بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين الى يوم الدين
هديتي أليك سيدي أمير المؤمنين في يوم شهادتك
==========================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله تعالى لكم الأجر في ذكرى استشهاد
الإمام المعظم المفدى المقدس
أمير المؤمنين
(( علي بن أبي طالب )) عليه السلام
روحي لتراب نعليه الفدى
منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ً من الزمان
و
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
أول مظلوم في التاريخ الإسلامي
(( يُظـْلَم وَيُكَذَبْ
))
نهاراً جهاراً كان ومازال
منذ ذلك الوقت السحيق عندما أنعقدت السقيفة المشؤمة
وقيام المولى المقدس أمير المؤمنين عليه السلام بالتعريف بمظلوميته و
((
بأغتصاب حقه في الخلافة ))
حتى قام في ولمدة ثلاثة ايام متتالية باصطحاب الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام والسبطين الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهما السلام أرواحي لتراب نعليهم جميعا الفدى
ودورانه معهم على جميع بيوتات الأنصار والمهاجرين وتذكيرهم بحقه بالخلافة وبوصية رسول الله المعظم صلى الله عليه وآله وسلم , وكان الجميع يواعدوه في اليوم الثاني ليبايعوه عند المسجد , وفي اليوم التالي لايحضر سوى من يُعَدون على الأصابع
عمار وسلمان وابا ذر والمقداد
ومنذ ذلك اليوم والأمة مصرة على تكذيب المولى المقدس وظلمه وانتزاع حقه في الخلافة , حتى وصلت الجرأة اليوم ببعض الظالمين ممن جعلوا أنفسهم (( حطب جهنم )) فراحوا لايكذبون على الإمام عليه السلام , بل يسوقون (( إفكاً عظيماً ))
حين يفترون على الإمام المقدس أنه
(( لاتوجد اية نصوص تدل على أن الإمام قد طالب في يوم ما بالخلافة !!!! ))
وفيما يلي نذكر بعض خطبه واحتجاجاته في الخلافة ، و بعض النصوص التي تكشف عن موقفه تجاههم
روي أن علياً ـ عليه السلام ـ أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول :
أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر.
فقال :
أنا أحقُّ بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً ؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لمّا كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلّموا إليكم الامارة ، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار ، نحن أولى برسول الله حيّاً وميّتاً ، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون ، وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون .
فقال عمر : إنك لست متروكاً حتى تبايع .
فقال له عليّ : احلب حلباً لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردد عليك غداً ، ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . ـ إلى أن قال لهم ـ :
الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعر بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به ، لانّا أهل البيت ، ونحن أحقُّ بهذا الامر منكم ، أما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بُعداً .
/ الامامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص18 ـ 19 ، السقيفة للجوهري ص60 ـ 61 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 11 ـ 12
.
وقوله عليه السلام :
اللهم إني أستعديك على قريش ومن أَعانهم ، فإنهم قد قطعوا رحمي ، وأَكفئوُا إنائي ، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ، وقالوا : ألا إنَّ في الحق أَن تأخذَه وفي الحق أن تُمنَعَهُ ، فاصبر مغمُوما ، أومُت مُتأسفا. فنظرتُ فإذا ليس لي رَافِدٌ ، ولا دابُّ ولا مُساعِدٌ ، إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنيَّةِ ، فأَغضيتُ على القذى ، وجرعْتُ ريقي على الشَّجا ، وصبرت من كظم الغيظ على أمَرَّ من العلقمِ ، وآلم للقلب من وخز الشفار
/ نهج البلاغة للامام علي ـ عليه السلام ـ ص336 من كلام له رقم : 217 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج11 ص109
قوله ـ عليه السلام ـ :
أما بعد ، فإن الله سبحانه بعث محمدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ نذيرا للعالمين ، ومهيمنا على المُرسلين ، فلما مضى ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ تنازع المسلمون الامر من بعدهِ ، فو الله ما كان يُلقى في روعي ، ولا يخطرُ ببالي أن العرب تُزعجُ هذا الامرَ من بعده ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عن أهل بيته ، ولا أنّهمُ مُنحُّوه عنّي من بعده ، فما راعني إلاّ انثيالُ الناس على فُلان يُبايعُونَهُ ، فأمسكتُ بيدي حتى رأيتُ راجعة النَّاس قد رجعت عن الاسلام يدعون إلى محق دين محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فخشيت إن لم أَنْصُر الاسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما ، تكون المُصيبةُ به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاعُ أيَّام قلائِل ، يزول منها ما كان كما يزول السراب ، أو كما يتقشع السَّحاب ، فنهضت في تلك الاحداث حتى زاح الباطل وزهق ، واطمأنَّ الدين وتنهنه
/ نهج البلاغة للامام علي ص451 كتاب رقم : 62 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج17 ص151 ، الامامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص133 بتفاوت