السلام عليكم - اخي العزيز الجزائري ، لعله افترض تعليل منطقي عن سبب رفض البرلمان البريطاني القيام بعمل عسكري ومن ثم ارغام الحكومة البريطانية الى الاذعان لرغبته ولربما حتى انه هي نفسها الحكومة البريطانية مترددة او غير متحمسة لهذه الحرب المفترضة ، وذلك لانه في حسابات الربح والخسارة للدول وخاصة الكبرى منها نضرة اخرى للامور وبالتالي افترض ان بريطانيا كبرلمان او معه بالنتيجة كحكومة ترى من ان هذه الضربة الحربية سوف لا تكون بالامكان كبح توسعها الى حرب اقليمية تدخل فيها جبهة المقاومة جميعا ( ايران وسوريا ولبنان وغزة ) على الاقل وهذا بدوره كاحتمال مترتب عليه يعني اغلاق مضيق هرمز وتعطيل سوق النفط والاضرار بالاقتصاد العالمي وخاصة اوربا محل الحديث وكذلك تهديد امن اسرائيل عسكريا ، ومن هنا وفي ضل الوضع الاوربي الاقتصادي الصعب سوف تكون تداعيات مثل هذه الحرب الغير مضمونة النتائج تمثل خسارة كبيرة وصعوبة على الغرب وان حقت نتائجها ، ومنة هذا الافتراض المنطقي ترى بريطانيا انها باتجاه مغامرة كبيرة اذا ما دخلت هذه الحرب - وان المستفيد الاول والاهم هو دولة الصهاينة التي لا يهمها سوى امنها وان تضرر الغرب كله في سبيل تحقيق ذالك - ولهذا فبالاضافة لكل ما يطرحه المحللون السياسيون المختصون بهذه القضية حول احتمال الضربة من عدمها وفق الادلة السياسية والعسكرية ، الا انه يبقى التحليل الادق يتطلب فيه معرفة اهمية هذه الضربة العسكرية في حسابات دولة اليهود اسرائيل وحجم الضغط منهم على الغرب الحليف لهم ، وهذا يقودنا الى فتح نضرة تحليلية عميقة في واقع الصراع في سوريا وجبهة المقاومة مع مستقبل امن اسرائيل
وهنا لا اريد الاطالة ولكن اقفز الى زبدة المحصلة
وهو ان من صالح اسرائيل الان وبعد طول الحرب في سوريا والفشل في الحسم بل وتقدم الجيش السوري في انتصاراته وتنامي قوة المقاومة العسكرية المحيطة باسرائيل - فانه في الحسابات الاسرائيلية الاستراتيجية العليا هو ضرب سوريا والمقاومة وان كان باغلى ثمن الان وليس بعيدا كثيرا
واقصد باغلى ثمن - هو افتراض تعرض اسرائيل لهجوم صاروخي واحتمال تعرض جيشها لخسائر والدخول في حرب ومثله يتعلق بامريكا وحلفائها كفرنسا وبريطانيا
ولكن ابو ناجي ( بريطانيا ) حسبها على ما يبدوا صحيح في ميزان العقل ومصالح الشعب البريطاني ام البقية فلهم حساباتهم والكل تحت رحمة الضغط من اللوبي الصهيوني - وسوف نتابع الاحداث من خلال كيف ستؤثر اسرائيل في معادلة دخول الحرب ام تاجيلها او الغائها وحسب معطيات وحسابات عديدة ،
لكن الذي لفت نضري في هذه الازمة هو ان المقاومة قد وجهت بوصلتها باتجاه الهدف الصحيح وهو اسرائيل وامنها في هذا الصراع ، وهذا يدل على دقة فهم المقاومة لمعادلة السياسة ، وقدرتها على تشخيص نقطة ضعف العدو ومحل راسه الذي يجب ان يقطع ، وشكرا
الباحث الطائي