السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الاخ العزيز الرجل الحر تحية لك كبيرة على هذه الفكرة الرائدة في المنتدى
ونتمنى ان تستمر مثل هكذا مواضيع مفتوحة تناقش رجالات ومواقف كان لهم الاثر الواضح في الحياة السياسية والاجتماعية للمجتمع العراقي ..
اختيار شخصية مثل السيد المالكي ارجعني بالذاكرة للوراء قليلا , حينما كنا نصول ونجول ايام العنف الطائفي وايام الدفاع عن شرعية الحكومة وسط امواج التشكيك والتخوين .
كنا مدافعون عن اصل شرعية حكومة منتخبة تحت ظل الاحتلال , وكانت اغلب نقاشاتنا تدور _تلك الايام_ مع اهل السنة والوهابية , وبعض من اخوتنا في التيار الصدري الذين كانوا يرون بطلان اي حكومة وحكم تحت ظل الاحتلال ..
وكنا نوصم بالعملاء والخونة وماسحي بساطيل المحتلين ( كما وصفنا احد الاتقياء في ملتقى الجنوب المقاوم _ مجموعة من محبي حزب الله الغالب _ سامحه الله تعالى )
كنا لا ننظر للسيد المالكي وقبله السيد الجعفري على انه يمثل حزب الدعوة ( الذي اختلف معه عقائديا وايديولوجيا بالتمام والكمال ) بل اراه حائدا عن خط المرجعية منزو عنه منقلبا عليه , مما حدى بالشهيد الصدر ان يطلب من المؤمنين عدم الانخراط في صفوفه وطلب من طلابه الانسحاب وعدم الترويج له .
عموما , لم نكن ندافع آنذاك عن شخص السيد الجعفري ولا عن شخص السيد المالكي بعد ذلك او عن حزب الدعوة الذي يقود المرحلة والتجربة , بل كنا ننظر على ان التجربة الشيعية متمثلة بالمشروع العام الذي يقاد من قبل تلك الاحزاب الاسلامية الشيعية بكل ثقلها الجماهيري والاقليمي , و بكل ما تتعرض له التجربة من تشويه وهجوم طائفي بلا هوادة .
كل هذه الظلال كانت تفرض علينا عدم تقويض الحزب ولا الشخص , لانه يمثل واجهة المشروع الذي كنا نحلم به ونراه واقعا يمكن تنفيذه .
مع اقرارنا بان التركة التي استلموها ثقيلة جدا وان الحل لا يكمن في سنة او سنتين ..
وهذا كنا نبينه طيلة تلك السنوات في المنتديات والملتقيات التي كنا نشترك بها فضلا عن معاقل اهل النصب كشبكة الدفاع عن السنة وغيرها من شبكات الاسلام الاموي الناصبي ..
الا ان السنوات التي اعقبت المرحلة الطائفية التي تلاشت بمرور الزمن , و اختلفت النظرة لتلك الحكومة التي ينظر لها بعين التخوين و عدم الشرعية , اختلفت واصبحت اغلب الاطراف المختلفة ترى ضرورة العمل السياسي لاسترداد الحقوق ولخدمة الناس , وخصوصا بعد دخول السنة و التيار الصدري وغيرهم , اصبحت المرحلة التي كنا نقاتل فيها مختلفة عن المرحلة التي نعيش فيها ..
فقد مضى زمن التخوين والتشكيك بالشرعية وهذا امرا واقعا , وحينها بدأنا مرحلة اخرى بضرورة الحفاظ على ذلك البيت الذي بنيناه للمثول شاهدا وواقعا على احقيتنا بالحكم ابد الدهر ..
لاننا نمثل اغلبية توجب لنا الحكم عبر كل الطرق المشروعة ..
بالتالي فان انضمام الجميع بقائمة واحدة موحدة مع كل الخلاف والاختلاف بينهم , سيبقي على هذا المشروع قائما , و لن يجعله في مهب ريح الضياع لهذه الفرصة التي جاءتنا ولن تأت مرة اخرى ان ذهبت منا
و لذلك لم يكن هناك مجال للمجازفة بهذا المشروع نتيجة اهواء شخصية او رغبة في استمرار حكم الشخص على حساب ذلك المشروع ..
من هنا بدأت قصة اخرى ونظرة اخرى للتقييم , فمرحلة التخوين والتشكيك بالحكومة الشيعية قد ذهبت , و ان الاوان لنبدأ عملية النقد الداخلي للدفع باتجاه بقاء كتلة الائتلاف متماسكة قائمة مع كل الاختلافات الموجودة ..
ومن هنا سوف نبدأ بتقييم السيد المالكي , و من هذا المنظار الذي ينظر له الكثيرون على انه حامي الحمى , والمدافع عن المشروع , و المحطم للمشاريع التركو اعرابية ..