ارتفاع الحرارة في الفصول الحارة يدفع إلى الإصابة بالكسل جراء حدوث سلسلة من التأثيرات الفيزيولوجية والعصبية والنفسية التي تؤثر في نشاط الجسم وحيويته، وقد تدفع هذه التغيرات إلى الشعور بالضيق والضجر وتترك آثاراً سلبية على نفسية الإنسان.
ويشاهد الكسل عند البدناء في شكل خاص. ويعزو الخبراء الأمر إلى عجز الجسم عن التخلص من الحرارة الفائضة بسبب عدم قدرته على إفراز العرق، ما يؤدي إلى ارتخاء في العضلات، كما يؤدي فقدان الجسم مقداراً كبيراً من السوائل والأملاح إلى حدوث تشنج في العضلات، خصوصاً أثناء الجهد.
والمصابون بالبدانة أكثر عرضة لهذه العوارض، بسبب تراكم الدهون تحت الجلد بحيث يحول دون تسرب حرارة الجسم إلى الجو الخارجي، ما يسبب الشعور بالضيق والاختناق. والكسل نوعان: كسل الجسم وكسل العقل.
والكسل قد لا يكون ناتجاً من ارتفاع حرارة الجو، بل من أسباب أخرى كثيرة ومتنوعة. وإذا صدقنا نتائج بحوث جامعة ميسوري الأميركية، فإن بعض الصفات الوراثية قد تجعل الأشخاص أكثر ميلاً الى الكسل، وأقل إقبالاً على ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.
ويرى العلماء أن النتائج التي تم التوصل إليها ربما تشكل خطوة مهمة لتحديد مزيد من الأسباب الخفية المتورطة في إصابة الكثيرين بالبدانة التي باتت مرض العصر. ويشدد الباحثون على نقطة في غاية الأهمية، وهي ضرورة معرفة إذا كان الشخص يملك، قولاً وفعلاً، ميلاً وراثياً الى الخمول والكسل وبالتالي عدم ممارسة الرياضة، أم إنه فقط يفتقد الدافع الحقيقي لممارستها، ما يجعله أكثر عرضة للوقوع فريسة للبدانة وأخطارها المرضية.