|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50999
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 514
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
المرجعية الدينية في النجف الأشرف وموقفها من العملية السياسية الجارية في العراق
بتاريخ : 12-07-2013 الساعة : 03:21 PM
الاخوة الاعضاء الاعزاء ارفق لكم هذا البحث ارجوا قراءته بدقة للاستفادة منه لأهمية الموضوع والاطلاع على بعض الحقائق والمعطيات الغائبة على البعض واسالكم الدعاء
المرجعية الدينية في النجف الأشرف
وموقفها من العملية السياسية الجارية في العراق
حامد الخفاف*: مدير مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله في لبنان.
لا يختلف كثيرون في أن الدور الذي لعبته المرجعية الدينية في النجف الأشرف بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق في العراق، رسم ملامح المرحلة الراهنة، واستطاع أن يتحكم بالمفاصل الرئيسية لها، ورسخ المرتكزات الأساسية للعملية السياسية الجارية على أسس سليمة، تمثلث في تعميق مبادئ السيادة والاستقلال، على قاعدة مشاركة الشعب العراقي في تقرير مصيره، والحفاظ على هويته الثقافية الإسلامية.
ويمكن تفصيل ذلك بالحديث عن ثلاثة محاور:
المحور الأول: الموقف من الاحتلال.
المحور الثاني: الانتخابات رؤية ومشروع بنيوي تأسيسي.
المحور الثالث: الموقف من قانون إدارة الدولة العراقية للفترة الانتقالية.
هذه المحاور الثلاثة يمكن أن تسلط الضوء على جزء رئيسي من حركة المرجعية الدينية خلال السنتين الماضيتين.
* المحور الأول: الموقف من الاحتلال:
ليس خافيًا على أحد ما تجرعه الشعب العراقي من غصص وآلام طيلة عقود من الزمن، وعانى من الظلم والقهر ما تشهد به المقابر الجماعية، والملايين المشردة من أبنائه في بقاع العالم، على يد نظام دكتاتوري أجمع العالم على عدوانيته وضلاله، وشاءت الظروف أن يسقط هذا النظام في ظروف لم يكن للشعب العراقي أي رأي فيها، وسقطت معه مقومات الدولة، وانهارت ركائزها، وتكشفت الساحة عن فراغ سياسي هائل، لأن القوى والفعاليات السياسية برمّتها كانت تعيش خارج العراق نتيجة لبطش النظام وإرهابه، وتوجّه الناس إلى المرجعية الدينية في النجف الأشرف، التي تماهت مع معاناتهم طيلة تلك السنين، وصمدت معهم تواجه الظلم والحرمان والفقر في زمن عز فيه الناصر، وقل فيه الصديق، ليس لهم إلا الله، وبقايا من تراث علَّمهم الصبر على المصائب والمحن، وكيفية العيش مع الظالمين ومواجهتهم.
ولم تتردد المرجعية في إبداء رأيها حول الشكل الذي سقط به النظام فهي ترى أنه «لم يكن المنشود تغيير النظام الاستبدادي عن طريق الغزو والاحتلال بما استتبع ذلك من مآسٍ كثيرة، ومنها انهيار مقومات الدولة العراقية، وانعدام الأمن والاستقرار، وتفاقم الجرائم، وتلف الكثير من الممتلكات العامة حرقًا ونهبًا وتدميرًا وغير ذلك »(1).
وبناءً على ذلك، فإن أول تصريح أصدرته المرجعية بعد انهيار النظام، ودخول قوات الاحتلال إلى العراق، هو أن «العراق للعراقيين، وأن على أفضل أبناء العراق أن يتصدوا لإدارة البلاد، وليس عليهم أن يفعلوا ذلك تحت أية سلطة أجنبية »(2)، وذكّرت بأن « تاريخ علماء الشيعة من مطلع القرن الماضي كان الخروج مع أولادهم للقتال ضد الاحتلال البريطاني على رغم أنهم كانوا ذاقوا الأمرّين من الاحتلال العثماني»(3).
إن هذه الصرخة، وفي الأيام الأولى لسقوط النظام البائد، نبّهت العراقيين إلى أهمية مبدأ السيادة والاستقلال، فقد «رفضت المرجعية العليا وجود القوات الأجنبية على الأرض العراقية»(4) وهي «تشعر بقلق بالغ تجاه أهدافهم»(5)، وترتفع حساسية المرجعية تجاه هذا الموضوع إلى درجة أنها «ترفض التدخل الأجنبي لحكم العراق ولو للحظة واحدة»(6).
يقول السيد محمد رضا السيستاني نجل المرجع الديني السيستاني دام ظله:
«لقد جاءني عراقيون يسألون إذا جاءنا جندي أميركي أو غيره، طالبًا شراء حاجة له، هل يجوز ذلك شرعًا؟
قلنا له: بناءً على رأي السيد السيستاني: بِعْه ما يريد، ولكن وأنت تسلمه ما اشتراه قل له بلطف: متى ترحل عن أرضنا؟ لقد أردنا من هذا السؤال البسيط أن يشعر هذا الجندي أن وجوده هنا فوق أرضنا غير مرغوب فيه»(7).
