1- هل اكتسبت ليلة القدر صفة الليلة المباركة بنزول القران الكريم ام انها كانت مباركة اصلا ومن اجل ذلك اختص الله تعالى نزول القرآن فيها لعظمتها وبركتها ؟
قبل الجواب على هذه الاثارة او السؤال لابد من التذكير بحجية ظواهر القرآن ولزوم الاخذ بما يفهم من ظواهره بعد الفحص عن القرائن المتصلة والمنفصلة التي تدل على المراد وعلى هذا الاساس نقول :
الظاهر من خلال السورتين المباركتين أهمية وقيمة وشرف ليلة عظيمة ليست كباقي الليالي والأيام والشهور والسنين إنها ليلة مميزة ومشرفة على غيرها . إنها ليلة القدر المباركة وما أدراك ما ليلة القدر لقد تكرر اسمها في السؤال ألتعظيمي وجوابه إشارة وأمارة بالغة لعظمتها .
وانها ليلة مباركة اصلا وقد اختارها الله سبحانه وتعالى لتشهد النزول المبارك ايضا للقرآن الكريم فتشرفا ببعضهما فضلا عن ما يجري في هذه الليلة من امور عظيمة اختصت في هذه الليلة حيث يفرق فيها كل امر حكيم وتتنزل الملائكة والروح من كل امر وهي سلام حتى مطلع الفجر .هذه الليلة كما قدمنا ليلة مفصلية في دورة حياة العالم ليلة تطبيق نظام البداء من التقدير والتدبير والتقرير والتفصيل الى ما ذكرنا غير ذلك في المقدمة (ليلة القدر ليلة تطبيق نظام البداء ) .
يضاف الى ما ذكرنا من عوامل واسباب اكتساب الاهمية البالغة و صفة الليلة المباركة وكما سنتناول انها موجودة ومتقدمة على نزول القرآن وانها مستمرة الى يوم القيامة .
2- اذا كان نزول القرآن يعطي ويمنح صفة (المباركة) فهل يعطيها بكله (اي بمجموعه المركب من سوره وآياته ) ام يكفي نزول آية او سورة منه ؟
هنالك راي يقول ان ليلة القدر اكتسبت صفة المباركة بنزول القرآن .
مناقشة الراي :
اذا كان القول كما تقولون فنسأل هل ان القرآن منح صفة المباركة والشرفية بكله (بمجموعه المركب من السور والآيات ) اي ان الشرفية القرآنية متعلقة بمجموعه المركب دون اجزاءه ؟
وهذا لا يلتزم ولايقول به احد لان الشرفية والمبروكية تستغرق وتستوعب وتشمل جميع اجزاءه من سور وآيات فجميع اياته شريفة ومباركة كما ورد في الحديث التالي حول السبع المثاني :
حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي الله عنه قال حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عنأبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن بن علي ( ع ) قال :
قال أمير المؤمنين ( ع ) إن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من فاتحة الكتاب و هي سبع آيات تمامها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سمعت رسول الله ( ص ) يقول إن الله عز و جل قال لي يا محمد وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (الحجر87 ) فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم و إن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش و إن الله عز وجل خص محمدا ( ص ) و شرفه بها و لم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان ( ع ) فإنه أعطاه منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يحكي عن بلقيس حين قالت أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ( النمل 29 – 30 ) ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد و آله الطيبين منقادا لأمرها مؤمنا بظاهرهما و باطنهما أعطاه الله عز و جل بكل حرف منها حسنة كل واحدة منها أفضل له من الدنيا و ما فيها من أصناف أموالها و خيراتها و من استمع إلى قارئ يقرؤها كان له بقدر ما للقاري فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنه غنيمةلا يذهبن أوانه فتبقى قلوبكم في الحسرة .
عيون اخبار الرضا ج1 ص270
فتحصل ان كل سورة وآية من القرآن مباركة وشريفة والمركب منها يكون شريف ومبارك ايضا .
فاذا كان كذلك ننتقل الى السؤال التالي
3- اذا كانت صفة (المباركة) يمكن تحققها ببعض آيات القران فهذا يعني اشتراك الليالي والايام التي شهدت نزول القرآن التدريجي في صفة المباركة ؟
الثابت ان القرآن نزل جملة في ليلة القدر المباركة ونزل نزولا تدريجيا في عهد النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وهذا يعني وفق النتيجة التي انتهينا بها ان الليالي والايام التي شهدت نزول تدريجي للقرآن تشترك في صفة المباركة مع ليلة القدر بسبب نزول بعض السور او الآيات الشريفة والمباركة . وعلى هذا لا امتياز لليلة القدر على هذه الليالي بلحاظ شرفية ومبروكية نزول القرآن حصرا .. نعم هي مباركة وعظيمة بلحاظات متعددة وازدادت بركة ايضا بالنزول المبارك للقرآن الكريم .
والنتيجه ان ليلة القدر ليلة مباركة بالاصل واختارها الله بل اختصها للتنزيل الاعم من القرآن الكريم الشريف بل من كل امر