الشيخ جلال الدين الصغير : العراق بحاجة الى اجراء حوار داخلي مسؤول بعيدا عن المزايدات السياسية
بتاريخ : 14-03-2014 الساعة : 11:02 PM
أكد امام جمعة براثا الشيخ جلال الدين الصغير حاجة البلد الى حوار داخلي مسؤول بعيدا عن عنتريات الانتخابات والمزايدات السياسية .
وقال الشيخ الصغير في خطبة صلاة الجمعة بجامع براثا ببغداد اليوم " ان عقد مؤتمر لمكافحة الارهاب في بغداد هو امر جيد،لكن المفارقة اننا ذهبنا الى الخارج لكي نستعين به لمكافحة الارهاب ونسينا ان نعقد مؤتمرا واحدا في الداخل".
واضاف " راينا يوم امس وماقبله كيف ان الحكومة عقدت مؤتمرا لمكافحة الارهاب ودعت اليه دولا عدة وهو امر جيد ان نحتاج الى تجييش الراي العام ضد الارهاب وكل معونة من اجل اسقاط حجج الارهاب وذرائعه ولكن ثمة مفارقات لابد من الاشارة اليها فالمفارقة الاولى اننا ذهبنا الى الخارج لكي نستعين به لمكافحة الارهاب ونسينا الداخل لم نعقد فيه لا مؤتمرا ولا تجمعا من هذا القبيل بل اجتهدنا لكي نقطع ونفتت ونازم الداخل ولكي يعيش الفرقاء السياسيين والمكونات العراقية بمختلف اطيافها صراعا يوميا حتى بات امامنا كالخبر القوي".
وبين الشيخ الصغير" اعتقد اهمية عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب ستتلاشى بشكل سريع امام الاهمية العظمى لعقد المؤتمر الداخلي والمؤتمر الذي اتحدث عنه لا اتحدث عن كلمات تلقى ولا عن كراسي تعد ولا عن احتفالات او ندوات او ما شاكل ذلك انما اتحدث عنه هو روابط جدية مابين الفرقاء لمحاصرة الارهاب واعمال جادة لسحب ذرائع الارهاب واعمال دقيقة للتعامل مع حواضن الارهاب سياسات حازمة للتعامل مع الارهابيين اما ان نستعرض امام الشاشات والتلفزيونات بكلمات منمقة وبشعارات مزوقة وهذا لن يحل اي امر للارهاب لا بل يعطيه مزيدا من القدرة على ان يتمادى اكثر".
واشار الى" اننا لا نحتاج الى براهين كثيرة لكي نرى ان الارهاب تمادى كثيرا ففي كل يوم يثبت تماديا جديدا وفي كل يوم يضرب امثلة على طبيعة الاستهتار وطبيعة المعالجات الفاشلة لملف الارهاب فمن يريد محاربة الارهاب بشكل جاد عليه ان يفكر في بداية الامر وبشجاعة ماهو الفارق من حيث المعطيات العملية مما كان يجري في سنة 2006 ومما يجري في هذه الايام كان اخر فارق قد هتك يوم امس في المنطقة الخضراء التي لم يتم الاعتداء عليها منذ فترة طويلة وقد راينا انها استهدفت مالذي بقى وماهو الفارق حتى نقول ان هناك فارق وجود الفشل هو مفتاح الحل لمكافحة الارهاب لانحتاج الى براهين كثيرة لكي ارى في السياسات الموجودة خللا لايمكن لي ان افسره نجاحا فقد ذهبنا لمحاربة {داعش} خارج الانبار فتحولت الى داخل الانبار".
وتسائل قائلا" من الذي ادخلها يمكننا ان نعطي عشرات الاسباب ولكن القدر المتيقن ان السياسة في التعامل كانت فاشلة؟ ومن الذي اخرج الفلوجة من دائرة سيادة الدولة الى دائرة ان تعلن عصابات الارهاب ولاية الفلوجة وهم اللذين يتسيدون على كل شبر من اشبارها؟، يمكن ان تعطى عشرات الذرائع وتوضع المبررات ولكن القدر بين ان الموجهات في مواجهة الارهاب كانت فاشلة المسؤولون عن الاجهزة الامنية اكدوا ان فشلا في السياسات".
واوضح الشيخ الصغير ان" المفارقة الاولى التي يجب ان تفكر بها الحكومة بشكل جاد هي انها بحاجة الى حوار داخلي مسؤول بعيدا عن عنتريات الانتخابات وبعيدا عن المزايدات السياسية ، وهنا دم العراقي يسفك في كل يوم وارواح العراقيين تزهق في كل ساعة وسيادة العراق وامنه يستباح من قبل هذا وذاك ولا يمكننا ايقاف كل هذا الا من خلال حوار جاد"، مبينا انه" مشتبه من يتصور انه سيجد ان الاطراف المتحاورة مستعدة لكي تمشي كلها في نمط واحد فالسياسي الجيد هو الذي يعرف التعامل مع كل التناقضات السياسية ويطوع التناقضات من اجل مشروعه لا ان يثور كل التناقضات ويازمها ويهرب من الازمة باتجاه فتح ازمة جديدة عملية الهروب من الامام من خلال فتح ازمات جديدة قد تؤمل لنا يوما لكن تفتح علينا ابوابا عديدة من جهنم".
