العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

سفير اسحاق
عضو جديد
رقم العضوية : 79595
الإنتساب : Sep 2013
المشاركات : 1
بمعدل : 0.00 يوميا

سفير اسحاق غير متصل

 عرض البوم صور سفير اسحاق

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي السيد الحيدري بين المتعصبين له، والمتعصبين ضده، والمنصفين
قديم بتاريخ : 17-09-2013 الساعة : 08:26 AM


السيد الحيدري بين المتعصبين له، والمتعصبين ضده، والمنصفين

لا يخفى على المراقبين للساحة الشيعية المعضلة الحاصلة حول موضوع السيد الحيدري، حتى وصل الحال إلى الشقاق بين المؤمنين والخلاف، حيث كل منا يتبنى نظرة معينة وله أدلته عليها. وفي ضمن هذا الجو السائد انقسم الناس إلى ثلاثة فرق: فرقة متعصبة للسيد الحيدري، وفرقة متعصبة ضده، وفرقة ناقدة بعلم وإنصاف. ولا يخفى عليكم أن مدار الحق ليس هو تأييد السيد الحيدري أو عدم تأييده، وإنما مدار الحق هو الوقوف مع الحقيقة والحق وطاعة الله سبحانه وتعالى. فحتى لو كان السيد الحيدري محقاً يبقى التعصب له حراماً، وحتى لو كان السيد مخطئاً أيضاً يبقى التعصب ضده حراماً. فالبعض منا قد نسي أنه مكلف بواجبات وترك محرمات في أي مسألة من مسائل الحياة، وقد تجرد عن هذه التكاليف إما لغرض تأييد السيد الحيدري أو لغرض معارضته! فهل راعينا أخلاقيات الإنتقاد؟ وهل راعينا أخلاقيات التأييد؟ فمن هذه الواجبات هي التعامل بالأخلاق والإنصاف والعدل والصدق والدعوة إلى الحق بالحسنى، ومن المحرمات التعصب والتحزب والكذب والتصيد والشتم والكيل بمكياليين والحكم على الآخرين من غير معرفة كامل رأيهم. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم}. ولا فرق بين القيام بهذه الأمور مع المسلم أو مع غير المسلم. فالعدل دائماً واجب، والتعصب دائماً محرم. فيمكن أن يرتكب أحدنا هذه المحرمات عندما يقارن بين الإسلام والمسيحية، أو بين الشيعة والسنة، أو بين العلماء داخل التشيع، وفي جميع هذه الحالات يبقى الإنصاف واجباً، ويبقى الكيل بمكيالين حراماً. وقس هذا على سائر الكاليف. فقد يأثم الإنسان في طريقة تأييده للإسلام، عندما يكون غير منصف، مع أنه مع الحق! وقد يأثم في طريقة صده للكفر مع أنه ضد الباطل! فليس واجبنا الآن هو فقط البحث: هل السيد الحيدري على حق أم على باطل؟ ثم بعد ذلك نستحل كل شيء. نعم البحث في هذه المسألة هو من الضروريات، ولكن أيضاً لابد أن نراعي أخلاقيات البحث والنقد والتأييد لأننا محاسبون على كل ذلك. فهل طريقة تأييدنا للسيد الحيدري أو طريقة نقدنا له: طريقة يرضاها الله أم يبغضها الله سبحانه وتعالى؟

من أسباب الخلاف بين المؤمنين في الساحة الشيعية حول السيد الحيدري، هم المؤمنون أنفسهم وطريقة تعاملهم مع الحدث، فنحن من بيدنا أن نجعل أي اختلاف مصدرللشقاق والشتيمة أو أن يكون هذا الإختلاف مجرد إختلاف يمكن نقاشه وتعقله والخروج منه بمخرج سليم من غير إصطفاف وتراشق وحزازيات. قال تعالى: {لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى}، فحتى في حالة البغض والمخلافة، يبقى العدل واجباً والإنصاف واجباً. قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا، وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} فلم يسقط الإحسان حتى في حالة الشرك.

ومن أهم أسباب المشكلة الحاصلة هو أن السيد الحيدري كسائر البشر، يخطئ ويصيب. فحتى لو اختلفت نسبة الإصابة والخطأ من شخص لآخر، ففي نهاية المطاف كل انسان فيه لابد أن يكون فيه جانب السلب وجانب الإيجاب {خلطو عملاً صالحاً وآخر سيئا، عسى الله أن يتوب عليهم}. فأصبحت سيرة المخالفين للسيد الحيدري هي النظر إلى جانب السلب فقط، وأصبحت سيرة المحبيين له هي النظر إلى جانب الإيجاب فقط. وإذا مضينا في هذا الطريق، فلابد أن يتصور المخالف أن السيد مليئ بالسلبيات وهو من شياطين الإنس الذين لا صلاح فيهم، فكله سلبيات، ولا بد أن يتصور المحب للسيد أن السيد من الملائكة الذين لا عيب فيهم، فكله إيجابيات.

