[hishamh]

,ان شهر رمضان على الابواب, و بعد ايام قلائل سيجلس المؤمنون-من لهم الجدارة لذلك-على مائدة الضيافة الالهية, و الصيام هو جزء من هذه الضيافة.و حتى نكون مؤهلين للجلوس على مائدة الرحمية الالهية علينا اولا ان نصوم صوما" حقيقيا فتصوم ارواحنا و قلوبنا قبل ان تصوم اجسادنا. و لكي نبلغ هذه المرتبة السامية من الصوم علينا ان نعلم و نعي فوائده و الحكمة منه فاذا عرف الانسان شرف ما اريد منه اجتهد في تصحيحه و في الاخلاص في نيته,و اذا عرف حكمة الصوم و المراد منه صام سمعه و بصره و لسانه و جلده و شعره و كل جوارحه و خطرات قلبه.
وللصوم فوائد عظيمة:
-يورث صفاء القلب,فالشبع يثقل العقل عن التفكير اما الجوع فهو سبب لصفاء القلب و رقّته و يهيّئه لادمان الفكر المتواصل الى المعرفة,فتكتمل معرفة الانسان بنفسه و ربه.
فعن الرسول الاكرم(ص) انه قال:"اجيعوا اكبادكم و اعرّوا اجسادكم لعلّ قلوبكم ترى الله عز و جل"
و عنه (ص):"ان استعطت ان ياتيك ملك الموت و بطنك جائع و كبدك ظمآن فافعل,فانك تدرك بذلك اشرف المنازل و تحلّ روحك النبيين و تفرح بقدومك الملائكة و يصلّي عليك الجبّار".

-الصوم يورث الانكسار و الذلّ,فاذا ذللت النفس استكانت لربها و خشعت.

-الصوم يكسر الشهوات(و اكبرها شهوة البطن و الفرج) التي تورث المعاصي و توقع في الكبائر, لأن اغلب الكبائر تنشأ من الشهوات.

-دفع النوم المضيع للعمر,فالصوم سبب للسهر و معين للتهجّد الذي يوصل الانسان الى المقام المحمود, فالشبع يثقل الجسم و يدفعه الى النوم..

و هناك الكثير الكيثر من الفوائد التي لا تحيط عقول البشر بتفصيلها, فيجب ان يعلم السالك الى الله تعالى ان الصوم ليس تكليفا بل تشريف يوجب شكرا"
و ان يعرف مكانة نداء الله للصوم و ان يتلذّذ بهذا النداء,كيف لا وهو دعوة للانسان لدار الوصال و لبلوغ الكمال....
اذا" ان هذا العمل الشريف يستلزم نية شريفة و مخلصة, فلا يصوم الانسان بنية دفع العقاب و جلب الثواب فقط بل يصوم للتقرّب من الله تعالى و لجلب رضاه عز و جل...عندها لا يصدر من الانسان اي فعل او قول يبعده عن هذا التشريف.....رزقنا الله و اياكم هذا الصوم و لو يوما واحدا في عمرنا....