ان رموز التكفير الذين يسمون أنفسهم بالعلماء وكذلك يطلق عليهم البعض تسمية العلماء , هؤلاء في واقع الحال ليسوا من العلماء ولايمكن أن يُحسَبوا عليهم كذلك لآن العالم كما هو معروف من يحمل العلم الذي ينفعه وينتفع الناس من علمه وليس أن يكون هذا المسمى عالما يحمل فقط علما ولايعرف ماذا يفعل به ولاينتفع به ولذلك لايبقى من هذا العلم سوى التعب وتحمل الثقل والمشقه من حمله .
وكما هو معروف فقد وردت هذه الآية الكريمة في سورة الجمعة وقد نزلت وتحدثت عن اليهود الذين هم المراد بهم انهم حُمِلوا التوراة التي أنزلها الله على رسولهم موسى (ع) فعلمهم مافيها من الشرائع والمعارف فتركوها ولم يعملوا بها فضرب الله عنهم مثل الحمار الذي يحمل الاسفار ولايعرف مافيها من الحقائق والمنافع .
أن رموز التكفير وأصحاب فتاوي القتل وهدم بيوت الله هم خير من ينطبق عليهم مثل الحمار, لم ينتفعوا بما أنزله الله على رسوله الكريم من عقيدة سمحاء يخاطب فيها الله رسوله في أحدى الآيات الكريمة ويقول(ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك). وأما الذين وحسب قولهم وأدعاءهم انهم علماء وفقهاء شريعة فكيف يتححق ألأنتصار لهذه الشريعة وفيها من امثالهم من يدعوا الى قتل المسلمين وتهديم قبور ومراقد أئمتهم وكيف تنتصر هذه الشريعة فكريا وتصمد أمام غيرها ومن يروج لها من الوهابية يحمل بين طياته كل مايحتوي على الغل والكراهية وفكر ابادة الجنس البشري من على هذه الارض .
أين مبادئ الدين الحنيف التي يدعي هؤلاء بحملها , فلو مررنا على تأريخ أنبياء الله جميعاً فلن نجد نبياً دعا قومه ألى قتل ألآخرين في كل عصر وكل مكان , أذن فمن أين جاء هؤلاء المتحجرين والمتخلفين عن ركب البشرية وحضارتها بفكرهم المتحجر والمتخلف والذي ليس له أساس لا في صدر ألأسلام ولا بعده .
ماذا تعني دعوتهم الى هدم قبر الامام الحسين وقبر زينب وغيرهم وهل هذه الدعوة محصورة أم مفتوحة والمنطق يقول أنها مفتوحة وأن لم يفصح بهائم التكفير عنها . أنها تشمل قبر الحسين في كربلاء ومقام رأس الحسين في القاهرة ومرقد زينب الكبرى في دمشق ومقام زينب في القاهرة ومقام السيد البدوي , ولكن هل يقف الهدم الى هذا الحد والمجال ؟ الجواب لا طبعاً بل ويشمل كل مراقد الاولياء والصالحين كمرقد الامام ابي حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر (رض) في مدينة بغداد ومراقد أخرى كثيرة ومنتشرة في بقاع المسلمين ولكن مع ذلك فهل تقف ألأمور الى هذ الحد ؟ الجواب مرة أخرى لا طبعاً لأن عقيدة الهدم والقتل عند الوهابية هي فلسفة وعقيدة ثابتة لاحياد عنها ولذلك على الانسان المسلم أن يتوسع في تفكيره وأدراكة ويبحث عن أوجه التشابه مابين مراقد ألأئمة والاولياء وبين مقام وقبر النبي (ص) وأصحابه الخلفاء الراشدين (رض) والراقدين بجوار قبر النبي فسوف يجد المسلم ان المراقد هنا وهناك هي للزيارة وقراءة الفاتحة والاعتراف والاستذكار بمنزلة الجميع وكرامتهم ومكانتهم عند الله سبحانه وتعالى واذا ظهر بعض الغلو هنا او هناك فذلك ليس من اصل العقيدة وانما غلو لايستحق الناس عليه القتل والابادة , فلو نظرنا الى الطبيعة العامة للعقيدة وذهاب الناس للزيارة فسوف نصل حتماً الى أستنتاج قطعي وهو أن حكم الوهابية على تلك المراقد هو حكم واحد ويعني ان الدعوة الى هدم ضريح الحسين يساوي الدعوة الى هدم ضريح وقبر الرسول الاكرم (ص) لانها كلها تندرج ضمن ماتسميه الوهابية بالشرك وبالتالي فأن زوار تلك المقامات هم أولى بأن يُقتِلوا أيضاً أياً كان مذهبهم وقضية هدم قبر الرسول هي مسألة وقت وتوقيت لآأكثر ومجرد التأخر في تنفيذها لايعني براءة الوهابية من التفكير الجدي بذلك.
ومرة أخرى أشدد على أن تلك السياسة الوهابية سوف لن تقتصر وتتوقف على قتل المسلمين وهدم قبر نبيهم وخلفاءهم وأئمتهم بل تشمل كل قبر ومقام ومزار يرتفع قليلا عن الارض ويشمل قبور أنبياء الله كقبر موسى وابراهيم في مدينة أور ويحيى بن زكريا في دمشق في الجامع الاموي .
أذن نحن أمام خطر عالمي لايقل عن الصهيونية وعنصريتها ومحاولاتها التوسعية على حساب غيرها , فلابد من وقفة أسلامية عالمية شجاعة ومن كل محبي السلام في العالم لوقف هذا المد السرطاني القاتل الذي يدمر ويقتل المسلمين وغيرهم ولابد من أقناع الدول التي تتواجد فيها تلك الغدد السرطانية , لابد من أقناعهم على تسليم هؤلاء لمحكمة دولية لمحاكمتهم بجرائم الابادة الجماعية كما حاكموا المسؤولين الصرب والنازيين في تلك المحاكم وعلى ألأمم المتحدة أن تدرج ذلك ضمن مواثيقها وقراراتها الداعية لتحقيق الامن والسلم العالمي وأن تتعامل بجدية مع كل من يهدد السلام بين البشر جميعا ومع كل من يدعوا الى حروب قومية أو دينية ومذهبية .