ولقد رأينا أن من أتباع المذاهب الأخرى قد وقعوا في نفس هذه المصيدة النفسيه، مصيدة الإنتقاء والنظر لجانب دون الآخر: ينظرون فقط إلى أخطاء أتباع التشيع، وإلى سلبياتهم، وإلى قصصهم، ويتتبعون هفواتهم وزلاتهم ويتحدثون عنهم في المجالس..... إلى أن تصوروا أننا شياطين الإنس بل أشد من الشياطين، فينبغي حمل كل ما يقوله الشيعة على محمل سوء و على التقيه والشيطنة والمكيدة بالإسلام، حتى لو بدى ما يقولونه صواباً. فبعد هذا التصيد لأخطاء السيد الحيدري وإغلاق العين عن حسناته من قبل المخالف، وبعد هذا التتبع لحسنات السيد وإغلاق العين عن أخطاءه من قبل المحب، لا شك أنه ستحصل حالة من سوء الفهم واختلاف الرؤية والشقاق وسوء الظن بالآخر. وفي الحقيقة إن كلا الجانبين مخطئ أمام الله سبحانه وتعالى.

فلا شك عند محبي السيد الحيدري والذين قد أمضوا عشرين عاماً من حياتهم في الإستماع لدروسه وقراءة كتبه، لا شك عندهم أن السيد عالم كبير لا نظير له في شتى معارف الدين، من التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد والعرفان وفلسفة الحياة والأخلاق والنفس وعلم الخلاف، بل البعض منا سماه "باقر العلم" والبعض منا يقول أنه: لولا دروس السيد الحيدري لما عرفت الله حق معرفته.. ولم أعرف ديني بهذه المعرفة العميقة إلا من خلال دروس السيد الحيدري. والبعض منا كان بمجرد النظر إلى وجه السيد يذكر قول النبي صلى الله عليه وآله: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) وتنهار دموعه ويقول اللهم اجمعني معه ومع أباءه، محمد وآل محمد يوم الحرور. ولا شك عند البعض منا أنه لولا دروس السيد الحيدري لبقي الكثير من جوانب الدين غير واضحة، فلم نعرف تفاصيل عقيدتنا إلا على يديه. وقبل ظهور مسألة المرجعية على الساحة كان الواحد منا يسمع الكثير من طلبة العلوم الدينية يثنون على مقام السيد الحيدري وجلالة علمه وقوة بيانه ويسمونه أستاذنا الكبير ومعلمنا وكانوا يستشهدون بآرائه ويستخدمونها كمستند في عقيدتهم.

وفي مقابل هؤلاء المتتبعين لدروس السيد، كان هنالك البعض من عوام الناس و من طلبة العلم ممن لم يعرفوا السيد الحيدري إلا من خلال برنامج مطارحات في العقيدة. ففقط عرفوه على أنه عالم في علم الخلاف مع السنة، وهو الراد على ابن تيمية وكفى، ولم يشتهر السيد بشيء غير ذلك، ولم يعرف بشيء غير ذلك. وعدى ذلك هو مجرد محاضر في الحوزة.... حيث أن هؤلاء لم يمضوا عشرة أو عشرين عاماً من حياتهم يستمعون إلى دروسه، وفقط عرفوه عندما بدأ مطارحاته ضد المذهب الآخر!

فعندنا فرقتين: فرقة عالمة بمقام السيد الحيدري، وفرقة غير عالمة. وبعدما طرح السيد الحيدري رأيه في مسألة المرجعية، قامت الفرقة الأولى بتسمية هذا الطرح "اجتهاد من عالم مقتدر" والفرقة الثانية قامت بتسميته "رأي من شخص غير متخصص". فالفرقة الأولى تعلم من هو المتحدث وتعرف عمق علمه وبراعته في علوم الدين وآمنت باستدلالاته.. وحتى لو رأت منه أخطاءاً حملته على محمل خير وآمنت أنه اجتهاد من مجتهد، يخطئ ويصيب، ويحق له إبداء الرأي. وأما الفرقة الثانية اعتقدت أنه مجرد معمم اشتهر على شاشات التلفاز في نقاشه مع السنة ثم استغل هذه الشهرة وطمح إلى المرجعية. فقامت هذه الفرقة بحمل كل ما يقوله السيد محمل سوء، وإن رأوا في رأيه صواباً قالوا مجرد رأي وليس اجتهاد، لأنه ليس بمجتهد، وهذا الرأي حتى لو كان صواباً لا يعتمد عليه، فأين شهادة الإجتهاد؟! وإذا رأوا منه أي خطأ فسروه على أنه طامح للمرجعية وهذه الأخطاء كلها تصب في نظرية الكبرياء والخيلاء والنية على تسقيط المراجع.

