قتلة الحسين (عليه السلام) ثقاة عند أهل السنة - حجار بن أبجر مثلاً !
بتاريخ : 06-11-2013 الساعة : 12:44 AM
من الأمور الغريبة ان يتنصل المتمسلفون أتباع الديانة الأموية من تبعية مقتل الحسين عليه السلام ومهما حاولوا التنصل فهم لا يستطيعون الخروج من المسئولية المباشرة فهم يوالون يزيداً وأبيه معاوية ويؤلفون الكتب في الدبّ عنهما !!
وبحكم كون المتمسلفين ذيلاً لأحد المذاهب السنية وهو المذهب الحنبلي. . ولكونهم يستميتون في الدفاع عن يزيد بن معاوية ويفدونه بآبائهم وأمهاتهم وأرواحهم فإننا نوجه لهم موضوعنا وتساؤلاتنا بصورة أساسية. .
ولنكشف بعض الحقائق بالاطلاع على كتاب البداية والنهاية لابن كثير ج 8 ص 179 في خطبة الإمام الحسين يوم عاشوراء حيث يقول عليه السلام :
(( أخبرونى أتطلبوني بقتيل لكم قتلته أو مال لكم أكلته أو بقصاصة من جراحه قال فأخذوا لا يكلمونه قال فنادى يا شبيث بن ربعى يا حجار بن أبجر يا قيس بن الأشعث يا زيد بن الحارث ألم تكتبوا إلى أنه قد أينعت الثمار وأخضر الجناب فأقدم علينا فانك إنما تقدم على جند مجندة فقالوا له لم نفعل فقال سبحان الله والله لقد فعلتم! ))
لقد نادى صلوات الله وسلامه عليه في خطبته مجموعة ممن كاتبوه ثم خرجوا عليه ولنأخذ أحدهم كنموذج لنرى موقف أهل السنة ممن خذل الحسين وخرج لقتاله وليكن (( حجار بن أبجر )) وسنتطرق للبقية في مواضيع تالية.
وأول ما يفاجؤنا أن نرى البخاري صاحب الصحيح يذكر ترجمة له في كتابه التاريخ الكبير ج 3 ص 130 و لكنك لن تجد اي جرح في (( حجار )) عند البخارى !! وما كان للبخاري أن يضعّف (( حجاراً )) أبداً !
وحينما تعرّج على كتاب آخر من المصادر السنية ككتاب (( الجرح والتعديل )) لأبي حاتم الرازي ج 3 ص 312. . فلن تجد فيه أيضاً سوى الصمت عن جرحه وتعديله متبعاً في ذلك سنة البخاري في التعامل مع قتلة الحسين عليه السلام.
أما ابن سعد - وفعل مثلما فعل سابقاه - ففي طبقاته الكبرى ج 6 ص 231 أضاف بأنـــه كان ( شريفــــاً ) وطبعاً لا يمكن له أن يجد وصفاً لقتلة الحسين أقل من هذا !!
ولعمري من أين يأتي الشرف لقتلة الإمام الحسين عليه السلام، فهو يقول : (( حجار بن أبجر بن جابر بن بجير بن عائذ بن شريط بن عمرو بن مالك بن ربيعة من عجل وكان شريفا روى عن علي )). .
أما ابن حجر في الإصابة ج 2 ص 167 فعلى الرغم من إعراضه عن جرح (( حجاراً )) أو ذكر نصبه العداء لآل البيت ومشاركته في واقعة الطف فقد حبذ أن يسترسل في ذكر همته العالية واندفاعه لدخول الإسلام :
1957 حجار بن أبجر بن جابر العجلي له إدراك روى بن دريد في الأخبار المنثورة حدثنا أبو حاتم عن عبيدة عن أشياخ من بني عجل قالوا قال حجار بن أبجر لأبيه وكان نصرانيا يا أبت أرى قوما قد دخلوا في هذا الدين فشرفوا وقد أردت الدخول فيه فقال يا بني اصبر حتى أقدم معك على عمر ليشرفك وإياك أن يكون لك همة دون الغاية القصوى فذكر القصة وفيها إن أبجر قال لعمر أشهد أن لا إله إلا الله وأن حجارا يشهد أن محمدا رسول الله قال فما يمنعك أنت قال إنما أنا هامة اليوم أو غد وذكر المرزباني في معجم الشعراء أن أبجر مات على نصرانيته في زمن علي قبل قتله بيسير وروى الطبراني من طريق إسماعيل بن راشد قال مرت جنازة أبجر بن جابر على عبد الرحمن بن ملجم وحجار بن أبجر يمشي في جانب مع ناس من المسلمين ومع الجنازة نصارى يشيعونها فذكر قصة. .
وهكذا لن تجد أحداً من علماء السنة من يضعف (( حجاراً )) لكونه ناصبياً دعى الحسين عليه السلام وخذلة، ثم خرج عليه يحاربه !! بل كلهم يغمضون الطرف عما فعل فهو أحد الرواة الكوفيين لديهم !!
ولن نطيل البحث والنظر كثيراً إذ سيتضح لك ما يكنه هؤلاء حقيقة اتجاه (( حجار بن أبجر )) حينما تعلم بأن أبا حاتم الرازي قد وثّقه بإدارجه ضمن ثقات كتابه (( الثقات )) فراجع الجزء الرابع ص 192 لتتأكد من حجزة موقعاً بين ثقات أهل السنة :
2445 حجار بن أبجر الكوفى يروى عن على ومعاوية عداده في أهل الكوفة روى عنه سماك بن حرب. .
هكذا تصبح النواصب ثقات عند أهل السنة ويصبح قتلة الحسين ممن لا يتطرق لهم الجرح والتضعيف !!
وغريب في أمر هؤلاء أنهم يضعفون مسور بن الصلت بقولهم : (( يشتم السلف فلا يجوز الاحتجاج به )) !! كما ورد في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج 3 ص 120.
حسناً فهذا يشتم السلف فلا يجوز الاحتجاج به فما بال أؤلئك النواصب الذين دعوا الحسين وخذلوه ثم خرجوا عليه وقاتلوه وقتلوه وأبناءه وأصحابه وأطفاله وسبوا نساءه وطافوا برأسه البلدان أمثال شبث بن ربيعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث الشيباني !! فكيف يكونون ثقات بل ولا يضعفهم أحد يعتد به من علماء السنة ؟!
ما هذه الصداقة الحميمة بين قتلة الحسين وعلماء السنة ؟!
ولماذا يوثقونهم وهم أعداء الله وأعداء رسوله ؟!
وهل يعقل أن يكون علماء السنة قد جهلوا أمر حجار ؟!
وهل يستطيع أحد أن يأتي بجرح لأحد علماء السنة في حجار بن أبجر ويرفض روايته ؟!
ولماذا لا يقف المتمسلفين في وجه هؤلاء الخذلة القتلة النواصب لكشفهم على الملأ ولرفض قبول روايتهم للحديث ؟!
أم أن شبيه الشيء منجذب إليه ؟!
هذه الأسئلة مع غيرها تكشف لنا جزء من حقيقة أريد لها أن تدفن تحت التراب