بكل بساطة ووضوح نجيب على السؤال الأول : أن الشريعة هي التعاليم الإلهية التي جاء بها الأنبياء وعمل على تكميلها الأوصياء وجاهد من أجل تطبيقها العلماء ودعى إليها الصلحاء .
أن الكلام حول ماهية الشريعة يطول ، لكننا عرفناها بما نعرف عنها وعلمها عند علام الغيوب .
أما السؤال الثاني فنقول : أن مصادر الشريعة مختلفة ومتنوعة بحسب الأديان .
فمصدر الشريعة عند المسلمين هو القرآن الكريم ، وعند النصارى التوراة ، وعند اليهود الإنجيل .
لكن نحنُ بصدد بيان شمولية الشريعة عند المسلمين أي شمولية القرآن الكريم ، أما الشرائع الأخرى ففي وجود القرآن الكريم فنحنُ في غنى عنها .
ومن أجل معرفة المزيد عن الشريعة الإسلامية الغراء نذكر القصة التي وردت عن الشيخ الرئيس أبن سينا
إذ ذهب الشيخ أبا علي إلى الشيخ أبي سعيد وسأله عن الفرق بين معاني الشريعة والطريقة والحقيقة ؟
فقال له أبي سعيد : أجبك غداً أن شاء الله .
ولما ذهب الشيخ أبو سعيد إلى الخلوة أخذ مقدار مثقال من النحاس وطلا عليه بالذهب ، وأخذ مثقالاً من الفضة وفعل فيه ما فعل من تطليه الذهب ، وأخذ مثقالاً من الذهب الخالص ، ولما أصبح ذهب إلى الشيخ أبي علي وأخرج المثاقيل ووضعها عنده .
فقال أبو علي : هذهِ كلها ذهب ؟
فقال له : ليس كما فهمت وجربها بالمحك .
فلما جربه فرأى أحدهما نحاساً والآخر فضة والثالث ذهبا خالصاً .
فقال الشيخ أبو سعيد : الأول مطلق للشريعة ، والثاني للطريقة ، والثالث للحقيقة .
عندها فهم الشيخ أبو علي معاني الشريعة والطريقة والحقيقة ، ومما تجدر الإشارة إليهِ أن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : الشريعة أقوالي ، والطريقة أفعالي والحقيقة أحوالي .
وقد قيل أن الشرع شامل للكل ، لأنه كاللوزة الكاملة المشتملة على اللب والدهن والقشر فاللوزة هي كالشريعة ، واللب كالطريقة ، والدهن الذي في اللوزة كالحقيقة .
إذن بعد ذلك نقول أن شمولية الشريعة المقدسة تأتي من انتمائها وتبعيتها إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله الذي هو المرآة العاكسة للصفات الإلهية ولولا ذلك لما كانت الشريعة كاملة وشاملة .
والحمد لله رب العالمين
14 شعبان / 1434 هـ
24 / 6 / 2013 م
صفاء علي حميد