وفي الحقيقة، كلا الجانبين لا يخلوا من الخطأ. فحتى لو كان السيد الحيدري هو أعلم علماء الزمان في الواقع الخارجي، حتى لو كان كذلك، فلا يمكن أن نطمئن بذلك إلا بشهادة أهل الإختصاص. نعم قد تكون مطئمن أنه عالم جليل، ولكن كيف عرفت أن هذا العالم أعلم من غيره؟! لعل هنالك من هو أعلم منه ولكنه لم يشتهر في الساحة. فالمقارنة بين علم العلماء لا يمكن أن يقوم بها إلا أهل الإختصاص، والحديث هنا عن المقارنة. فحتى لو كنت تثق بطبيب من الأطباء وتعلمت منه العلم الكثير وأنت مطمئن أنه من كبار الأطباء، فمع هذا كله لا يمكنك أنت العامي أن تقارن بين الأطباء في علمهم. ففقط طلاب علم الطب يقدرون على تشخيص الأعلم. قد يكون عالم، ولكن قد لا يكون الأعلم. فهنالك فرق بين العلم والأعلمية. لا أحد من المنصفين ينكر علم السيد الحيدري، وفقط الجاهل أو المتحامل ينكر أن السيد الحيدري من العلماء، ولكن العلم شيء والأعلمية شيء آخر. قد يكون هو الأعلم في الواقع ولكن هذه مجرد فرضية تحتاج إلى إثبات. فأين هو الإثبات لنطئمن بأعلميته؟

الكثير منا تابع استدلالات السيد الحيدري على نظرية المرجعية العامة، وعلى أن المرجع يجب أن يكون مرجعاً في جميع معارف الدين، ولولا رجوع الناس إلى المرجع لمعرفة تفاصيل عقائدهم فأين يرجعون إذا كان مرجعهم معرض عن تدريس التوحيد والعدل وغيرها من العقائد، أين يذهبون؟! مروراً بآية {ليتفقهوا في الدين} وأن معناها الدين كله وليس فقط الفقه، وقوله تعالى: {ولينذروا قومهم} والإنذار يستوجب الإجتهاد في علم المعاد.... مروراً بمناقشة اجماع العلماء على أن معيار المرجعية هو "الأعلمية في الفقه والأصول وليس العقائد"، فبناءاً على ماذا أجمع العلماء على هذا تخصيص الأعلمية في الفقه، والروايات والآيات عامة في جميع معارف الدين من غير تخصيص!

ومن غير أن نخوض الآن في تفاصيل النظرية، فلنفترض صحة هذه النظرية، وأنها فعلاً هي النظرية الحقة، وأن المرجع لابد أن تنطبق عليه هذه الشرائط. عند ذلك، من أين عرفنا نحن العوام أن مصداق هذه النظرية الحقة هو السيد الحيدري؟! فمن غير شهادة أهل الإختصاص لا نعلم ولا نجزم. فلعل النظرية صحيحة ولكن مصداقها هو آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي أو الشيخ جوادي آملي. يقول الشيخ اسحاق الفياض "...لا مقام المرجعية ولا غيره من المقامات العلمية تثبت بغير شهادة أهل العلم والخبرة، وهي المعوّل عليها...". وهذا يوافق القواعد العقلية.

فحتى لو كانت شرائط نظرية المرجعية العامة تنطبق في الواقع الخارجي على السيد الحيدري، فلا يستطيع العامي أن يشخص ذلك بنفسه. وهذه من أساسيات العلوم. فإذا سمعت من العلماء من شهد له فيحق لك تقليده، وأنت معذور أمام الله، ولكن الذين لم يسمعوا شهادةً له، فلا يحق لهم أن يقلدوه. كنا نأمل من السيد الحيدري أن ينتظر شهادة العلماء له بالأعلمية قبل أن يتصدى للمرجعية لكي لا تقع الساحة الشيعية في هذا اللغلط والخلاف حول مرجعيته. فكان من الأسلم والأصلح لللأمة أن تجري مرجعيته بالشهادة، بالإضافة إلى مؤهلاته وعلمه ودروسه واشتهار فضله. لكان ذلك أسلم للساحة الشيعية.. وكان هذا هو أملنا في السيد: أن يجمعنا تحت ظل واحد وليس أن تفترق الأمة حوله.

