[المؤرخ]

كلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ رئيس التحالف الوطنيِّ العراقيِّ بـــخصوص التصويت على تعديل قانون انتخابات مجلس النواب لعام 2014 في جلسة مجلس النواب الخميس 3/10/2013

الاخبار | 04-10-2013

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:بدأنا مرة أخرى نتسع للفضاء الوطنيِّ العراقيِّ.. التحالف الوطنيّ كان حريصاً جدّاً أن يجري التصويت، وحين وجدوا رغبة لدى الإخوة الكرد وجدوا أنفسهم بين أمرين: النزول عند رغبة الإخوة الكرد، ولمساعدتهم أن يتأجَّل الموضوع إلى يوم الاثنين.. هذه الرسالة وصلت إلى الإخوة الكرد، والرسالة الثانية إلى الإخوة في العراقية قلنا لهم الكلام نفسه، فالتأم الجمع من هذه الكتل على أن نُؤجِّل إلى يوم الاثنين، ويوم الاثنين -فيما يتعلق بهذا الأمر- لابدَّ منه..

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:لم أرَ قائمة أو كتلة، بل وحتى عضو برلمان أشار إلى ضرورة تأجيل الانتخابات، وليس من صالح أيِّ طرف من الأطراف أن تتأجَّل الانتخابات، وعام 2005 عام القوة، والمسرح السياسيُّ الرائع شهد حفل الانتخابات المُتعدِّدة في بداية شهر الواحد، ومنتصف الشهر العاشر، ونهاية الشهر الثاني عشر، والأمم المتحدة أرادت أن تتدخّل، ودسَّت أنفها؛ لتحويل الانتخابات الأخيرة من نهاية 2005 إلى 2006، وتكلّمتُ معهم بشدّة، ورفضتُ هذا الشيء، وكان نغروبونتي سفيراً آنذاك، وأبلغ كوفي عنان، واعتذر عن هذا التدخّل، وجرت الانتخابات في 2005..

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:يجب أن تُجرى الانتخابات، لكن لا يكفي أن نلتزم بمواعيد الانتخابات إنما يجب أن نُدير العملية بطريقة غير بيرقراطية، وغير تقليدية؛ حتى لا نخسر الأطراف الوطنية..

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:مواسم الانتخابات لا يُعتبَر الفوز فيها مقابل الفوز الاستراتيجيّ العارم الذي يتحقق بوحدة الكلمة..

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:ليكن عدّادنا في الجلسات القادمة نحو إنجاز المزيد من القرارات؛ نحن أمام مُنعطَف، ويجب أن ننعطف إلى الطريق الصحيح؛ لئلا نذهب إلى طريق غير صحيح..

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:-أنا فُوجِئت مفاجأة سارّة- في تجربة انتخابات كردستان فاز شعب كردستان، وفاز العراق، وفازت المنطقة فلم تحدث مُشاحَنات، ولا مناكدات، ولا اقتتال في أوساطهم، كانت رسالة قد وُجِّهت، وصرخة سِلْم في أجواء الصخب بأنه يُوجَد هكذا شيء في العراق، وكذا يجب من الآن فصاعداً أن نعدَّ لأن يكون تنافس للإعداد للانتخابات، وهو أمر جيِّد جداً..

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:اتفقنا أن تُؤجَّل الأمور إلى يوم الاثنين، فأرجو من الجميع أن يلتزموا بهذا الجدول، ورُبَّما تكون جلسة تمهيدية يوم الأحد اتفقنا عليها أيضاً إذا كانت هناك بعض الأمور تتطلّب التدارُس، والتمهيد من أجل إنجاح القرار، وصياغته بطريقة صحيحة..

وإلى حضراتكم النص الكامل لكلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ رئيس التحالف الوطنيِّ العراقيِّ بخصوص التصويت على تعديل قانون انتخابات مجلس النواب لعام 2014 في جلسة مجلس النواب الخميس 3/10/2013

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
قال الله -تبارك وتعالى- في مُحكَم كتابه العزيز:
((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)) [آل عمران : 103]

