وروى في ذيل قوله تعالى «وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى»( الضحى: 8.) أن الله من على نبيه وأغناه بأموال خديجة(ع). وقد وردت الأخبار عن العامة والخاصة في كثرة أموال خديجة، حتى قال العلامة المجلسي في المجلد السادس من بحار الأنوار أنه "كان لخديجة في كل ناحية عبيد ومواش، حتى قيل: إن لها أزيد من ثمانين ألف جمل متفرقة في كل مكان وكانت خديجة أميرة عشيرتها وسيدة قومها ووزيرة صدق لرسول الله(ص)، فكانت كأنها الملكة في الحجاز وأطرافها، لكثرة ما كانت تملكه من المواشي والخدم والحشم والضياع والعقار والأملاك والأموال والتجارة والعبيد والإماء والجواهر الغالية والذهب والفضة، وقد قدمتها جميعا -وهي في غاية الرضا والإمتنان- إلى النبي(ص) خصوصا خلال فترة الحصار في شعب مكة، حيث استمر ثلاث سنوات منعت قريش القوت والإمداد عن بني هاشم ، فكانت خديجة تغدق عليهم بكل سخاء، وتنفق على تلك الجماعة من الرجال والنساء من بني هاشم ومن الحراس والحفظة الذين كانوا مع رسول الله(ص)، وكان الربيع بن العاص صهر خديجة على بنتها يحمل الحنطة والتمر على الإبل ويبعث بها إليهم تحت جنح الظلام، حتى نفذت ذخائرهم ولم يبق لهم شيء، وآل أمرهم إلى أن قنعوا بثوب واحد يستر عوراتهم. وهكذا كانت خديجة(ع) مۆمنة حقا، آمنت بنبي آخر الزمان بالقلب واللسان والمال والجنان.
لقد ساوى بذل خديجة(ع) سيف علي(ع) في الإسلام، وتساويا من قبل في السبق إلى الإسلام ، وفي هذا من الشرف ما يكفي خديجة(ع)، علاوة على أنها قامت عن بنت كفاطمة(ع)، وبها تشرفت على نساء العالمين.
نعم; لقد ساوى بذل خديجة(ع) سيف علي(ع) في الإسلام، وتساويا من قبل في السبق إلى الإسلام ، وفي هذا من الشرف ما يكفي خديجة(ع)، علاوة على أنها قامت عن بنت كفاطمة(ع)، وبها تشرفت على نساء العالمين. ومن جملة شۆونها أن الله جعل بطنها وعاء للإمامة ، عن ابن شهر آشوب دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على فاطمة ( عليها السلام ) فرآها منزعجة فقال لها : مالك ؟ أراك منزعجة ، فقالت : أبتاه! إن الحميراء افتخرت على أمي بأنها لم تعرف رجلا قبلك ، وأمي عرفتك وهي مسنّة ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا تنزعجي ، فإن بطن أمِّك كانت وعاء للإمامة