أما الآن وقد وقف الواقفون ضده، فلن يشهد له أحد بشيء، بل نبشوا كل أخطائه وأظهروها على الملأ، سواءاً بموضوعية وإنصاف أو من غير موضوعية وإنصاف.. وحتى لو وجدو هنالك بعض الصواب في كلامه حملوه على محمل سوء، فهو الشيطان الذي يكيد للمذهب في الخفاء. وإلا فالنظرية التي ذكرها السيد الحيدري لو كان قد ذكرها أيام حسن الظن فيه لقال القائلون: اجتهاد في مقابل اجتهاد وفي قوله نوع من الصواب حتى لو كنا نخالفه. أما الآن ونحن في أيام سوء الظن فيه فيقول القائلون: باطل في قبال حق، وليس في رأيه أي صواب أبداً، ولا يحق له إبداء الرأي، فضح الله المتمرجع كمال الحيدري. وإلا قد ذكر جملة من العلماء هذه النظرية سابقاً ولم نجد العلماء قد قالوا عنهم: باطل في قبال حق! بل قالوا اجتهاد في مقابل اجتهاد. وأصبح النقد للسيد الحيدري مشابه لطريقة أتباع المذاهب الأخرى للتشيع، من قبيل: إصدار الأحكام من غير تتبع لكامل الكلام، وتتبع الأخطاء والزلات ونبش الكتب والمحاضرات لإيجاد الهفوات، وسوء الظن، والتهكم، والسخرية، والإصطفاف والتحزب والإقصاء، وإنكار جميع الحسنات والإيجابيات، واعتبار كل اجتهاد باطل في قبال حق، وتغيير الألقاب والمسميات. وفي التالي بعض الأمثلة:

في أحد أحاديث السيد الحيدري أخطأ السيد في حديثه، حيث بدل أن يقول أن المراجع هم "حصون ثغور المذهب"، قال إن المراجع "ثغور المذهب" فهل هذا دليل على أنه من الجهلاء؟ وأنه سقطت مرتبته العلمية؟ فلو استمعنا لحديث للمرجع الشيخ بشير النجفي وارتكب خطأً لغوياً، فهل أصبح الشيخ بشير النجفي من الجهلاء؟! فلماذا الكيل بمكياليين؟ إما هذا وذاك خطأ عابر مع سرعة الحديث وإما هذا وذلك يدلون على الجهل. لماذا عندما اختلفنا مع السيد الحيدري بدأنا نحمل كل أخطائه البشرية الإعتيادية على أنها جهل ونقابلها بالضحك، ونضع المقاطع والتعليقات؟! وقد قال أحد السادة المعروفين "من لا يميز بين الحصون والثغور فلا يحق له أن يتحدث". فهل السيد الحيدري فعلاً لا يميز بين الحصون و الثغور؟! أم أنه خطأ عابر مع سرعة الحديث وعدم الإنتباه. والحكم للمنصفين.

وقد رأينا أن البعض كان يسمي السيد بآية الله السيد الحيدري، أو سماحة السيد الحيدري، أو العلامة السيد الحيدري، أو السيد الحيدري، أو السيد كمال، والآن أصبح أسمه الحيدري، أو كمال الحيدري، أو المتحدث في قناة الكوثر. وبعض السادة اللذين انتقدوا السيد كان اسمهم في الماضي "السيد فلان"، والآن بعد أن بدأ ينتقد السيد الحيدري أصبح أسمه "سماحة العلامة السيد فلان". وقد رأينا بعض العوام لم يكونوا يعرفون اسم أحد المراجع في إيران، ولم يسمعوا له أي محاضرة ولم يقرؤا له أي كتاب ولا حتى سطر ولا يعرفون اسمه الكامل ولم يرو صورته، ولكن بمجرد بدأ هذا المرجع يرد على السيد الحيدري تغيرت الصورة عندهم فأصبح: سماحة المرجع المجاهد آية الله العظمى وأصبح من أكبر المراجع المعروفين عندهم وهو كهفهم الذي تربوا على يديه على مر السنين! ليس معنى الكلام هاهنا نفي جلالة المرجع بل فقط بيان موقف البعض كيف يتبدل ويتغير بمجرد الإصطفاف والتحزب.

وقد رأينا أن السيد الحيدري كان في الماضي يطرح آراءه في شتى علوم الدين، فلم يعترض عليه أحد، وكان رأيه يحترم ويجل، ولم يقل أحد لا يجوز أخذ معارف التوحيد عنه، ولم يقل أحد أنه لا يضبط علم الرجال ولا يعرف اللغة العربية، وبالعكس كانو يشهدون له بالفضل (ليس بالمرجعية، بل بالبفضل والعلم والتمكن). ولكن بمجرد أن كلامه وصل إلى مسألة المرجعية، أصبح غير متخصص وغير مجتهد ولا يعرف اللغة العربية ولا يجوز أخذ الدين عنه، لأنه لا يعرف التحقيق ولا يضبط علم الرجال، وفي دروسه مغالطات. فعندما طرح السيد ما لا نحب أسقطنا عنه حتى أبسط مراتبه العلمية. وقد قال أحد السادة المعروفين عن السيد "إن كان له حظ من العلم... إن كان.." وهذا دليل على أن المتكلم إما أنه يعرف أن للسيد درجة علمية ولكن يريد أن ينكرها، وإما أنه لا يعرف مكانة السيد العلمية وهو من الفرقة الثانية التي عرفت السيد فقط من خلال البرامج التلفزيونية. ولعل الناقدون أكثر حرصاً على مسألة المرجعية من حرصهم على مسألة التوحيد. فقد سمحوا لنا بتعلم التوحيد عنه ولم يقل أحد أنه لا ينبغي أخذ الدين عنه.

