كشفت صحيفة "أوزغور غونديم" الكردية، التابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" والصادرة باللغة التركية، أمس، عما وصفته بالخطة الكاملة التي هيأت لاحتلال الموصل وباقي المناطق العراقية من قبل تنظيم "داعش".
وذكرت الصحيفة إن هذا تم في اجتماع في العاصمة الأردنية عمان في الأول من حزيران الماضي، وهو اليوم الذي بدأت فيه "غزوة داعش" للعراق، وبرعاية من الولايات المتحدة و"إسرائيل" والسعودية والأردن وتركيا، بحسب صحيفة السفير.
وقالت الصحيفة ان وثائق الاجتماع قد باعها احد الأشخاص الذين شاركوا في الاجتماع بمبلغ اربعة ملايين دولار الى المسؤولين العراقيين، وقد كشفها للصحيفة موظف ديبلوماسي عمل في الشرق الأوسط فترة طويلة.
وشارك في الاجتماع كل من رئيس الاستخبارات الاردنية وممثل الملك صالح القلاب، و"الحزب الديموقراطي الكردستاني" ممثلا بآزاد برواري ونائب رئيس الاستخبارات الكردية مسرور البرزاني، المعروف بـ"جمعة". كما حضر ممثلون عن فروع عدة لحزب "البعث"، وعزة الدوري باسم "الحركة النقشبندية" وكان نائبا لصدام حسين، ومندوبان عن "جيش المجاهدين" منهم شخص اسمه أبو ماهر، وشخص بإسم سيف الدين عن "أنصار الإسلام"، و"جيش أنصار السنة"، و"جيش الطائفة المنصورة" الذي يتشكل من المغاربة والجزائريين، و"كتائب ثورة العشرين"، و"جيش الإسلام"، و"شورى أنصار التوحيد"، وشخص ليبي موجود الآن في الموصل.
وكان هدف الاجتماع احتلال الموصل والتقدم باتجاه بغداد. وقد عقد المؤتمر في عمان بمشاركة عدد كبير من المعنيين بشؤون الشرق الأوسط، وبرعاية الولايات المتحدة والسعودية و"إسرائيل" وتركيا.
وقد تقررت خطة احتلال الموصل وصولا إلى بغداد بعدما لم تنجح هذه القوى بفرض هيمنتها على العراق كما ترغب، بعد التخلص من صدام حسين. وذكرت الصحيفة إن ديبلوماسيا عريقا عمل لسنوات في الشرق الأوسط هو الذي أظهر النسخة الأصلية للاجتماع التي باعها شخص شارك فيه.
ويقول الديبلوماسي الشرق أوسطي للصحيفة إن الهدف من وراء كل ذلك هو خلق المزيد من الفوضى في الشرق الأوسط وهذا يصب في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل. ويضيف: إن هذا المناخ يفيد أيضا القوى السلفية في المنطقة للتقدم نحو تحقيق أهدافها، واكتساب المزيد من القوة.
وعلى صعيد آخر، رأت صحيفة "ميللييت" إن إعلان البرزاني انه سيتوجه الى استفتاء لإعلان استقلال كردستان جاء بعد أن بدا أن الاعتراضات على ذلك قد تراجعت. وهو يحظى بتأييد بريطانيا و"إسرائيل" وتركيا لهذا القرار، وليس من الصعب أن تقنع هذه الدول الولايات المتحدة بالقبول به.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل مسرورة من تأسيس دولة كردية لديها مشاكل مع العرب، لتكون مثلها في هذا المجال. كما انها بالنسبة لتل ابيب ستكون دولة تقيم توازنا مع إيران وتركيا. أما تركيا فإنها لا تخفي اهتمامها وتطلعها للاستفادة من نفط كردستان، وهي عقدت اتفاقات مع اربيل بهذا الصدد".
وأضافت إن "مشاريع بعيدة المدى مع كردستان على جميع الأصعدة ستكون مفيدة لتركيا، ولها نتائج سياسية وثقافية واجتماعية. وترى تركيا أن العلاقة مع البرزاني ستكون عاملا مغيرا في اللعبة الداخلية التركية، في ما يتعلق بعملية حل المشكلة الكردية".
واعتبرت الصحيفة أن "سقوط فكرة الدفاع عن التركمان وكركوك بالنسبة لأنقرة عزز عملية توثيق العلاقات مع اربيل. وبذلك يكون البرزاني قد حصل على دعم مباشر من بريطانيا و"إسرائيل"، وغير مباشر من تركيا، وستدخل المنطقة في مرحلة جديدة سيكون الأكراد للمرة الأولى في مواجهة قضايا لم يعتادوها من قبل".