في مثل الظرف الذي يعيشه العراق تكون سفينة العملية السياسية وهي تمخر في مثل هذا البحر الهائج إقليمياً ودولياً ومحلياً، وليس سِرّاً على أحد أنَّ هذه السفينة تحتاج كلَّ أفرادها..
مَن يتولّى أن يكون رُبّان السفينة -وهو ليس فرداً أنا أتكلّم على نوعية- وكذلك راكبو السفينة ينبغي أن يتحلّوا بأخلاقية المُواجَهة، والتصدّي، والتجاوز عن الجزئيات.
قد لا نكون مسؤولين عن شِدّة الريح العاصف، أو هيجان الموج الذي يُواجه السفينة، لكننا نملك أن نتحكّم بالسفينة، وكيف تواجه هذا التحدّي؛ لذا خطابي معكم جميعاً من دون استثناء قياداتٍ وأعضاءَ برلمان، رؤساءَ كتل، رؤساءَ سلطات لا أفرِّق بين أحد منكم: تقع مسؤولية الحفاظ على العراق علينا جميعاً، وسلامة السفينة تتوقّف علينا جميعاً، وسلامتنا تتوقف على سلامة السفينة، وعندما تغرق السفينة لا ينجو منها أحد.
سينتقم منا الحاضر، وسيلعننا التاريخ؛ لذا ينبغي أن نضع نُصب أعيننا حقيقة الحفاظ على هذه الحالة.
اليوم دُعيتُ من قبل الإخوان في الهيئة السياسية في التحالف الوطنيِّ لاجتماع طارئ لم أكن أحسب له حساباً، فجلستُ معهم، وكانت جلسة بالنسبة إليَّ رائعة استنشقتُ فيها عبير الإحساس الصادق، والمُباشِر حين أسمع مُفرَدات بأنه ينبغي أن نستجيب للتأجيل إلى يوم الاثنين نزولاً عند رغبة الإخوة الكرد، وفي الوقت نفسه يجب أن نُنسِّق مع الإخوة في العراقية؛ حتى نبقى عند كلمتنا؛ لذا كنت سعيداً وأنا أسمع هذه الكلمات التي طالما كنت أتطلّع إليها، وأستوحش؛ لأننا فقدناها منذ فترة طويلة من الزمن عندما تشرنق البعض عند ذواتهم.
الآن بدأنا مرة أخرى نتسع للفضاء الوطنيِّ العراقيِّ.. التحالف الوطنيّ كان حريصاً جدّاً أن تجري اليوم هذه القضية، وحين وجدوا رغبة لدى الإخوة الكرد وجدوا أنفسهم بين أمرين: النزول عند رغبة الإخوة الكرد، ولمساعدتهم أن يتأجَّل الموضوع إلى يوم الاثنين، أو -لا سمح الله- فقدان رأي الإخوة في العراقية؛ فصار الرأي أن نعمل مُقاربتين مع الإخوة الكرد، فحمّلناهم رسالة، وتفضَّل الأخ الدكتور فؤاد، وقلنا له: نحن إلى الاثنين، وإذا لم نتفق مع الإخوة في العراقية لا نُريد أشياء جديدة، الأمر أمركم إذا أنتم اتفقتم معنا فبها ونعمت، وإذا لم تتفقوا فنحن معذورون بالاستمرار.
هذه الرسالة وصلت إلى الإخوة الكرد، والرسالة الثانية إلى الإخوة في العراقية قلنا لهم الكلام نفسه، فالتأم الجمع من هذه الكتل على أن نُؤجِّل إلى يوم الاثنين، ويوم الاثنين -فيما يتعلق بهذا الأمر- لابدَّ منه.
وإذا كان في كلامي هذا نقطة ضعف أرجو بكلِّ جرأة أن يقول لي أحد: هذا غلط.
لم أرَ قائمة أو كتلة، بل وحتى عضو برلمان أشار إلى ضرورة تأجيل الانتخابات، وليس من صالح أيِّ طرف من الأطراف أن تتأجَّل الانتخابات، وعام 2005 عام القوة، والمسرح السياسيُّ الرائع شهد حفل الانتخابات المُتعدِّدة في بداية شهر الواحد، ومنتصف الشهر العاشر، ونهاية الشهر الثاني عشر، والأمم المتحدة أرادت أن تتدخّل، ودسَّت أنفها؛ لتحويل الانتخابات الأخيرة من نهاية 2005 إلى 2006، وتكلّمتُ معهم بشدّة، ورفضتُ هذا الشيء، وكان نغروبونتي سفيراً آنذاك، وأبلغ كوفي عنان، واعتذر عن هذا التدخّل، وجرت الانتخابات في 2005.
يجب أن تُجرى الانتخابات، لكن لا يكفي أن نلتزم بمواعيد الانتخابات إنما يجب أن نُدير العملية بطريقة غير بيرقراطية، وغير تقليدية؛ حتى لا نخسر الأطراف الوطنية.
العاصف لايزال موجوداً، والتحدّي لايزال موجوداً أرجو أن نستحضره، وننسى الأمور الجزئية..
مواسم الانتخابات لا يُعتبَر الفوز فيها مقابل الفوز الاستراتيجيّ العارم الذي يتحقق بوحدة الكلمة.
أمامكم تجربة كردستان -أنا فُوجِئت مفاجأة سارّة- فاز شعب كردستان، وفاز العراق، وفازت المنطقة فلم تحدث مُشاحَنات، ولا مناكدات، ولا اقتتال في أوساطهم، كانت رسالة قد وُجِّهت، وصرخة سِلْم في أجواء الصخب بأنه يُوجَد هكذا شيء في العراق، وكذا يجب من الآن فصاعداً أن نعدَّ لأن يكون تنافس للإعداد للانتخابات، وهو أمر جيِّد جداً.
إخواني دعانا اليوم الأخ رئيس البرلمان أستاذ أسامة للجلسة، فأكملنا اللقاءات التمهيدية التحالف والإخوة الكرد والإخوة في العراقية، واتفقنا أن تُؤجَّل الأمور إلى يوم الاثنين، فأرجو من الجميع أن يلتزموا بهذا الجدول، ورُبَّما تكون جلسة تمهيدية يوم الأحد اتفقنا عليها أيضاً إذا كانت هناك بعض الأمور تتطلّب التدارُس، والتمهيد من أجل إنجاح القرار، وصياغته بطريقة صحيحة.
نحن الآن أمام أمر مُهِمٌّ، واستراتيجيّ، وليكن عدّادنا في الجلسات القادمة نحو إنجاز المزيد من القرارات؛ نحن أمام مُنعطَف، ويجب أن ننعطف إلى الطريق الصحيح؛ لئلا نذهب إلى طريق غير صحيح..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.