يقول أحد السائلين الذين استفتوا السيد الروحاني في موضوع السيد الحيدري، يقول: "....طرح أنفسهم كبديل للمراجع العظام من خلال التصدي للوهابية في برامج التلفزيون...." فهل هذا السائل أحاط بعلوم السيد الحيدري ويعرف من هو؟ أم أنه فقط عرفه من خلال التلفاز؟
ويقول السيد الروحاني عندما سأله أحدهم عن مرتبة السيد الحيدري العلمية، يقول: "لم نطلع على علمه لنحكم عليه....".
ويقول أحد السادة المنتقدين للسيد الحيدري "اطلعت على كتبه وكلها تكرار" وقد اختزل علم عشرين سنة في هذه الفترة القياسية.
ويقول الناقدون أن السيد الحيدري ينكر رواية ((حب علي حسنة لا تضر معها سيئة)) ولهم محاضرات كاملة في الرد عليه. ولكن أي واحد منا استمع لدروس السيد الحيدري قد علم أن هؤلاء الناقدون لم يطلعوا على علم السيد، ولم يستمعوا لدروسه، لأن السيد في عشرات وعشرات المواضع شرح رأيه في هذه الرواية، وهو أنها رواية صحيحة وصدرت عن المعصوم ولكن تفسيرها أن الحب هو الحب العملي، ولم ينكر الرواية.

والسيد الحيدري لم ينكر مشاهدة الإمام المهدي إنما أنكر أن من يشاهده يعرفه بشخصه على أنه الإمام، ولكن ظهرت الإنتقادات على أن السيد ينكر أصل المشاهدة! فمن الواضح أن الناقدون لم يتتبعوا كامل رأي السيد في المسألة. وهذا خلاف الإنصاف والعدل، حتى لو اختلفنا معه. ولكننا قد اتخذنا قرار مسبق: أنه كل ما يقوله هذا الرجل ينبغي إسقاطه وانتقاده! وهذا هو محض التحزب.
والسيد الحيدري لم يتبنى جميع آراء ابن عربي، وقال: ينبغي دراسة ابن عربي وأخذ ماعنده من الإيجاب ورفض ما عنده من السلب، كما نحن ندرس علماء الغرب من غير المسلمين مثل ماركس وغيره، فليست دراستنا لماركس لأننا نؤمن. فالبعض ينسب إلى السيد الحيدري أنه يتبنى جميع آراء ابن عربي بما في ذلك زندقته! فأين الموضوعية في هذه النسبه؟! إما أن الناقدون لم يطلعوا على كامل رأي السيد الحيدري وهذا خلاف العدل والإنصاف، وإما أنهم اطلعوا عليه ولكن بهتاناً ينسبون إلى السيد تبنيه لجميع آراء ابن عربي. ويبينون للناس زندقة ابن عربي وكأنه بيان لزندقة السيد الحيدري. فهل السيد الحيدري أيد كل ما قاله ابن عربي؟! وهل السيد الحيدري هو الوحيد الذي مدح بعض آراء ابن عربي؟ ليس هو الوحيد ولكن بما أنه تكلم في المرجعية إذاً ينبغي أن ننسبه إلى الزندقة. وماذا عن غيره من العلماء؟!

وفي موضوع "إسلام الحديث وإسلام القرآن" ظهر النقد من المشايخ أن السيد يقول بمقولة ((حسبنا كتاب الله)) ومن الواضح أن هؤلاء لم يتابعوا حلقات السيد ولم يستعموا لكامل رأيه وتسرعوا بالنقد، وأصبح النقد "حشرٌ مع الناس عيدُ". فالسيد شرح بشكل واضح أن هذه الأطروحة تختلف عن نظرية ((حسبنا كتاب الله)) من حيث أن الخليفة الثاني رفض الأحاديث المقطوعة عن النبي صل الله عليه وآله، بينما أطروحة اسلام الحديث ترفض الأحاديث الظنية فقط، لا المقطوعة.. فالأحاديث المقطوعة عن النبي والمعصومين عليهم السلام شئنها شأن القرآن الكريم ويجب الأخذ بها كما يأخذ بآيات القرآن الكريم. فهذا من التسرع في النقد من غير إلمام برأي السيد. فأخذوا يذكرونه بحديث الثقلين ((كتاب الله وعترتي)) وكأن السيد لا يعرف هذا الحديث، وهذا ليس من الإنصاف في شيء. فقد امضى السيد سنة كاملة يشرح هذا الحديث في برنامج الأطروحة المهدوية وقد أثبت مصادره وشرح معناه واستند عليه في إثبات العصمة.

