أن هذا الحديث قد وضع ليكون بديلاً عن الحديث الصحيح المروي في كتب المؤالف والمخالف وهو حديث كتاب الله والعترة ...
لنترك الكلام لأحد المستبصرين وهو مروان خليفات إذ يقول ما نصه [ إن حديث " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنتي "، حديث غير صحيح.
نعم هو مشهور بين العامة، ويكرره خطباء المساجد في خطبهم، ولكن هذا لا يعني صحته، - فرب مشهور لا أصل له - وعلماء أهل السنة أنفسهم يطعنون به.
وإذا نظرنا إلى متن الحديث وجدناه لا يستقيم، فكيف يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):
تركت فيكم... كتاب الله وسنتي، والسنة غير مجموعة؟!
وإذا قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا، فيستلزم هذا الأمر حفظ السنة من الضياع كما هو حال القرآن، ولكننا وجدنا أن الكثير من السنة قد اندرس. وفي هذا خير دليل على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل الحديث السابق.
ونحن نترك الكلام لاثنين من علماء أهل السنة، لنرى قيمة الحديث العلمية.
قال أحمد سعد حمدون في تخريجه للحديث المذكور: ".. " سنده ضعيف " فيه " صالح بن موسى الطلحي "، قال فيه الذهبي: ضعيف، وقال يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك ".
وفصل المحدث، الحسن بن علي السقاف الشافعي، الكلام حول سند الحديث فقال: " سئلت عن حديث " تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله و... " هل الحديث الصحيح بلفظ " عترتي، وأهل بيتي " أو هو بلفظ " سنتي " نرجو توضيح ذلك من جهة الحديث وسنده؟
الجواب: الحديث الثابت الصحيح هو بلفظ " وأهل بيتي " والرواية التي فيها لفظ " سنتي " باطلة من ناحية السند والمتن ] ( وركبت السفينة / ص 407 ـ 408 ) .
على المخالفين أن يتركوا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ويتورعوا عن تضليل الناس وابعادهم عن أهل البيت عليهم السلام فأن المولى عز وجل سوف يحاسبهم حساباً عسيراً لأنهم ضللوا الناس ولم يبينوا لهم الحقيقة !!!
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع للتمسك بالكتاب والعترة أنه ارحم الراحمين .
اللهم عجل لوليك الفرج
والحمد لله رب العالمين
16 رمضان المبارك / 1434 هـ
25 / 7 / 2013 م
صفاء علي حميد