بعد مضي أكثر من ثلاثة اعوام، ما زالت الأزمة السورية تتواصل وتتفاعل ويتزايد نزيف الدماء، ورغم مواقف بعض الأطراف الإقليمية الداعمة للمعارضة العسكرية على اختلافها، سواء الجيش الحر اوالتنظيمات السلفية، إلا أن كل المحاولات التي تهدف لجعل الجيش الحر هو المظلة الأساسية لجماعات المعارضة المسلحة، وأن يتم توزيع الإمداد والتمويل والتسليح من خلاله، قد فشلت.
وتحولت سوريا لمحج لجميع التنظيمات السلفية والمعارضة المسلحة وكان اهمها( الجيش الحر،جبهة النصرة،الدولة الاسلامية في العراق والشام، المقاتلون الاكراد، الجبهة الاسلامية) وفيما يلي تعريف بهذه التنظيمات:-
1 – "الجيش الحر": هم ضباط سوريون سابقون فروا من الجيش السوري وقاموا بتأسيس الجيش الحر وذلك في 29 من تموز عام 2011 وقائد الجيش الحر هو رياض الاسعد، وكان الجيش الحر هو اول فصيل مسلح في سوريا وقد سيطر على عدد من القرى والمدن كان اهمها مدينتي حماة وحمص وخلال حصار دام طويلاً فرضه الجيش السوري على حماة وقتها قام اهل المدينة بطرد الجيش الحر منها وعادت لسيطرة الدولة السورية.
واهم سنوات عمل الجيش الحر هي بين عام 2011 وعام 2012 قبل ان يشهد انقسامات حادة جداً في بنيته الاساسية وبعدها تقسم واصبح لكل حي او شارع فصيل مسلح خاص فيه يعود باسمه للجيش الحر ولكن لا يأخذ الاوامر منه.
2 – "جبهة النصرة": هي فرع من فرعي القاعدة في سوريا، تعتبر "جبهة النصرة" أبرز تنظيم يتبع لها، وقد تم الإعلان عن تشكيل التنظيم في أواخر يناير 2012، أي بعد مرور نحو عشرة شهور على قيام الاحتجاجات في سوريا.
وبعد تشكيل "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في إبريل 2013، فإن جزءًا من أعضاء كتائب "جبهة النصرة" انشق وانضم إلى "داعش"، وهو ما أدى إلى إضعاف وجود "جبهة النصرة" في بعض المناطق من البلاد، وخاصة في دير الزور على الحدود مع العراق، حيث سيطرت عليها "داعش" بصورة كبيرة، إلا أنها استعادت نفوذها بعد عودة المقاتلين الأجانب الذين سبق أن تركوها وانضموا إلى "داعش"، خاصةً بعد بيان "أيمن الظواهري" الذي جاء فيه أن الولاية المكانية "لجبهة النصرة" هي في سوريا، بينما تعود "داعش" إلى ميدانها الأساسي في العراق.
ويعد "الجولاني" أمير تنظيم الجبهة، أي المسؤول السياسي والديني له، ويتبعه مجلس "شورى المجاهدين" الذي يمثل السلطة العليا الشرعية التي تحدد استراتيجية عمل التنظيم.
وتضم جبهة النصرة مقاتلين عرب واجانب ايضاً بينما عدد السوريين فيها لا يتجاوز العشرة بالمئة.
3 –"الدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش)": هي الفرع الاخر للقاعدة في سوريا حيث تم تأسيسها عندما أعلن "أبو بكر البغدادي" عن تأسيس "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ككيان جامع يضم تنظيم القاعدة في العراق، وجبهة النصرة في سوريا، غير أن أبا محمد الجولاني رفض هذا الاندماج، وأقسم يمين الولاء لأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، في إشارة إلى رغبته في الحفاظ على استقلالية جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة في العراق.
واستطاع التنظيم السيطرة بصورة منفردة، وأحيانًا مشتركة، على مناطق في محافظة حلب (الباب – مدينة حلب – إعزاز – جرابلوس)، ومحافظة إدلب (الدانة – سرمدة)، والرقة (مدينة الرقة والطبقة)، كما أن للتنظيم وجودًا في شرق سوريا، خاصة في المناطق الحدودية مع محافظتي نينوى والأنبار العراقيتين.
وقد اصطدم التنظيم بالكتائب المسلحة الأخرى، بسبب سعيه إلى بسط نفوذه على مناطق سيطرتها، ومن ذلك اصطدامه في ريف اللاذقية بمختلف الكتائب هناك، وتحديدًا "أنصار الشام"، و"أحرار الشام"، و"كتيبة المهاجرين"، و"نصرة المظلوم"، كما دخل "داعش" في احتكاك مباشر مع السكان بسبب محاولة فرضه نظامًا سلفياً متشددًا على الناس يقوض حريتهم، فضلا عن قيامه بتنفيذ عدة عمليات إعدام ميدانية وذبح وصلب للمناوئين له.
وقد حدث تحول في عمل التنظيم مع إصدار "أيمن الظواهري" –"زعيم تنظيم القاعدة"- في نوفمبر 2013 قرارًا بإلغاء "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ومنح زعيمها "إبراهيم عواد البدري السامرائي (أبو بكر البغدادي)" زعامة "الدولة الإسلامية" في العراق لمدة عام، والتي تكون ولايتها المكانية العراق فقط، مع فصل "جبهة النصرة"، ومنح زعيمها "أبي محمد الجولاني" ولاية مكانية على سوريا لمدة عام.
ومن وقتها والقتال بين "الدولة الاسلامية وجبهة النصرة" مستمر وحصد اكثر من عشرة آلاف قتيل من كلا الجانبين.
والى الان لا يوجد رقم دقيق لعناصر داعش.
4 – المقاتلون الاكراد: هم فصيل مسلح كردي غير عربي خرج علناً في منتصف عام 2012 ويقوم بحماية المناطق الكردية في( القامشلي والحسكة وريف مدينة حلب وتحديداً مدينة عفرين) وهم تابعين لحزب BKK لجنة الحماية الكردية التي تقوم بمدهم بالسلاح والمال احياناً.
5 –"الجبهة الاسلامية": هي جبهة تجمع كثيراً من الفصائل المقاتلة في سوريا تأسست الجبهة في شهر سبتمبر (أيلول) عام 2012 ، وتضم الجبهة نحو 60 ألف مقاتل اغلبهم من غير السوريين وتضم أكبر الألوية والكتائب العاملة على الأرض في سوريا ويقدر عدد الألوية بعشرون لواء.
كان يقودها عند التأسيس "أحمد الشيخ الملقب بأبي عيسى"، ويتركز عملها في مدينة حلب ودير الزور وريف مدينة حلب وريف مدينة ادلب.