وغيرها من الأمثلة التي يتبين منها أن جزء لا يستهان به من الإنتقادات ضد السيد إنما هي انتقادات متسرعة، سببها الأساسي هو رأيه في مسألة المرجعية لا أقل ولا أكثر، وليس سببها هو رأيه في هذه المسألة أو تلك. فقط الهدف هو تسقيطه بأي ثمن، سواء بموضوعية وإنصاف أو من غير موضوعية وإنصاف، فكلاهما حلال شرعاً! فهدف الناقدين هو التشفي من شخصه بأي طريقة لإثبات جهله فقط ليسقط رأيه في مسألة المرجيعة. أصبح حتى في مسائل الإجتهاد الإعتيادية ينكر عليه ويشكك فيه. فبعض العلماء يثق في كتاب سليم بن قيس والبعض لا يثق، وهذه المسألة مفتوحة للإجتهاد منذ مئآت السنين حسب رأي العالم، ولكن الآن لأن السيد الحيدري مشكوك فيه فلا يحق له إبداء أي رأي، ويتم استفتاء العلماء: ما رأيكم في كتاب سليم بن قيس؟! ما رأيكم في مسألة مشاهدة الإمام المهدي؟! ما رأيكم في مصيبة الزهراء؟!.. ولماذا لم نسمع في الماضي أحداً يقول: ما رأيكم في دروس السيد الحيدري في التوحيد؟! ما رأيكم في قوله في العصمة؟! ما رأيكم في دروسه في العدل؟!.. فليس الهدف من هذه التساؤلات هو مجرد التعلم محبة في العلم والشغف لمعرفة حقيقة هذه المسائل، والحرص على معرفة تفاصيل العقائد. بل الهدف هو الرد على السيد الحيدري وإسقاط رأيه.

فهل السيد الحيدري باطل لا حق معه.. والآخرون حق لا باطل معه.. أيها المخالفون؟!

ومن جهة السيد نفسه، بالإضافة إلى تجاوزه قاعدة شهادة أهل الخبرة، هذه القاعدة الأساسية في جميع العلوم.. فلو كان حكيماً وحريصاً على ألفة أبناء التشيع ووحدتهم، لكان أولى أن يقوم بهذا النقد بين أهل العلم ومع المراجع لا على العلن. لا نقول أنه من الخطأ يقيناً ومن الحرام طرح هذه المسائل على العلن، فهذا قد يكون فيه نقاش، والبعض يؤيد والآخر يعارض ولكن لا شك أنه كان من الأسلم والأصلح للساحة الشيعية وحفظ وحدتها أن يكون نقاش السيد الحيدري مع العلماء في الحوزات ليقنعهم بعلمه واستدلالاته. وكنا نأمل من السيد الحيدري أن يقوم بالأولى وليس بالواجب الأدنى، وكنا نأمل منه الأحسن وليس الحسن.

وأيضاً، إنما يكون التحدي مع المعاندين والمغرضين، فلماذا يطرح السيد رأيه بصيغة التحدي للعلماء؟!! إذا كان عندهم اجتهاد، فلعله اجتهاد صحيح، وإن لم يكن صحيح فيكفي تبيين الأدلة لهم، وليس التحدي وكأنهم من أهل الضلال والعناد. وكان السيد يقول لمن خالفه في الرأي: "أين عقولكم؟" فلا يمكن لكم أيها المحبوون للسيد الحيدري ادعاء أن هذه كلمة حق. ولطالما سمعنا السيد الحيدري يكرر في دروسه الرواية الشريفة عن الإمام الصادق عليه السلام: ((إنَّ الإيمان عشر درجات، بمنزلة السلم... فلا يقولنّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء... فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك. وإذا رأيت من هو أسفل منك فارفعه إليك فرفق...)). تقول الرواية "فارفعه إليك بفرق"، وليس بالتحدي، وليس بالقول "أين عقولكم؟". وفي موضع يقول السيد إن الكل له الحق في إبداء رأيه واجتهاده وله احترامه، وفي موضع آخر يقول "مالكم كيف تحكمون؟!".

