهرين قائلا إن "من واجب الحكومة الحوار مع منتقديها".
لكن جول، الذي تبنى نهجا أكثر اعتدلا من اردوغان منذ بدء الأزمة، أيد موقف رئيس الوزراء تجاه "الاحتجاجات العنيفة".