لقد رأت المرجعية بنظرها الثاقب أن البديل عن حالة الاحتلال، هو أن تلعب الأمم المتحدة دورًا رئيسيًا في العراق، وبذلت في هذا الإطار جهودًا حثيثة، ولم تتوانَ عن التصريح برغبتها تلك، فقد سُئلت عن رأيها بخصوص القوات التي تعمل في العراق لحِفْظ الأمن والاستقرار كالبلغار والبولنديين؟
أجابت: «إذا كان هناك حاجة اليهم فليكن عملهم بإشراف الامم المتحدة لا قوات الاحتلال»(8).
كما أن المرجعية أَملت في رسالة التعزية التي وجهتها إلى السيد [كوفي أنان] الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة وفاة ممثله الخاص في العراق السيد سيرجيو دي ميلو، أَملت «أن لا يعيق هذا الحادث المؤسف جهود المنظمة الدولية في مساعدة الشعب العراقي في هذا الظرف العصيب، بل نأمل أن تتولى دورًا مركزيًا في إقامة الأمن والاستقرار في العراق خلال المرحلة الانتقالية، وتقوم بالإشراف على الخطوات اللازمة لتمكين العراقيين من أن يحكموا بلدهم بأنفسهم وتعود إليهم السيادة عليه...» (9).
إن الدعوة لدور أساسي ومركزي للأمم المتحدة في العراق كبديل عن حالة الاحتلال، رافقه دعوات مكثفة لبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتمكينها من أن تأخذ بزمام المبادرة لحفظ الأمن، وبناء على ذلك فقد أكّدت المرجعية على «دعم الشرطة العراقية، بالعناصر الكفوءة والمعدات اللازمة لتأخذ دورها الطبيعي في حماية المجتمع من بروز أيّ ظاهرة مخلّة بالأمن...» (10)، وفي سياق رفضها لتشكيل أيّة ميلشيات، رأت المرجعية أنّه يلزم: «تعزيز القوات الوطنية العراقية، المكلّفة بتوفير الأمن والاستقرار ودعمها بالعناصر الكفوءة والمعدّات الضرورية»(11).
إن هذه النصوص وغيرها تشير إلى وجود منهج متكامل لدى المرجعية الدينية للتعامل مع الاحتلال، يقوم على أساس إشاعة ثقافة الممانعة الشعبية، والدعوة للمقاومة السلمية، حتى الحصول على السيادة الكاملة، وهي تعتقد أن الأمم المتحدة كمنظمة دولية ليست ذات أهداف خاصة في العراق، ويمكن بتفعيل دورها، وبناء مؤسسات العراق الإدارية والأمنية الوصول إلى إنهاء حالة الاحتلال، ويعتبر مشروع الانتخابات أهم المرتكزات التي يقوم عليها هذا المنهج، باعتباره الآلية الأفضل والأنسب لمشاركة الشعب العراقي في أخذ زمام المبادرة، وفرض رؤاه في كل ما يجري.
يتبع=
______________
الهوامش:
* مدير مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله في لبنان.
(1) الجواب على السؤال الأول من أسئلة وردت لسماحة السيد السيستاني دام ظله من مجلة دير شبيغل الإلمانية.
(2) جريدة الحياة العدد 14634، 18/4/2003 مقابلة مع السيد محمد رضا السيستاني نجل السيد علي السيستاني دام ظله.
(3) المصدر نفسه.
(4) الجواب على السؤال التاسع من أسئلة وجهتها جريدة الواشنطن بوست لسماحة السيد السيستاني دام ظله.
(5) الجواب على السؤال التاسع من أسئلة وجهتها جريدة الواشنطن بوست لسماحة السيد السيستاني دام ظله.
(6) جريدة المستقبل 28/5/2003، مقابلة مع السيد محمد رضا السيستاني.
(7) نفس المصدر.
(8) الجواب على السؤال الرابع الذي وجهته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، 27شعبان 1424 هـ
(9) من رسالة التعزية التي أرسلها مكتب سماحة السيد السيستاني دام ظله في النجف الأشرف للأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان بمناسبة وفاة ممثله الشخصي في العراق السيد سيرجيو دي ميلو، 22 جمادى الآخرة 1424هـ
(10) ضمن الجواب على السؤال الأول من أسئلة وجهتها وكالة أنباء اسوشيتد برس الأمريكية في بغداد، 21 شعبان 1424 .
(11) الجواب على السؤال الثاني من أسئلة وجهتها شبكة فوكس نيوز لسماحة السيد دام ظله، 27 شعبان 1424 .
|
|
|
|
|