نعم ربما نستطيع الجواب على المخالفين في بعض شبهاتهم ، ولكن ليس كل الشبهات. فإذا قال البعض: "لا ينبغي للمرجع أن يطلب المرجعية، بل المراجع يتحرجون من التصدي". فيكون الجواب على ذلك من جهة السيد: "إذا اعتقد العالم أنه ليس هو الأعلم، فلا ينبغي أن يتصدى من الأساس مع اعتقاده بوجود من هو أعلم منه، وإن اعتقد أنه هو الأعلم فيلزمه أن يتصدى. فكيف يعتقد العالم أنه هو الأعلم ورأيه أقرب إلى الحق ومع ذلك لا يتصدى ويترك غيره ليتصدى؟". وقد يكون في هذا الجواب نوعٌ من الصواب. والكثير من الشبهات التي طرحت ضد السيد الحيدري هنالك لها جواب، كمسألة دلالة آية {ليتفقهوا في الدين} على عمومية الدين.. ولكن هنالك بعض الشبهات ليس لها جواب. والمنصف ينبغي أن يلاحظ ذلك ولا ينكره. ويكفيكم أيها المحبون إنتقادات طلبة العلوم الدينية للسيد الحيدري لتشكوا في أعلميته. قد لا تشكون في علمه لأنكم تعلمتم على يديه وسمعتم مَن شهد له من قبل في الماضي. ولكن العلم شيء والأعلمية شيء آخر. فإذا كانت هنالك بعض التشكيكات من طلبة العلوم الدينية فهذا لا يجلب الإطمئمان بأعلمية السيد الحيدري، بالإضافة إلى عدم وجود شهادة أهل الخبرة، فمن أين علمتم أنه هو الأعلم؟!

فهل السيد الحيدري حق لا باطل معه.. والآخرون باطل لا حق معهم.. أيها المحبوون؟!

وما بين هذا وذلك يبقى أهل الإنصاف الذين يؤيدون الحق ويرفضون الباطل، وليس من يؤيد السيد بكامله أو من يعارضونه بكامله. فما معنى هذا الكلام؟! هل نتبرئ من السيد ونهاجمه؟! أو أن نقلده ونتخذه مرجعاً؟! قد يكون الجواب: لا هذا ولا ذاك. تقليد السيد لا ينبغي إلا بشهادة الخبراء وليس بشهادة العوام مهما ذاع صيته. قد لا يشهد له الخبراء لأنه ليس هو الأعلم من الأساس، أو لا يشهدون له لأسباب أخرى. ولكن في نهاية المطاف من غير الشهادة كيف يعلم العوام بأنه أعلم من غيره؟! ولكن حتى لو لم يكن مرجعاً، يبقى عالماً وله حظ جليل من العلم لا يخفى على المتتبعين لعلمه منذ أكثر من عشرين عام. وقد شهد له في الماضي بعض الذين ينتقدونه الآن بأنه كان عالماً مقتدراً. نعم قوموا بانتقاده في موضع الإنتقاد، انكروا عليه في موضع الإنكار ولكن لا يجركم إنكاركم للتعصب وإنكار كل شيء يملكه {لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى}. إذا ذكر السيد شيء من الصواب فلا تقولوا في أنفسكم هذا الصواب باطل لأنه جاء من المتمرجع الحيدري.

بعض النقد الذي انتقده السيد للحوزات العلمية والمؤسسة الدينية وحركة التشيع كان في محله. قد تكون دروس الحوزات فيها بعض التنوع في العلوم ولكن من الواضح أن الجو السائد هو التركيز على نوع واحد أو نوعين من العلوم. وحتى لو تنوعت علوم الحوزة يبقى اهتمام الحوزة بالساحة الشيعية مقتصر على جوانب محدودة من علوم الدين، وما يخرج للناس من الحوزات لا يغطي كل جوانب الدين. فعلى مدى عشرات السنين أصبح اهتمام الناس وفهمهم للدين مقتصر على فهم الفقه ومصيبة الإمام الحسين عليه السلام والخلافة وأن الإمام علي علي السلام أحق من أبي بكر، وعلمهم بعلم الخلاف مع أهل السنة. نحن في عصر تعددت فيه العلوم والفلسفات وتداخلت فيه الشعوب والثقافات مع بعضها وما أشد حاجتنا إلى معرفة فلسفة ديننا وعرفاننا وتوحيدنا وعدل ربنا، ولا يكفي التعريج على هذه العلوم تعريجاً في الساحة العامة، بل يلزم بحثها ونشرها وتوعية المجتمع بتفاصيلها بمستوى يتناسب مع المجتمع. أليست وظيفة الحوزة هي سد حاجة أتباع التشيع في علوم الدين؟! إن كان في رأيكم أن السيد الحيدري لا يصلح لمئ هذا الفراغ، فاملئوه لنا يا علماء التشيع وانشروه على رعاياكم وأبنائكم.