واردف الشيخ الصغير قائلا" وها نحن واجهنا قبل ايام قليلة بواحدة من المخاطر الكبيرة في ان تفتعل ازمة {شيعية شيعية} حينما تم استفزاز طرف وتظاهر هذا الطرف وبعد ذلك شاهدنا استهداف لمكاتب حزب الدعوة في اكثر من مكان مما فتح الباب على مصراعيه لازمة اكبر وجزاهم الله خيرا المسؤولين عن التيار الصدري حينما ارسلوا الى الحكومة من يقول لها بان اي مسلح في الشارع اقبضوا عليه ولا ترجعوا لاحد نحن بريئون منهم مما جعلوا للفتنة ان تتلاشى ولكن الى متى نحن نبقى في اطار التازيم مع هذا وذاك وماذا نحصد كلها ايام وتنتهي الانتخابات لكن هذه الاحقاد التي تؤججها الاعمال التي تنجم نتيجة رغبة هذا الطرف او ذلك وهذه الاحقاد ماذا ستفعل بهذا البلد ويجب ان تمارس فيها غض النظر وسعة الصدر".
وتابع " اما المفارقة الثانية ان الحكومة اتهمت بعض الدول وتحديدا السعودية وقطر بانها داعمة للارهاب ولكن المفارقة لما تم دعوتهما للحضور الى مؤتمر الارهاب ما الجديد في اوضاعهم حتى في يوم تدعونهم وفي يوم اخر تتحدثون عن قطيعة معهم لاشك ان واحدا من الامرين خطأ وانا اتعجب من ان تدار السياسة الخارجية بهذا الطريقة فالسياسة الخارجية مهمة معقدة وما يجب علينا ان نفقهه ان الامور لاتجري بهذه الطريقة،
والامر الثالث دعوتم دولا عديدة وقلتم ان مشكلة الارهاب تتفاقم ان لم تحل مشكلة سوريا فغالبية الموجودين هم من دعموا الارهاب في سوريا وغالبية من كان حاضرا وتحدث بلسان طويل هو من دعم الارهاب في سوريا"، متسائلا" {داعش والنصرة} من الذي اوجدها دولة واحدة ومن اي مطارات وباي اموال واسلحة وغطاء دبلوماسي وسياسية وباي ترويج اعلامي؟، فالجميع مكشوف ومتورط بهذه القضية اليوم جئتم تستجدون ايرادات هي بالاصل لاتبالي بالمنطقة الا بمقدار مصالحها".
وبين الشيخ الصغير " اليوم بحمد الله اخبار سوريا تشير الى انتكاسة كبرى في التكفيريين وخاصة في منطقة يبرود وما ستؤدي هذه القضية الى ازمات حادة في داخل الصف الارهابي وهذه الدول التي جلست هي من اسست لهذا الوضع وبعض هذه الدول شريكة من اخمس اقدامها الى قمة هامتها لا نضحك على انفسنا".
وحول قضية الانتخابات البرلمانية المقبلة قال امام جمعة براثا انه" وبشكل سريع ساتعرج الى قضية الانتخابات وأشير الى واحدة من القضايا التي تتحدث عنها الناس كثيرا يقولون ان المرجعية اذا ما أمرتنا فإننا سننفذ على الفور
فالمرجعية اليوم تطالبكم بالخروج الى الانتخابات لانتخاب لنفسك مستقبلا أصلح من اليوم الذي أنت فيه هذا ما تريده المرجعية فاليوم نحن في امتحان جدي ان كنا صادقين في تنفيذ أوامر المرجعية علينا الخروج لصناديق الاقتراع والمطالبة بالتغيير فاليوم المشاركة بورقة وببذل بضعة اقدام وسننهي التذمر الحاصل بين الناس بصندوق الاقتراع فالناس غدر بها وقيل لها اقوال لم يفعل بها لكن ساحتنا ليس فيها انبياء علينا اختيار الأكفأ لم يعد الفساد اسطورة وما عاد الترهل والفشل قصة تقال اليوم ، فالتغيير بورقة واحدة وبضعة خطوات غدا ، فلم يعد الفساد والدكتاتورية اسطورة واذا اهملنا التغيير فغدا ستتحول الى قدرة طغيان عليكم".
واضاف " وعندما تؤكد المرجعية على التغيير يعني هذا انها غير راضية ، ونحن نحتاج الى حكومة لديها القدرة باعطاء الناس قوتهم بقدر التفجيرات التي تحصل ، ونريد حكومة {تزفت} شوارع وليس حياة الناس نريد حكومة ترجع ارض السواد والخير لا الى تحويل حياتنا الى سواد ومرارة والم ، ونريد حكومة توزع العدالة على الناس وليس على الفاسد والمفسد هذه هي الحكومة التي تريدها المرجعية، كما قالت المرجعية انها على مسافة واحدة ولكن ليست على مسافة واحدة من الفاسد والمؤتمن فقد قدمت لكم صفات المرشح المنتخب وعليكم انتخابه".