فلعل خلاصة هذا المقال أنه لا ينبغي تقليد السيد الحيدري إلا بثبوت مرجعيته، ولا ينبغي تأييده في أخطاءه وتبريرها وكأنه ملك من الملائكة المعصومين، ولكن أيضاً لا ينبغي إنكار علمه وعلوا شئنه وفضله على المجتمع الشيعي من طلبة وعوام على مر عشرات السنين، والمعارف الدينية القيمة التي نشرها على الناس وارتقى بمعرفتهم وتقواهم وإيمنهم. وأيضاً لا ينبغي التحامل عليه وكأنه من شياطين الإنس وحمل كل كلامه محمل سوء وتتبع أخطائه حتى الأخطاء الإعتيادية، وتسقيط مرتبته العلمية وعدم الإستماع لكامل رأيه، وعدم تأييد الحق الذي يقوله إن قال حقاً فقط تحاملاً عليه، والكيل بمكيالين عند تقييمه. فإن كان السيد الحيدري متخصصاً في العقائد فنبقى نأخذ عنه عقائدنا ولكن لا نقلده إلا بشهادة أهل الخبرة. عدم مرجعيته لا تعني عدم تخصصه في العقائد، وقد شهد له المرجع الديني أستاذ العقاد والفلسفة والتفسير آية الله الشخ جوادي آملي باقتداره في علوم العقيدة والعقليات قائلاً "...سماحة الحجة العالم الكامل السيد كمال الحيدري دامت افاضاته وبلغ شئناً قاصياً في العلوم العقلية التي لا تنفك عن النقلية...". نعم، إذا قال السيد أمراً خاطئاً وباطلاً ينبغي الإنكار عليه وعدم الأخذ به ولا ينبغي تبرير الخطأ الصريح الواضح الذي لا يمكن حمله على أي محملٍ من الصواب. النية عند الله، إن كان عامداً أو مشتبهاً أو غافلاً، ولكن تكليفنا هو عدم الأخذ بالرأي الخاطئ. وهذه مسألة مرجعها لأهل الخبرة والعلماء في تشخيص الخطأ من الصواب في المسائل التخصصية، وعوام الناس تكليفهم هو تتبع البينة وشهادة العلماء والوصول لما يورث الطمأنينة بالخطأ أو الصواب والأخذ بذلك وليس الأخذ بغيره محبةً في السيد الحيدري أو بغضاً له. فتحكيم المحبة والبغض في قبال الدلالة والعقل هو من أفعال الجاهلية المقيتة والتي أنكرها الله سبحانه على عباده.

وختاماً، مهما بلغ الإختلاف، لا ينبغي أن ننسى تكاليفنا الشخصية، سواء كنا من طلاب العلوم الدينية، أو من عوام الناس. فكل إنسان عليه تكاليف شرعية وأخلاقية ينبغي مراعاتها، في حالة الإختلاف أو التوافق، في حالة الحرب أو السلم، في حالة الغنى أو الفقر، وحتى في الفتن: الإنصاف والعدل والصدق والأخلاق والدعوة إلى الحق بالحسنى وغيرها من الواجبات، وترك التعصب والتحزب والكذب والتصيد والإنتقاء والشتم والسخرية والتهكم والكيل بمكياليين وغيرها من المحرمات. ويبقى السلام واجب بين الأخوة واحترام عقولهم واختياراتهم وحسن الظن فيهم. فالبعض بسبب هذه المشكلة قد تغيرت أخلاقه، وأصبح متشنجناً في النقاش، ويتهكم ويتكبر ويسخر ويعتبر الآخرين من أهل الضلال ومتعصبون. فالبعض بمجرد أن تذكر له إحدى حسنات السيد الحيدري يعتبرك متعصباً له، والبعض الآخر بمجرد أن تنتقد السيد الحيدري يتعبرك متعصباً ضده! فصرت إما في الجنة أو في النار، بينما ليس الحق كذلك. والبعض إذا سلمت عليه لا يرد السلام، بل بدل رد السلام يرسل لك مقالاً في الرد على السيد الحيدري! وفي الأعياد تبارك له العيد فلا يرد، وبدل التبريك ويرسل لك رداً آخر على السيد الحيدري! والبعض يتناقش حول مسألة السيد الحيدري لا بهدف الوضول إلى الحق، بل بهدف إسقاط الآخر والفوز في النقاش، والبعض يتناقش بسخرية وسوء أدب، وكل ذلك نحن محاسبون عليه، وسنراه يوم القيامة، سواء كنا مؤيديين للسيد الحيدري أو مخالفين له. لا ينبغي أن ننسى أنه صحيحٌ أن مسألة السيد الحيدري مسألة مهمة وهي موضع تكليف، ولكن أيضاً صداقتنا ومحبتنا واحترامنا لبعضنا وتوقير بعضنا واحترام خياراتنا والدعوة إلى الحق بالحسنى كلها تكاليف، فيها الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات. وكل كلمة تصدر منا قد نؤجر عليها وقد نأثم عليها. إنَّ في التعصب للسيد الحيدري إثم، وإنَّ في التعصب ضده إثم، والإنصاف والتعقل والأخلاق هم الحق وهم ما نثاب عليه {لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا}.
نسأل الله الهداية والثبات على طريق الصواب
وصلى الله على محمد وآل محمد
خادمكم سفير إسحاق


من مواضيع : سفير اسحاق 0 السيد الحيدري بين المتعصبين له، والمتعصبين ضده، والمنصفين
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:43 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية